الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / آخر زفرات اليراع …

آخر زفرات اليراع …

أضحى السودان ، قنبلة موقوتة ، صنعها المعتوه البشير وعصابته ، بعد ما تدفقت فيه  الأسلحة النارية بصورة لا يتخيلها عقل بشر ، فمن المستحيل أن تدخل منزل سوداني إلا وتجد فيه سلاحا” بداية بالمسدسات (الوليزر) الايطالية وانتهاءا” (بالكلاش) ، وهذا بالمنازل البسيطة داخل العاصمة المثلثة ، اما الاقاليم فبدون تعليق ، في احدى زياراتي لمنزل صديق في نيالا شاهدت مدفع رباعي ، وهو يستعمل لإسقاط الطائرات وهذا في منزل عادي ، وخرجت وانا أتلفت يمينة ويسرة ، خوفا علي نفسي ، وأصحاب المنزل يتضاحكون كأنه أمر عادي ، لقد تدفقت في الآونة الاخيرة في بلادنا ، كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر ، واضحي الجميع يبحث ليؤمن وضعه في ظل الضبابية التي ضربت الوطن .
وهذه اسوأ ما قامت به حكومة( الكيزان العسكرية) فقد سحبت القلم من يد الشعب ، ووضعت بدلا” عنه السلاح ، وإبدلت العلم بالقوة ، لقد ضربت النسيج الإجتماعي بالجهل ، وأفسدت حتي مل الفساد من ذكر اسمه ، وبطشت حتي حركت نوازع الغل والجهل في ابناء الوطن ، وكانت تقود نار الفتن ، وتدعم القبائل العربية ، لتمزيق القبائل الزنجية ، وتلهب القبائل الزنجية بالحماسة حتي تشتعل وتثور فتشكمها بالبطش ، والإستبداد وتلهي المعارضات بالقضايا الإنصرافية ، وتفتح بوابات التشرد ، والنزوح لابناء الوطن بسبب الغلاء الطاحن ، وإندثار الاماني لشباب احلامهم تكمن في زواج وحياة كريمة ،  لقد خططت هذه الحكومة اذا نجح مخططها امتلكت الوطن ، واذا فشل مخططها إمتلكت أوطانا” اخري ، فقد صنعوا لأنفسهم أوطان اخري ، في دولا” اخري ، وامنوا أوضاعهم ، بعد ما نهبوا ثروات البلاد فساد ، وسرقة ومحاباة ، ودهنسة وبيع ، واصبحت اقدامهم في ارض الوطن ، والقدم والاخري خارجه ، واسرهم ومنسوبيهم يعيشون خارجا” فقد تدمر كل شئ ،
وهم يضعون الآن اللمسات الاخيرة لضياع تراب الوطن ، لقد ارادت حكومة البشير ان تغير السحنة الجغرافية للمنطقة والمواطنين ، ففتحت بوابات الوطن لابناءه  للخروج ، وفتحت لجنسيات اخري بوابة الدخول من سوريين ، واثيوبيين ، وارتريين ، وبنغلاديش ، وبسطت اياديها للوافدين ، وما يجدوه الوافدين الجدد ، أفضل ألف مرة من المواطن من حيث بيئة جيدة للحياة كريمة ، ومعاملة حسنة ، وتوفير خدمات.
كل ما تبحث عنه هذه الحكومة الموبوءة ، هو التضييق علي المواطن ، وانتهاك حقوقه ، وسلبه الارادة ، وجعله مزعن خائف من القادم ، اما فارا بجلده من الوطن ، واما قابعا” متمسكا بأسوأ السيئين ، مؤمنا” بان القادم سيكون وبالا” اذا ذهبت هذه الحكومة ، اما اذا خرجت ضد هذا النظام فاما الموت بنيران الامن والجنجويد ، واما نهاية بمستقبل مرهون بإحزاب هشة ومعارضة بالية رخيصة ، لا تعي ما تقوم به ليس لها برنامج اصلاحي ، او كوادر مثقفة تقود الركب ، ولا تملك الثقة في قيادة نفسها دعك من البلاد ، فالمعارضة التي تتصارع مع نفسها ، وتضعف امام المناصب والأموال فتبيع قضاياها ببضع جنيهات ، والصامدون من المعارضة افكارهم بالية وقضاياهم جزئية جل تفكيرهم حل قضايا القبيلية والعنصرية ، والايمان بمنهج العلمانية أو اللبرالية او الاشتراكية ، لايؤمنون بتنوع وإختلاف في وجهات النظر ، ولا يتحدثون عن الوطن الا في نطاق شخصي ضحل .
ان ما خلقته حكومة البشير ومتأسلميه لهو أكبر من تصورنا ، جرح يصعب إندماله ، وفتحة تحتاج سنين لكي نغلقها ، فقد عم الجهل في كل شبر من الوطن ، واسوأ انواع الجهل هو جهل المثقفين ؛ لان لديهم تابعين ، وطلقة من قلب الخرطوم ستنفجر القنبلة ، التي صنعها المتكوزنين الذين قالوا إما نحن ، وإما ضياع كل شئ .
إن الوطن يحتاج لجراحين مهرة ، ليخيطوا هذا الجرح الغائر حتي يندمل ، ويحتاج طول بال ، وصبر وحكمة ، فهل تركت هذه الحكومة جراحين ؟
لك الله يا وطني فقد وضع بعض الحاقدين السارقين ، المغتصبين لك .. السم في الدواء …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.