الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / فلنعد للجذور(1) …

فلنعد للجذور(1) …


اذا اردنا أن  نكتب مقالا” ينضج بالحقائق ويوضح الإنقسامات ، فلابد ان ننتظر الذم والقذائف والاتهامات ، وهذا هو المنهج الذي صار متبع ، ولكي يتحقق إصلاح يجب ان يكون هنالك نقد ؟ ولكي يقوي التعمير يجب ان يكون هنالك هدم ؟ ، ان ما تمر به بلادنا الحبيبية ، وما يعانيه شعبنا الصبور ؛ لهو أمر جلل ، وما نشاهده يدور في دهاليز النظام الفاسد الباغي يوحي بأننا في خطر ، فقد تسيدت السلطة المتسلطة علي إنفاس الشعب وادارت سياساتها بسقوط التعليم في بداية انطلاقتها وحرفته تحريفا ممنهجا” حتي اصبح خالي الوفاض ، فتجد المتخرجين من الجامعات والمعاهد نوارة العلم في هذا الزمن ، يتعثرون في كتابة بعض الكلمات وهذا سقوط اكاديمي ، ولا يتحملون السقطات المجتمعية وهذا هو السقوط أخلاقي ، ولا يجيدون التعامل مع الحياة ، وهذا هو السقوط المجتمعي ، بل تصعب عليه توصيل المعلومات البسيطة اسلوبا ومعاملة اذا كانت أكاديمية او مجتمعية او ثقافية وهذا هو الإجحاف الفكري .
لقد نخرت حكومة (البشير) بمخالبها في عقلية الشباب السوداني بطرحها مواد رجعية ،  وغيبت مفاهيمهم الذهنية المتفتحة ، نتيجة التغييب الكامل لاولياء الأمور الذين ينحتون الصخر لتوفير متطلبات بنيهم وتحقيق مآربهم ، فوفورا جزء من الضروريات خصما” علي التقويم الاخلاقي وادب الاصغاء والتوجيه ، الذي وجدوه في الأجيال السابقة من ذويهم ، وهذه نتائج بنيت عليها سياسات المتأسلمين مسارها ، وخلقت جيل معاق فكريا” ، إهتماماته هي الالتزامات الزمنية كآلة مفرغة من المحتوي تتسابق لتحقيق نقطة ماء في محيط وجل آمالهم هي دخول اي كلية في اي جامعة لنيل الشهادات الجامعية ، ودخول معترك العمل حتي يستطيعوا تخفيف الضغوطات علي أسرهم المكلومة ، وبعض الأسر تعتبره نوعا” من التقليد المجتمعي الذي اصبح يخلو من ثقافة تطوير النفس البشرية قبل الإستحواذ علي الشهادات الأكاديمية ، التي كان نيلها فيما سبق يعد اولا” : تطويرا” أخلاقيا وتربويا قبل ان يكون أكادميا” ، وهذا ما يجعل من المثقفين السابقين بورة للتفتح والإستنارة في كل نواحي الحياة ، وإطلاعهم بالحكمة والمعرفة سياسيا” وإقتصاديا” وثقافيا” ؛ أضافة لفطرة الأخلاق التي توارثت جيلا بعد جيلا ؛ بسبب التوجيه المباشر من اولياء الامور لبراحة الحياة وسهولة الامور المعيشية ، والتواصل المستمر الذي أمسي معدوما” ، فكانت مدلول الأجيال السابقة هي ترسيخ للأستقامة المتكاملة لابناؤها هو الهدف المنشود .
ورغم ما ذكرناها عن الاجيال السابقة فقد كانت هنالك موروثات مجتمعية سالبة ومقيتة ومتداولة في جميع المجتمعات السودانية وهي العثرات ، والهنات التي تراكمت بالفطرة من السابقين وهي التي أضاعت قومية الدولة ، وعكست الرجعية العقلية للاجيال المستنيرة رغم إكتمال إستنارتها في كثير من الأشياء ، فمجتمعاتنا تعتقت فيها مفاهيم ارتباط الدولة بالدين ، وهذا امر اصبح لا يتغالط فيه اثنان ، وكان ممكن ان يثمر ولكن المنفذين للسلطة الدينية لديهم مساؤي تمتلئ بها الصحائف ولكن اهمها :
1/تنقصهم الحنكة السياسية لإدارة دولة .
2/ الضعف أكاديمي والثقافي .
3/ إبتعادهم من المجتمعات السودانية ، والاستعلاء والفوقية  .
4/ إختلاف نوعية التعليم وعدم الاحتكاك بالمجتمع والتمازج مع نسيجه الاجتماعي .
5/ توريث السلطة الدينية داخل العوائل والاسر .
6/ الترضيات التي تقدم لهم ؛ أشعرتهم بانه اصحاب حق وليس منة ، من الشعب او من الحكومات التي تبحث عن تأييد .
ولو حاولنا ان نشرح هذا الأمر نحتاج كتب ومغلفات ولكن هذا ما فتح الهوة ، وجعلهم ينزلقون الي دواليب الدولة ديمقراطية كانت أو ديكتاتورية فكان التأييد
يأتي من المغيبين دينيا او عقائديين ، والأمثلة تتواتر ، لتجد الدكاترة ، والمعلمين والمهندسين ، يتساقطون تحت أقدام المشايخ وقادة الطرق الصوفية ، بحثا عن رضاء الله في مراضاتهم ، وهذا هو سقوط الوعي للأجيال السابقة ، وهو ما جعل الروابط الفكرية معدومة ، وساق البلاد الي الدرك الأسفل ، فتجد خيرة شباب المجتمع يحملون مداسات الشيوخ ويطأطون رؤسهم خوفا” ورهبة ، وتقدم لهم المنح والهدايا إزعانا” وتقربا” الي الله زلفى ، وذلك ما اعطي حافزا” متكاملا” للمشايخ وقادة الطرق للانزلاق داخل السياسة بلا إطلاع ولا معرفة ليشكلوا أجساما” مبنية علي العقائدية الدينية ، وكان قبولهم داخل انظمة الدولة هو اول السقوط ، فقد إعتمدت علي بيوتات واسماء متفق عليها .
اذا عندنا لجذور المشكلة نجد ان هنالك إنعدام للوعي المتراكم منذ بداية إنطلاقة الدولة السودانية ، وارتباط العقلية السودانية بخطوط حمراء لا يمكن تعديها والمجاملة في الحقوق والواجبات ، نوعا” من التأدب الغير مقبول ، نتأدب في الطرح ، ولا نتنازل عن حقوقنا ، فلا حقوق تسقط بالتقادم ، ولا دولة تبني عقول تحفظ الدين ولا تحفظ حقوق الآخرين . قوموا الي حقوقكم يرحمكم الله ، فإن الله قريب يسمع دعوة الداعي ، ولا يحتاج أن نبحث له عن واسطة لدعاءنا بان يرفع عنا البلاء…

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.