الأربعاء , مايو 8 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

30 يونيو 1989 … 

 

ميقات الشر ..الأعظم … 

الساعة الآن في الخرطوم الثالثة .. قبل الفجر 

في هذه الأنحاء الزمنية … قبل هذه الساعة او بعدها … قبل سبعة وعشرين عاما … 

عربة تاكسي قديمة … تدخل متلصصة .. شارع في كوبر … حيث يقيم ..الضابط ..عمر حسن احمد البشير … بدون ان تضئ انوارها … لتحمله الي القيادة العامة للجيش 

معركة صغيرة تدور امام منزل قائد الجيش الفريق فتحي … تنتهي باستسلام حرسه الخاص .. 

قبل ذلك بسويعات … الجمعية التأسيسية ..تجيز الموازنة العامة … بعجز مقداره .. 

12 مليار جنيه ..او اقل من ذلك .. 

الدولار يعادل ..عشرين جنيه سوداني 

الحكومة آنذاك .. تدعم السلع الاساسية 

والعلاج ..والتعليم … 

وليس لها موارد ..مثل البترول والذهب 

ومثل .. بنك الجبايات المفتوح علي مصراعيه امام جحافل النهب الانقاذية … من جيوب الشعب .. 

وتضئ ..شارة الشؤم ..الاولي .. سريعا … كشارة  الشياطيين المرجومة .. ثم تختفي … 

حين يقتل احد منفذي الانقلاب .. بالخطأ ..امام السلاح الطبي ..وهو يعلق علي كتفيه رتبةً كبيرة … !

و يصدق ..الشؤم .. ويتوالي …الدم ..!

وقبلها بفسحة زمن صغيرة  .. يصعد الشيخ الدكتور حسن الترابي منصة الخطابة في ندوة الميدان الشرقي بجامعة الخرطوم .. ليقول … 

انعي لكم …الديموقراطية … !

ويتبعه ..رأس رمح الاعلام الاسود … حسين خوجلي .. ويكتب … 

ننتظر فعلا .. يصُمُّ ..الآذان … !

والنعي ..هو نفسه … الذي يبدأ به حزب الامة القومي … اول ندوة .. بعد خروج الامام من المعتقل … لكنه .. يستبدل الكلمة الاخيرة 

ننعي لكم … الحوار … !!!

التاكسي الاصفر القديم … يصل قيادة الجيش 

وبعده بسنوات … سائق التاكسي .. يتحول الي سائق امجاد .. في شوارع الخرطوم ..مبتعدا ..عن زبونه تلك الليلة ..ورهطه … 

والدكتور الترابي … يُعد شنطته ليدخل السجن .. حتي تمر خدعة الانقلاب ..ليحفر .. بإصبعه في التاريخ .. مرقدا ازليا .. لجملة … 

اذهب الي القصر رئيسا .. 

وسأذهب الي السجن حبيسا … 

ولكن .. لعنة الانقلاب .. تطال اول ما تطال … الشيخ نفسه … اذ ..جري انقلاب آخر سريع ..علي خطته ..وهو في السجن … ليعود اليه بعد عشر سنوات من عمر … انقلاب الجبهة الاسلامية … حبيسا .. والقصر .. برئيسو ..!

وتتوالي لعنات الانقلاب … فتخسر الجبهة ..عشرين الف من شبابها ..صادقين وغير ذلك وتخسر اقوي تنظيم سياسي .. ويذبح كل المشروع امامها … بسكينها التي استطالت .. لتشمل كل السودان … 

ارضا .. وشعبا … ودينا .. !!!

في مثل هذه الساعة .. قبل ربع قرن … 

دخل السودان … ممرا من جهنم … 

أكلت نار سعيره .. ثلث الارض ..

وحرقت حد التشويه .. الثُلث الثاني …

ويقف ..الثلث التالت .. علي السراط المستقيم 

يرجو رحمة ربه … او .. يسقط في قاع جهنم ..!

والدم ..الذي انطلق من احمد قاسم ..منسوب الانقلاب نفسه … يدور .. ويدور … 

كسيف صارم بتّار .. بيد مجنون … 

فتسيل الدماء … من كل قطعة جسد … 

في اكبر مذبحة … يشهدها التاريخ الحديث في السودان …

يفتتحها مجدي وجرجس .. ثم الباذخ علي فضل …وظباط 28 رمضان .. وطلاب جامعة الخرطوم ..والجنوب … 

ثم طلاب معسكر العليفون الخضر الحواصل ..

ثم ..دارفور … كبد الامة … والمناصير 

وبورتسودان … وطلاب الجزيرة … 

ثم … جنوب كردفان .. ثم سبتمبر … 

انفجار دموي … لن يمحو اثره الاعتراف او التوبة … او الخوف علي الجنين … !!!

والدم … تجاوره ..سعيدةً ..

السجون والمعتقلات .. 

والمنافي والمهاجر … 

حتي حدود العدو ..اسرائيل .. !

وكانت الانقاذ … كلما جاع غولها … 

اطعمته ..من دماء الشعب .. 

حتي لا يأكل منها … 

فهي تعلم انها …غول اسود قبيح ..!!!

غول .. لم تستر حقيقته .. لافتات القماش المهترئة .. والتي ..دست خجلتها هي نفسها 

خلف الشعارات التي حملتها … 

شريعة سريعة ولا نموت ..الاسلام قبل القوت .. 
هي لله ..لا للسلطة ولا للجاه … 

لا لدنيا قد عملنا .. نحن للدين فداء 

امريكا روسيا قد دنا عذابها .. 

فالشريعة .. يتحكم فيها البيت الابيض 

والاسلام .. اكلوه .. مثلما هضموا القوت 

كل القوت .. !

والسلطة والجاه … جعلتهم يقتلون بعضهم بعض .. بالفضايح … 

وغرة الصلاة علي جباههم ..اجمعين ..!

وامّا الدين .. فيا حليييل الدين ..ايّا كان ..!

نعم … 

ان الثلاثين من يونيو 1989 .. 

هو … 

ميقات الشر ..الأعظم … !!!

وان ..رفع … المصحف … !

..

محمد فول …..

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.