مابين الصادق والمرغني والبشير وعصبة التهليل …
أن الذين يتعذر عليهم إقناع أهلهم وزويهم وابنائهم باراءهم وافكارهم ومبادئهم من أجل الوقوف معهم , ومؤازرتهم ضد الطغيان , لا يمكنهم إقناع الأخرين , فطالما أنك لم تستطع إقناع أسرتك أولاً , ومن حولك ثانياً , ومواليك ومسانديك ثالثاً , فأنت إذاً لا تستطيع إقناع الشارع العام والمجتمع , وخير من نغتدى به في حياتنا هو رسولنا الكريم عليه أفضل (الصلاة وأتم التسليم ), فقد بدأ دعوته باسرته ثم المقربين , إنها دعوة الحق التي اراد الله بها إزالة الباطل وهداية البشرية جمعاء , ونحمد الله اننا نشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله (ص) .
وطالما ان الإدراك هو سيد المعرفة , فيجب علينا أن ندرك بأن الذين يقفون في جانبٍ , واسرهم ومؤازريهم في جانبٍ آخر , فهذا دليل علي أن حجتهم ضعيفة , يكسوها الخلل , وهذا ما يشاهده الشعب في ساحاتنا السياسية الآن , متمثلاً في الصادق المهدي وابنائه , ومحمد عثمان المرغني وابنائه وكلاهما يمثلا بقايا الحزبين الكبيرين في السودان , فتجد الأب معارضاً ينادي بالحرية , والديمقراطية , وحقوق الشعب , وتشاهد في الجانب الآخر , الإبن يقف مسانداً للحكومة العسكرية ومدافعاً عنها !!!
لقد أفقدتم الشعب الثقة في الإختيار , وأصبح الأمر كأنه مسرحية درامية , يشاهدها الجميع بدهشة وإستغراب , والمستفيد منها البشير وعصابته , طالما أنهم علي كرسي الحكم , أمنين من العقاب والعذاب , يمرحون بحقوق الشعب , وينتهكون أملاكه بلا رقيب ولا حسيب ( تتعارك الأفيال وتموت الحشائش ) والحشائش هي الشعب المغلوب علي أمره , وهنالك المجموعات التي إنطوت داخل عظام الديكتاتور , بمسارٍ أخر من الحزبين , وهما أشد سوءاً , أمثال الدقير , وأحمد بلال , ومبارك الفاضل وثلة من المنتفعين , الذين اختاروا طريق الباطل وساندوه , فكانوا خصما علي أنفسهم قبل ان يكونوا خصما علي تاريخ أحزابهم , سبحانك اللهم لا علم لنا سوي ما علمتنا , قال تعالي : ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدي فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) 15-16 البقرة
حتي نظام البشير الفاسد , عندما عرف أن لا فائدة ترجى من المعارضات الحزبية , خلق لنفسه معارضة أخري , أطلق عليها الاسماء , الالقاب , بقيادة المؤتمر الشعبي , وإصلاح والتجديد , بقيادة غازي العتباني ( ما لم تصلحه وأنت في كرسي الحكم , تريد إصلاحه وأنت خارجهِ ) وكما قال المولي : ( وانفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني الي أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ) 9-10 المنافقون
هذه الحفنة من الأشكال المريضة التي تنصب نفسها بديلاً للبشير وعصابته , أوثقت الشعب وقيدته , وجعلته خائر العزم , ومشتت التفكير( رب نعل شر من الحفاء ) الجميع يخشي ما آلت اليه الدول العربية , ورغم أن الجميع شاهد التخبطات , وسوء حكومة الديمقراطية الثالثة , ولكنها كانت ديمقراطية في مجملها , والجميع ينادي بالراي والحجة , لم نشاهد إغتيال , ولا إغتصاب , ولا عنصرية , ولا قبلية , ولا أعتقالات , ولا تعذيب , ومن النادر نجاح الديمقراطية من التجربة الاولي, ولكنها تأتي بالتمرس والفهم .
الشعب مستعد لنزع هذا الديكتاتور الفاسد السارق , هو وعصابته ولكنه يحتاج لكيان يثق فيه , يبعث فيه الروح ويخلق فيه الآمل الذي تبعثر , الشعب يحتاج قادة ملهمون يخرجون للشوارع ولا يعودون الا بعد النزع والإقتلاع , ينامون علي الوجع الذي ينام عليه الشعب , يحسون بالآلام التي يتكبدها الوطن , يهتفون بلا خوف ولا رهبة من الطغيان , يحتمي بهم الشعب , لا أن يحتموا هم بالشعب ( يأتون مثل المنى والسلوي من السماء ليست لهم هوية ليست لهم اسماء , لكنهم يأتون باقة انبياء ) .
الي كل المعارضون الاجلاء , إقنعوا أسركم ومؤازريكم , أقنعوا من حولكم , حتي يقتنعوا بكم الشعب .
كل من هادن وصالح وعمل مع هذا النظام فهو عدو , يحاسب علي جرائمهم التي اغترفوها .
مثل وقوفك يوم العرض عريانا *** مستوحشاً قلق الأحشاء حيرانا
النار تلهب من غيظٍ ومن حنقٍ *** علي العصاةِ ورب العرش غضباناَ
اقرأ كتابك يا عبد علي مهل *** فهل تري فيه حرفاً غير ما كاناَ
فلما قرأت ولم تنكر قراءته *** إقرار من عرف الأشياء عرفانا
نادي الجليل خذوه يا ملائكتي *** وامضوا بعبدٍ عصا النار عطشانا
المشركون غداً في النار يلتهبوا *** والمؤمنون بدار الخلد سكانا
الثورة قادمة من مواجع الوطن
والعصيان سيكبر ويزيد
GHALIB TAYFOUR