السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
1d5942_2304506_2b5909a701_m.jpg

السكوت

السكوت
1d5942_2304506_2b5909a701_m.jpg
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    إستودعت أهلي عائدين من القاهرة بعد انقضاء الاجازة , وكانت إجازة ممتعة رغم شح الامكانيات , فالقاهرة ليست كما كانت , ولكنها تظل بالنسبة الي بلادي مثل الارض والسماء , وواصلت الاتصال بهم حتي أطمئن لوصولهم , تابعتهم حتي أول نقطة مرورية , وهي الجمارك السودانية حلفا , ليستقبلهم السودان بجماركه المنصفة العادلة التي تنم عن اخلاق حكومتنا الموبوءة !!!
   كانت حصيلتهم التي خرجوا بها من القاهرة غسالة بمبلغ (550) جنيه وهي من غير نشافة عادية (ليست اٌتومتيك) وليست ذات قيمة كبيرة ولكن أن تأتي بشئ خيراً من تأتي خالي الوفاض , وبرغم ذلك وضحت لهم قيمتها في الجمارك السودانية , أولئك اللصوص , الذين وضعتهم الحكومة لنهب والسلب , وهم خير واجهة للحكومتهم , مع علمهم بالغسالة وإمكانيتها الضعيفة والسعر الذي تباع به , رغم ذلك فقد خرج منهم إيصال يحوي (800) جنيه قيمة الجمارك للغسالة , ضجوا وثاروا أهلي وطالبوا مقابلة الضابط المسئول , وكأن الأمر مبرمج , التقاهم الضابط بسهولة وطلب منهم كتابة طلب للتخفيض الرسوم , وتم عمل الطلب , وخفضت الرسوم لمبلغ (250) جنيه ودفعوا المبلغ بسرعة حتي لا يرجع الضابط عن قراره , وانصرفوا وهم فرحين !!
  ولكن الرقيب الذي تابع الاجراءات صدرت منه كلمة هي سبب هذا المقال وهي : ( أنتو اصلو لو ما عملنا ليكم كده ما بتدفعوا نجيبكم من فوق )
     وتأكدت أن الحظائر التي شيدتها جمارك السودانية جميعها تحمل في داخلها حقوق المواطنين الذين لم تسعفهم جيبوبهم لدفع الأتاوة , ونهبت أموالهم بكلمة صغيرة تدعي (المصادرة) .
   كم من هولاء الغلابة رفع يديه لله يطلب الانصاف من ظلمكم وطغيانكم الذي يعكس طغيان حكومتكم الفاشلة , ان الله يظهر الحقوق وينصف الانسان ولو كان في إبرة صغيرة , والصورة واضحة في هذا الحريق الذي لم يجد له عربة مطافي تخمده , أين الاموال التي تأخذونها من المواطنين ؟ والي أين تذهب ؟ أليس من الاجدر ان تكون هنالك بنية تحتية مجهزة تعكس واجهة البلد وتحمى هذه المنشأ , حتي لا تتعرض حقوق الناس الي تلف وضياع ؟ .
    قبل سنتين حضر أخي من الإمارات , وهو في عجل من أمره لا يحمل معه الا شنطة صغيرة بها ملابسه , وفي مطار دبي الدولي قابله شاب سوداني بطلعته البهية وابتسامته التي توضح تمرسه في عمل التجارة وطلب منه أن يحمل له موبايلات , وأخي دائما كان شديد الحرص في هذه الاشياء , فاعطاه الشنطة قبل ان يضعها في سير الشحن , ووضع فيها ذلك التاجر خمسة موبايلات من الطراز العالي , وانتهت الرحلة بوقوف التاجر وأخي في السير الشحن بمطار الخرطوم , ووصلت الشنطة التي اصبح التاجر يعرفها أكثر من أخي , فلديه فيها حقوق , وإستلمها التاجر بسرعة وكأنه كان ينتظر شيئاً متوقع , وكانت المفاجاة لأخي عدم وجود الموبايلات , وكان التاجر يردد ( إعوضنا صاحب العوض , إعوضنا صاحب العوض ) وبعدها عرف أخي ان الموبايلات التي كانت في شنطة التاجر أيضا فقدت , ولو تحدث عن هذا الأمر التاجر , سيقوم ضباط مطار الخرطوم بفتح بلاغ له إشانة سمعة , وهو لا يملك دليل يوضح حقوقه سوي الإيصالات .
     وهذه هي واجهتكم مطارالخرطوم العتيق , خربة كما هي حكومتكم , ولكنا نقول كما قال التاجر ( يعوضنا صاحب العوض) وتضيع الحقوق في الارض ولكنها لا تضيع في السماء , وهو يمهل ولكنه لا يهمل .
الا متي السكوت عليكم , دمرتم التعليم فصمتنا , دمرتم الصحة فصمتنا , دمرتم المشاريع فصمتنا , دمرتم السدود فصمتنا , هجرتم الشعب فصمتنا , بعتم الارض والعرض فصمتنا , أفسدتم الأخلاق ونحن أيضا سكوت , ولكن الله بالغ أمره .
(من سره زمن ساءته ازمان )
ستكون هنالك ثورة لا تبقي ولا تذر
الثورة قادمة لا محالة
العصيان هو الحل

GHALIB TAYFOUR

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.