ثور تصحيحية/ قصة قصيرة

في احدى  البلدات التي يعد سكانها ومواطنيها  من الشعوب التي تشتهر بمحبتها للتعايش السلمي  واستقبالهم لجميع الناس  بكل الود  وطيب المعشر. ولكرهم الظلم استطاع الثوار من هذه البلدة  ان ينتزعوا  لانفسهم حكما مستقلا  داخل الدولة .
كان لهذه البلدة جيشا قويا ، قوامه معظم  سكان ومواطنين البلدة ومهم العديد من سكان  الدولة التي تنتمي لها البلدة،  من شتى الشعوب التي تسكنها وهم ايضا من كارهي الظلم  تميزت هذه البلدة بان لها ادارة تنفيذية مكونة من الضباط الثلاثة وجمعية عمومية تدير شئونها باقتدار وكفاءة ومسؤلية  ، استمرت الدورة الحالية للادارة التنفيذية التي تم تعينها لفترة انتقالية بموجبها اوكلت لهم المهام الادارية والتنظيمية الا انها استمرت  مدة اطول من المعتاد ومن المقرر لها وطيلة هذه الفترة   كانوا متجانسين   لم يظهر على السطح ما يشير لانهم كانوا يديروا الدفة دون تعاون او ان احدهم انفرد او اتخذ قرارات بمعزل عن الاخر او  عن بعضهم البعض  ،ولطول مدة التفويض التي تعدت المقرر لها من الدورات ، بدات تظهر بعض  الاخطاء الادارية والتنظيمية من  الادارة التنفيذية.
اتفق عدد من اعضاء الجمعية العمومية و كانوا اقل من ثلثي الاعضاء ، اتفقوا  على القيام بثورة تصحيحية من اجل التغيير وتصحيح مسار  الادارة  التنفيذية ، وكان الشعب يتوق لهذه الثورة وينتظر ما ستحدثه الثورة  من تغيير ، لتصحيح المسار قامت الثورة  وكانت حدثا فوق العادة وفعلا اقل من ثوري لانها لم تضع في الاعتبار مبدا المسئولية التضامنية للاخفاقات التي حدثت اداريا وتنظيميا ،  فقد حملت الثورة  واحد من الضباط الثلاثة في الادارة التنفيذية  مسئولية  الاخطاء الادارية والتنظيمية   واكتفت بان اصدرت قرارات صارت مثارا للجدل بابعاده وهو احد  مسئولين  ثلاثة   ، ثم طلب الثوار بعد ذلك تدخل باقي الاعضاء الذين لم يشاركوا معهم  في الثورة ليقرروا ما يروا في شان الادارة وشان ما حدث من هذه الثورة بعد شهرين   .الجميع  مجمع على ان الثلاث لهم تاريخهم الناصع الذي يبقيهم قادة  في وجود اي ادارة جديدة سواء معينة او منتخبة .

سامح الشيخ