السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *هنود الصحراء العربية*

*هنود الصحراء العربية*

الهدف 
#الهدف_آراء_حرة
 

بقلم: عبد الله أبوهم 
=================

في زيارته للخليج حدد ترامب بأن تقوم الدول الخليجية بالدفع لأمريكا كأمر، وهي بالنسبة للمواطن الأمريكي تحل له مشكلة البطالة والعجز في الموازنة، وما ستدفعه دول الخليج يندرج تحت بند حمايتها،  لذا عدت من أكبر الصفقات في تاريخ الإنسانية الحديث، بهذا الحجم، وتحت التهديد ووعد كاذب بأن تحميها من إيران. فمعلوم إن ذلك ليس من مصلحة أمريكا أن يتوقف التهديد الإيراني (اسرائيل الشرقية) لأن ذلك يعني انقطاع الحليب من أبقار الخليج الحلوب.
يتبدل الرؤساء والأسلوب والمنهج، لكن تبقى السياسة الأمريكية واحدة، فلم تعد ترسانة الأسلحة التي أهدرت فيها أموال النفط منذ السبعينات تجعل الخليجين واثقين من أنفسهم وأسلحتهم لحماية عروشهم، ولم يقرأوا في التاريخ القريب إن العراق عندما هزم إيران وحمى عروشهم، لم يهزمها بترامب، وإنما بالإنسان العراقي الجديد، وبالنموذج العصري لدولة البعث التي حققت المساواة والحرية والعدل، وبالفكر العقلاني الثوري الأصيل، فهزم إيران وحليفتاها (إسرائيل) وأمريكا.
دول الخليج تطلب الحماية من الأجنبي، بالرغم من وضوح الطريق بأن تعطي هذه الأنظمة لشعبها النظام العادل، ويمنح حقوقه وتفتح أمامه الفرص بالتساوي، وعلى أساس المواطنة سيحمي وطنه وأرضه، فالمهدد الإيراني ليس في السلاح وإنما في طبيعة النظام والمنهج السلفي والغيبي الذي ترتكز عليه هذه الأنظمة، فالتيار الصفوي وهو تيار سياسي شعوبي يستغل  التشيع وحب آل بيت رسول الله ويجد البيئة المتزمتة والعقل الماضوي، والمناخ الملائم للإنتشار والتوسع، وتشكل بيئة الخليج السياسية والإجتماعية من حيث الظلم والقهر والتفرقة القبلية والملكية، الحاضنة الملائمة للفكر الصفوي والإرهاب، كردات فعل للحرب على الفكر والحرية والمساواة، فالمد الصفوي الحامل للنفوذ الإيراني والأطماع التاريخية والثأرية من العرب والإسلام، لن تمنعها أمريكا أو تقلل من اجتياح مجتمع الخليج فالمواجهة بالدرجة الأولى مواجهة بين الأنظمة الملكية الظلامية، وبين جماهيرها، وبين حقوقها القانونية والشرعية والإنسانية، ونظم وقوانين استمرار وبقاء هذه العروش التي هي بالضد لكل ماهو ديني وإنساني وعصري، وهي مواجهة بين مواطني هذه الدول وحقها في ثروات أوطانها وتقدمها وبين المتسلطين والمبددين لثرواتهم لترامب وابنته. 
فالمستهدف دوما عبر تاريخ صراعنا مع الاستعمار القديم والحديث هو الإنسان والنظام الوطني المستقل الإرادة، لأن الوصول إلى الثروة وتحقيق مصالح الأجنبي والغازي لا يتم إلا بتحطيم الدولة العادلة والمستقلة والإنسان، فمصر تعرضت للعدوان، والعراق جيشت 38 دولة ضده، ولم ينجح الاحتلال الصفوي إلا بالقضاء على الإنسان العراقي وقتل جيش العلماء من قبل السافاك والموساد، فأمريكا تدرك هذه الحقيقة وأن هذه النظم لا تهدد مصالحها، بل هي الضامن لمصالحها، وأن ما بينها وإيران تنسيق واقتسام للأدوار، فالعرب ليسو كالهنود الحمر تنفرد بهم أمريكا لوحدها، فالعالم الجيوسياسي يحتم على أمريكا أن تتقاسم الأدوار مع (إسرائيل) الصفوية، (واسرائيل الصهيونية) ضمن خطوط حمراء متفق عليها، والنقطة الجديرة بالانتباه لم يعد النفط، بل عائدات النفط، أمريكا تطلب للحماية الدفع بالدولار والأحجار الكريمة والذهب، فالنفط تتراجع أهميته بالتطور وبدائل الطاقة، اما إيران تريد الوصول إلى الموارد عبر استغلال المذهب الشيعي والقضاء على الإسلام الوهابي، فأمريكا أداتها الأنظمة، وإيران أداتها المذهب الشيعي، وهو ما نراه في احتلال إيران للعراق وخوض حرب دينية وطائفية وعشائرية دمرت دولة العراق الحديثة وانسانها الجديد،
 
وعندما دمر العراق وتم احتلاله من إيران انهار الأمن القومي وتهدد الأمن الوطني للدول العربية، وأصبح المشرق العربي مطمع لإيران وتركيا وروسيا، واليمن تسعى إيران لابتلاعها بالحوثيين وتهدد السعودية والكعبه الشريفة، والمغرب العربي لم يسلم من الصراع والتدخل الدولي العسكري فيه وما تم في قمة الرياض لم يكن إلا شرعنة الوصايا، وفقدان الإرادة، والاستقلال، ولن تحمي أي دولة دول المنطقة، إلا أن تحمي نفسها بوحدتها وتحرير العراق من الاحتلال الإيراني. 
 
إن حماية الأمن الوطني والقومي لا يتحقق إلا بتحرير العراق، فعندما كان العراق قوياً وتحكمه سلطة وطنية وقومية حمى الوطن العربي كله، فالبوابة الشرقية ينفذ من خلالها دائما الاستعمار التركي والفارسي باسم الإسلام على مر التاريخ.
———————————-
#الهدف
 
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك :
https://m.facebook.com/hadafsd/

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.