المسمار الأخير في نعش البشير …

    ذل في الوصل والصغار جبينك *** وتعامت عن الضياء عيونك
     حين اعلنت للخلائق يوماً       ***   أن سفك الدماء والقتل دينك
    هذه الأبيات قالها يوسف العظم , وهو يصفكم أيها المتأسلمين وما تفعلونه من جبروت , وطغيان , وقتل , وتعذيب , وإغتصاب , حتي اصبح منهجكم ومناركم , وسُنة من سُننكم الحياتية المفرحة , فأمسيتم تتفاخرون بها , وإعتليتم سلالِم الظلم حتي شارفتم أعاليه , وامتطيتم ظهور شعبنا المثقل بالمأسى والجراحات , حتي أوصلتموه حد الخنوع , والخوف , والرهبة , وإستغليتم إنزوائه في الركن القصى , لتمارسوا الفساد , والنهب , بشراهه ونهم , فحللتم الفساد وأبِحتم الإغتصاب , وأضِعتم حقوق البلاد والعباد , وجعلتم لها سنناً وأركان , وساندتم الباطل , وأضعفتم الحق , حتي صار مباحاً لكم في كل زمانٍ ومكان , وإنطبق فيكم قول المولي : (أولئك الذين إشتروا الضلالة بالهدي والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم علي النار) 174-175البقرة .
    ترجلت أيها البشير أنت ومواشيك أم لم تترجل , فقد حانت اللقيا , واقترب المشتهي , ودق طبل وداعك , وأبلج الصبح وغني , قلت للقلب تمنى , قال لست اليوم أرجو غير عفواً … ثم جنة .
  إكتملت الخلايا الثائرة , واعتدلت الخطوات , نحو قصرك الذي شيدته من قوت شعبك الجائع , وأصبح يشتهي أن يأكلك حياً , كما أكلت شبابه وبنيه , في الحروبٍ الخاسرة , والخصومة الفاجرة  ( وليس لهم فيها ناقة ولا جمل ) سوف تقتلعك هذه الجموع , كما أقتلع سيدنا سليمان عرش بلقيس , قبل أن يرتد طرفه , وهذا اليوم سيكون هو الميلاد لهذا الشعب الصابر .
  عندما ترتفع أسنة اللهب , ويحدث الكر والفر , ويعرف الشعب آن لا مناص له سوى دك حصون الطغيان , وقهر حكومة الأخوان , وتمزيق فلول الكيزان , وتلتحم الجموع المقهورة , وتشرئب النفوس المنحورة , وينهار بنيان الظلم علي أملاككم وقصوركم , وتغلي الدماء في العروق وتقشعر الجلود في الابدان , وتشتعل الصدور في كل إنسان , وتسير الجموع ثائرة هادرة , لا يخيفها الجبروت , ولا يرهبها الموت , وتضيق عليكم الدنيا بما رحبت , سيكون في ذاك زمان حديث سجال , وعقاب وثار , وقلوب تهوي الدخول الي عمق النار , ويظهر التزكير والازكار , وانتم تهرلون كالفجار , وتصمتون كالاحجار , وتصرخون كالاطفال , لا شفيع لكم ولا سمسار , سيتنكر منكم المنتفعون , ويتبرأ منكم الطبالون , ويهرول منكم المندسون , والجميع في كشوفاتنا مسجلون .
       وحسابكم يبدأ من يوم الظلمة الكبري , منذ إعلانكم الاستعمار , وتغويضكم للنظام , منذ كتابة البيان وحتي إعلانه , منذ قتلتم السلام , وحتي تاريخه , فالعتمة ستنقشع , ويشرق ضياء النصر , وتنقشع معها ملائيين القضايا والحكايات , والذين  توجسوا منكم خيفة أمس , سيكونون اسوداً اليوم .
  فأن تك قد أصبت نعيم دنيا *** فلا تفرح فقد دنت القيامة