*نقوش على رسالة الغنوشي* *وتوسيع مفهوم الخيانة الوطنية*

#الهدف
#الهدف_آراء_حرة

*بقلم المهندس: عادل خلف الله*

ما توصل اليه راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة في تونس، حسب الرسالة التي نشرت باسمه، لاجتماع الإخوان المسلمين العالمي، والذي انعقد في تركيا في أبريل، نيسان الماضي تحت شعار: (شكرا تركيا)، ودون عزلها عن اجتهاداته، وتصوراته السياسية السابقة، يتناقض كليا مع أساس الدعوة المنتمي إليها والتي عمل على ضوئها حسن البنا، وسيد قطب، ومهدي عاكف إلى آخر مرشدي الجماعة، وما يعرف بمكتب الارشاد، والذي تجسد عمليا بعد تحالفاتهم العلنية والسرية مع العديد من الأنظمة المتسلطة والدكتاتورية في العديد من الأقطار، وبشكل أكثر وضوحا وتجلي بعد استيلائهم على السلطة في كل من السودان ومصر، وانفرادهم العملي بها، إضافة إلى دورهم في غزو واحتلال العراق وليبيا، وما تلا ذلك فيهما، علي سبيل المثال.. بما في ذلك فصل الجنوب عن الشمال في السودان، ودون إغفال للعوامل الأخرى، كاعادة إنتاج عصري لفصل كشمير، وبالاعتراف بحق الكيان الصهيوني في الوجود والعيش بسلام مع جيرانه..!! والذي لا يمكن عزله عن ذلك الأساس الأيديولوجي والتوجهات المفصحة عنه.
لذلك إذا مضى الغنوشي وفقا لما توصل إليه حسب ما جاء في تلك الرسالة، وما سبقها، وسواء أكان ذلك لضرورات تكتيكية، أو لتصورات مبدئية لم يعلن عنها حتي الآن، ففراقه منطقي وحتمي للجماعة، وإن لم يكن بحدية (فراق الطريفي لي جملو)، كما يقول المأثور الشعبي في السودان. مستحضرين إن الجماعة تأسست علي اعتبار العقيدة، وفق رؤاهم، هي جنسية  المنتمي اليها وهويته. وهو ما لا يضعها قفزة لتجاوز محددات الوطنية والقومية والمواطنة  فحسب، وانما إسفين تناقض حدي لها. وهو ما يؤكد من جانب آخر إن هذه الجماعة، وما تناسل عنها من جماعات وفرق، من أعتى المهددات لوحدة الأوطان، وترياقا في طريق الوحدة الوطنية والقومية، بوصفها ركيزة التقدم والنهوض والنماء، وما دعوتها لوحدة الأمة الإسلامية إلا غطاءً عاطفيا، وهروبيا، لحقيقتها التفتيتية، حيث تكتمل الصورة بشكل جلي بتوجهها الرأسمالي، المعبر عن اسواء مراحل تطور الرأسمالية، وبذلك ووفق معطيات ممارستها وتجربتها في السلطة تتناقض الجماعة وفكرها وسلوكها، مع جوهر الإسلام وقيمه التوحيدية التقدمية، ومع سماحته ورحابته ،ودعوته الحاسمة للعدالة الاجتماعية، والعدل والمساواة. بل ومع جوهر عروبته وعالميته.
———————————–
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك:
https://m.facebook.com/hadafsd/