الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / تلازم وحدة المعارضة وإسقاط النظام

تلازم وحدة المعارضة وإسقاط النظام


بقلم / اسامة سعيد

هل وحدة المعارضة السودانية غاية لا يمكن إدراكها ؟
أبدا ورقتي  بهذا السؤال المركزي قبل الدخول في تفاصيل  وإيضاحات تلازم وحدة المعارضة وإسقاط النظام هذه المعادلة التي فهمها النظام وعمل عليها  بكل إمكانيات الدولة لعدم تحققها ونجح في ذلك الي حد كبير مستخدما وسائل واساليب مختلفه فسّن القوانيين المقيدة للحريات لتحجيم عمل المعارضة وان عملت وجهت بالعنف والاعتقال من المعلوم ان حرية العمل السياسي هي المناخ الضروري الذي تتولد فيه التحالفات القوية وكذلك استخدم النظام الاعلام لتغبيش الوعي الجماهيري وتزوير إرادة الشعب والتحكم في الرأي العام وذلك بنشر الاكاذيب والإشاعات لخلق الفتن وتشتيت المعارضة هذا عوضا عن العمل عبر غواصات داخل التنظيمات لافشال اى محاولة جادة لتوحيد المعارضة فالنظام خبر ان بقائه يتوقف علي عدم توحيد المعارضة بالمقابل علي المعارضة ان تعى ان تلازم وحدة المعارضة وإسقاط النظام معادلة حتمية يجب العمل علي تحقيقها
وللإجابة علي السؤال اعلاه لابد ابتدأً ان نحدد أطراف المعارضة بوضوح ومن حسنات حوار الوثبة إن كان له حسنات فهو تمايز الصفوف فالمنخرطون فيه كلهم بدون استثناء  جزء من هذا النظام بشكل وآخر ترتبط مصالحهم ببقاءه ، ومن هم خارج تشكيلات حوار الوثبة هم المعارضة المقصودة ومكوناتها هي : –
قوي نداء السودان
قوى الاجماع
الجبهة العريضة
قوى التغيير الاخرى من شباب وناشطين وقوى مدنية اخرى
هذه القوى جميعا بينها من المشتركات مايجعلها تتوحد وبسرعة فما الذي يمنع ذلك؟ 
هل هو الاختلاف الأيدولوجي بين تشكيلات المعارضة المختلفة ام هو اختلاف الأهداف ؟
نعم هنالك تباين أيدولوجي لا تخطه عين  لكنه ليس تباين حاد بدليل ان معظم التنظيمات المكون للمعارضة الان كانت في السابق في جسم معارض واحد وهو التجمع الوطني الديمقراطي الذي شكل ميثاقه برنامج حد ادني توافق عليه الجميع اذا ببرنامج حد ادني يشمل الثوابت من المبادئ المشتركة المتمثله في سعي الجميع للوصول للدولة الديمقراطية التعددية التي قوامها الحرية والعدالة والمساواة وسيادة حكم القانون والمواطنة المتساوية واذا رجعنا لكل ادبيات  المعارضة بكل اطيافها ومشاربها الفكرية نجدها متشابه الي حد التطابق
اما الافتراض الثاني اى الاختلاف  في الأهداف اجزم بأن الجميع متفقين علي هدف واحد هو إسقاط نظام الفساد والاستبداد
والانتقال بالسودان الي دولة مدنية ديمقراطية تعددية توزع فيها الحقوق والواجبات علي اساس المواطنة دون تمييز لدين او عرق او اتجاه سياسي ، قد يظهر هناك اختلاف في فهم وتوصيف  وسائل تحقيق هذا الهدف فالقوي الثورية تعتمد وسائل العمل الجماهيري والديبلماسي و الحل السلمي المفضي للتغيير والكفاح المسلح وهناك قوى اخرى تقول انها تعتمد وسيلة واحدة وهي العمل الجماهيري لأحداث الهبة الشعبية للإطاحة بالنظام وهذا عمل مجرب وأثبت نجاحه وانهم ضد التدخل الدولي الذي له اجندته وبالتالي هم ضد فكرة الهبوط الناعم ويعتبرونها مخرج للنظام أنتجته دوائر غربية، لكن بالمقابل قوى المعارضة الاخرى التي ترى ان العمل الديبلماسي والدولي مهم جدا للضغط علي النظام وهذه الوسيلة بجهد وإسهام المعارضة تحققت نجاحات كبيرة حاصرت النظام دوليا وبموجب نشاطها وتفاعلها في الفضاء الدولي صدر اكثر من ستين قرارا من مجلس الامن الدولي معظمها تحت الفصل السابع وكذلك تحويل ملف الانتهاكات في السودان الي محكمة الجنايات الدولية التي بموجبها اصبح رأس النظام محاصر دوليا ومطلوب للعدالة وايضا صدور قرارات مهة من مجلس الامن والسلم الدولي التابع للاتحاد الافريقي اما الوسيلة الاخرى محل التباين والاختلاف هي الحل السلمي المفضي للتغيير اعتقد ان هذه النقطة حسمها نداء برلين المنعقد في فبراير ٢٠١٥ والذي اتفقت فيه المعارضة علي ماهيه واشتراطات هذه الوسيلة عليه فإن وسائل إسقاط النظام كلها تكمل بعض ولا تلغي احدها الاخرى اعتقد ان الخلاف هنا اختلاف مقدار وليس اختلاف نوع لان الهدف في الأخير واحد لكن هناك موضوعات اخرى تحتاج الي حوار عميق وشفاف لتقريب الشقة بين حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل والحركات الثورية المسلحة وأهم تلك الموضوعات هي
الهوية والتنوع الثقافي
نظام الحكم اللامركزي وشكل الدولة
خيار الحكم الذاتي
علاقة الدين بالدولة
واذا أسقطنا حالة التنافر الذاتي لبعض رموز المعارضة لبعضها البعض من غيره وتنافس حزبي يمكن ان نصل لوحدة برامجية تُحدد أهدافها ومطلوبات تنفيذها بالتزامات ومواقيت معينه هدفها التخطيط لإنجاز الانتفاضة الشعبية في اقرب وقت وتحويل اي خطوات عفوية نحو الانتفاضة الي عمل مخطط ومدروس فالمقدمات الصحيحة تؤدي حتما الي نتائج صحيحة ويتطلب ذلك تكوين مجلس تنسيقي بين كل مكونات المعارضة لوضع الخطط وبلورة رؤية مشتركة لإدارة الصراع مع النظام فالوحدة البرامجية هي الحد الأدني للاستجابة لقاعدة تلازمها مع إسقاط النظام
هناك متغيرات داخلية بعد فشل حوار الوثبة وانتهائه الي محاصصة للسلطة بين أطرافه في ظل وضع اقتصادي ضاغط علي غالبية الشعب السوداني من ما ضاعف من معاناته وكذلك هناك متغيرات دولية مهمة يجب اخذها في الاعتبار تتمثل في تحسن علاقات النظام مع المجتمع الدولي ودخوله في حلف عاصفة الحزم الذي وفر اليه غطاء دولي
فعلي المعارضة السودانية تحمل مسؤوليتها تجاه الشعب الذي وصل حالة من اليأس والاحباط ولابد لها من ان تُحسّن صورتها أمامه والمدخل الحقيقي لذلك هو تكوين لجنة تحضيرية من كل الأطراف للجلوس لمناقشة سبل خلق مبادرات مشتركة تفتح خطوط التواصل وتبني علي المشتركات فعلينا جميعا ان ندرك ان النظام لن يسقط الا اذا توحدنا
فهل نحن مدركون؟
فهل نحن فاعلون؟
اسامة سعيد
٢٥ مايو ٢٠١٧

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.