منع تفكك السودان المهمة الاصعب”!

الواقع الذي تفرضه الحروبات والرصاص المتدفق في كل شبر من ارض السودان والموتى والأرامل والمشردين واللاجئين كل ذلك من افرازات الحرب التي تتداخل عواملها الدولة القومية في السودان لم تتشكل بعد الوطن بشكله الحالي لا يعبر عن تطلعات الكثير من الفئات هذا ما دفعها إلى حمل السلاح والتعبير عن رفضها لشكل الدولة التي تطفو على سطحه الممارسات ذات النفس القبلي السلطة المتحكمة في البلاد تحاول إعادة إنتاج القبيلة في السلوك والتفكير والولاءات والتحالفات نلاحظ ذلك في مؤسسات السلطة التي تعود من حين إلى آخر إلى “خزان القبيلة “
لتنسخ من مواده صيغا جديدة لاستمرار قوتها ونفوذها ومصالحها

قد يبدو الأمر جديرا بالتحليل النفسي​ والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ما الذي يدفع السلطة والسياسي عموما أن يرتدي جبة القبيلة أو المثقف يتحول إلى شيخ طريقة في التبرير للاخطاء التي تنتهجها السلطة في الممارسة السياسية الناظر إلى واقعنا السياسي اليوم يلحظ الاصطفاف القبلي القائم على رفض فكرة التغيير نفسها حينما تأتي من الآخر الذي يرفض فكرة الدولة القديمة القائمة على تقسيم الشعب إلى درجات متفاوتة بعض الفئات لهم القيمة العليا في إدارة دفة الدولة حتى لو كانت نحو المجهول واللاممكن والذي لا يقود إلا إلى مزيد من تعقيد الأزمة

المشهد السياسي ينبئ بكارثة سياسية ستقضي على شبه الوحدة وهذا التجمع الغير متجانس سياسيا القوى السياسية منقسمة الأن إلى معسكرين أو عدة معسكرات متشابكة فيما بينها
الاحزاب الطائفية والإسلامية تحاول بقدر الإمكان الحفاظ على هذا الوضع القائم استمرار الانغاذ حتى تأتي سلطة جديدة من نفس البنية الاجتماعية ويستمر هذا الوضع القديم الذي أورث الوطن تلك الإشكالات
المعسكر الآخر وهم الحركات التحررية والأحزاب الحديثة التي تقبل فكرة التغيير واعادة صياغة الدولة بالشكل الذي يحفظ للجميع حقوقهم
معسكر آخر لا مع هذا ولا ذاك هم اصحاب المصالح من أحزاب الشنطة والفكة هؤلاء ولجو السياسة من باب المصلحة فقط حتى إذا احترق الوطن مصالحهم تظل هي الأهم
رغم هذا التشابك والتعقيد هناك تأثير كبير في البنية الاجتماعية داخل الدولة الشعب أصبح مغيب تماما لا يعلم ماذا يحصل ! واين يقف وما هي أصل المشكلة وكيف ومتى تنتهي تلك الإشكالات
ولكن في ذهنه  تجربة الدولة الوليدة “جنوب السودان”
هذا السيناريو سيتكرر في كل أقاليم البلاد التي تعاني من الإشكالات والتهميش  إذا ما انتبه الجميع لتلك المعضلة السياسية والاجتماعية والثقافية مع الغياب التام لمشروع الدولة القومية من قبل السلطة الحاكمة يظل شبه التقسيم يطارد كل مراقب للشأن السوداني .

نورالدين جرجرة