الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / العلمنه الإجتماعية .. أساس الدولة العلمانيه

" العلمنه الإجتماعية .. أساس الدولة العلمانيه "
" مفهوم سادت في المجتمعات المتحضرة وسائد في مجتمعنا"

للعلمانية مفهومان متكاملان ' العلمانيه السياسيه المعروفه عند الناس أي مبدأ فصل الدين عن السلطة ' والأخري أقل معرفه ' العلمنه الإجتماعية  ( وليس العلمانيه )  والتي ترتبط بالحداثه ' وفصل الدين عن السلطة مبدأ قديم تبلور في خضم التغييرات الثوريه في أوربا في مرحلة الثورة الصناعية ' وما تبعها من تغييرات سياسية وفكريه ' خصوصآ ما جادت به قرائح مفكري عصر الأنوار والثورة الفرنسية وتبنته أنظمه حكم ديمقراطية كثيرة

العلمنه الإجتماعية .. أساس الدولة العلمانيه

” العلمنه الإجتماعية .. أساس الدولة العلمانيه “
” مفهوم سادت في المجتمعات المتحضرة وسائد في مجتمعنا”

للعلمانية مفهومان متكاملان ‘ العلمانيه السياسيه المعروفه عند الناس أي مبدأ فصل الدين عن السلطة ‘ والأخري أقل معرفه ‘ العلمنه الإجتماعية  ( وليس العلمانيه )  والتي ترتبط بالحداثه ‘ وفصل الدين عن السلطة مبدأ قديم تبلور في خضم التغييرات الثوريه في أوربا في مرحلة الثورة الصناعية ‘ وما تبعها من تغييرات سياسية وفكريه ‘ خصوصآ ما جادت به قرائح مفكري عصر الأنوار والثورة الفرنسية وتبنته أنظمه حكم ديمقراطية كثيرة

هنا يكمن أول شرخ في مفهوم هذا النوع من العلمانية السياسية ‘ ما يؤدي إلي نوعين جديدين ‘ الأول العلمانيه في إطار الحكم الديمقراطي وهذا النوع منتشر في أوربا وكثير من الدول الديمقراطية ‘ العلمانيه هنا تعني حياديه السلطة أمام الأديان وإحترامها جميع أبنائها ومعاملتهم بقوانين تساوي بينهم وتحترم عقائدهم الفرد مواطن أولآ ‘ وترفض أن تسن القوانين للدولة بناءآ علي تشريعات خارج إرادة ممثلي الشعب ( البرلمانات)  وبدون أي إرتباط بأي قوانين غيبيه تضع حرية الإنسان بالفكر قبل أي إعتبار

هي إذآ تفصل الدين عن ممارسة السلطات الثلاث ‘ التنفيذية ‘ التشريعيه ‘ القضائية ‘ ولا يمكن في هذة القطاعات المؤسسة للدول أن ينطق بحكم أو تسن سياسة أو يوضع تشريع من دون أن يكون الإنسان ممثلآ بالشعب مصدره الوحيد لا مكان في الدول العلمانية للتشريع الديني ‘ لأن الأديان فيها متعددة ‘ والدولة تضع نفسها حاميه لكل الأديان ولا تنصب دينآ للدولة أو تفضله عن دين آخر ‘ والدين في هذة الدول والمجتمعات مرجعيه أخلاقيه لأن هذة وظيفته الحقيقية وتضع الأديان كلها في مصاف الدفاع عن السلم الإجتماعي بدل تدخلها بالتشريع الذي يضع المجتمعات في مهب التناقضات والحروب الطائفية

وفي مقابل علمانية الدوله يوجد ما يمكن تسميتها العلمنه الإجتماعية وهي مفهوم إجتماعي للعلمانيه حين تتحول الممارسات الإجتماعية من أطرها الدينيه إلي أطر علمانية هذه الأوضاع موجودة في كل البلاد بما فيها الإسلاميه وهي تعني الخروج التدريجي والبطئ لكل نواحي الحياة من الكنف الديني وهذا واضح جدآ في التعليم الذي إنتشر بشكل واسع ‘ فالمدارس ‘ والجامعات لم تعد مرجعياتها المؤسسات الدينيه إلا ما ندر ‘ ولم تعد الجامعات والمعاهد ملحقه بالجوامع ‘ وهذ لا يعني أنه لا توجد مدارس ذات مرجعية دينيه لكنها أقل بكثير من الماضي لكنها تطبق مناهج معظمها معلمنه إجتماعيآ فالعلمانيه لا تمنع ذلك قطعآ

تمتد العلمنة أيضآ إلي كل نواحي الحياة من إقتصاد وفن وصحه ‘ فالطب مثلآ لا يوجد له أي إرتباط حاليآ إلا بالمعطيات العلميه كذلك الإقتصاد والمعاملات التجارية والتي تحكمها حاليآ قواعد الإقتصاد العالمي ‘ ومحاولات بعضهم لإدخال مفهوم الإقتصاد الإسلامي وسيله ناجعه لبناء إقتصاد حديث كلام نظري وما نسمعه في الإعلام عن الإقتصاد الإسلامي لا يوجد له أي تطبيق في أي تشريع وفي أي دوله بشكل واسع بما فيها الدول الإسلاميه ‘ والبنوك المسماه إسلاميه تطبق حقيقه قواعد الإقتصاد الأكاديمي مع تعديلات شكليه.

ويمكن ملاحظة هذة العلمنه الإجتماعية في حياة المرأه في السودان والتي لم تعد تقبل البقاء في البيت والقيام بالدور الذي يعدها به الإسلاميون بكل أطيافهم وهو الإنجاب وتربية الأولاد ويمكن ملاحظتها أيضآ في حياة المرأه المسلمه وفي كثير من الدول الإسلامية وإتجاة المرأه نحو التحرر والإنعتاق من سيطرة الرجل والدخول إلي عالم العلم والعمل أكبر دليل علي هذة العلمنه الإجتماعية حيث تبتعد المرأه بممارساتها اليوميه الحياتية عن المعايير الدينيه التقليديه

العلمنه إذآ واقع حداثي ‘ يتطور تدريجيآ منذ عشرات السنين في كل مناحي الحياة وهو بموازاة العلمانيه السياسيه ‘ يضع المجتمعات علي طريق التقدم والسلم الإجتماعي ‘ علمنه الواقع الإجتماعي إذآ هي ما تفرض التغيرات الإجتماعية

العلمنه الإجتماعية واقع يتطور ببطئ لكنه يتقدم بإستمرار سيؤدى عاجلآ أم آجلآ إلي التغيرات الديمقراطية المرجوة والوصول إلي العلمانيه وسيله حكم ‘ وعندها تجد الأديان في مجتمعاتنا وضعها الطبيعي أي الداعية إلي السلم الإجتماعي والتآخي بين الناس بدل الدخول في جعجعه السياسه وإشعال الخلافات الطائفية التي لا يمكن ‘ فكل طرف يعتقد إمتلاكه الحقيقه الأزلية وينفي بالتالي وجود الآخر الذي يحمل هو أيضآ التصور نفسة عن دينه وطريقته

إذآ  العلمانية هو ما يجمع هذة التناقضات في مجتمع متنوع بأجناسة وآرائه ومعتقداته ‘ وهي النموذج الذي يحتاجه ويسعي إليه المجتمعات السائره والطامحه نحو الحداثه والتحضر .

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.