Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
هيبان…
صوت من بخار الحمى ورعشة المرض.
………
حينا فحين اتصفح ما يبعث الأمل…حينا فحين تتقلب امام ناظري الصفحات صفحة تلو أخرى لأمضي بنظري بعيدا جدا علني أغتنم فكرة وأعودة بها مسرجة لتسرج لي الضوء نحو كوة في نفق طال فيه المسير.
وأتخير من بين طبقات الألم إشراقات…إشراقات لوطن عظيم وشباب بواسل وطلاب مصادمون أقوياء يعلمون جيدا كيف يرصفون الطرق نحو باحة الحرية العظيمة ومداها اللامتناهي.
……….
لم يكن موسى الكليم عليه السلام يملك مجموعة في الواتس.. ولم يكن عيسى الروح عليه السلام يملك صفحة في الفيس..ومحمدا المعصوم عليه وعلى آل بيته السلام قطعا لا تغريدات له في التويتر… وغيرهم من الانبياء والرسل ذبحوا وقتلوا ومثلوا بجثثهم كما فعلوا بيحى وزكريا…وآلاف غيرهم.
……..
لكنهم انتصروا…لأن الحق مسنود بالحق من الحق.
……..
والعشاق من التنويريين يبحثون عن القوي الامين… والتي دعت والداها لإستئجار القوي الأمين هي ابنة شعيب عليه السلام التي عشقت موسى عليه السلام…وتزوجها.
…….
والواقعيون من التغييريين يبحثون عن الحفيظ العليم… فتلك الحكمة اليوسفية لادارة الدولة واخراجها من الانهيار والسقوط والفساد…هنا…هنا نتوقف بحثا عمن نجعله على الخزائن ممن نرى فيه انه حفيظ عليم.
…….
ولا مانع من اجتماع لهفة العاشقة على القوى الامين وحكمة العارف الحفيظ العليم.
…….
وللحمى ابعاد اخرى تسوقك لها سياقة بلا عير ولا حادي… تتسنم فيها ابسطة الفكر منقبا في صحاري الواقع عن صوى تدلك او نجوما ترشدك…
…….
وتهتز هزة….
فهيبان النازفة تعجز عن لملمة الاشلاء… اشلاء نفوس واروح لامهات لن ينسين جور الصامتين وسكون العاجزين…أما المذبحون من الوريد الى الوريد فقد مضو نحو رأفة الرؤوف الذي هو أرأف بهم من صمت الصامتين ووضاعتهم وانكساراتهم…اطفال هيبان لم يقتلهم طيران مليشيات البشير…لكن صمت الصامتين فعل.
……..
انا لا ادين مذبحة هيبان ولا اشجبها…
……..
إنني ادين واشجب مذبحة ضميري وانسانيتي واخلاقي.
……..
ولن ادين مذبحة هيبان…فذاك فعل الخائبين…
……..
وأهل الفلاح يعلمون ان الجزاء من جنس العمل…وذاك انجع وأبرد على حشا اللائي رغبن عن أشلاء اكبادهن كما رغب ابراهيم عن اله ابيه والهة قومه.
…….
والهتنا لا زالت تتصنم حول كبير في كتفه المتخشبه فأس المكيدة.
……..
وللحمى مدارات….
فهيبان كنصيف المتجردة…تلك التي سقط النصيف عن وجهها ولم ترد اسقاطه…وتناولته (واتقتنا) باليد.
والنصيف ما يستر فم المرأة وحتى ارنبة انفها ويجعل عمود الانف وحتى الحاجبين نهبا لخيال المتنبي وغلا لقلب سيف الدولة ذو الغيرة المتقده…
…….
والمتجردة التي سقط عنها النصيف تلقفها المتربص بحقيقتها (المتنبي) وكشف ما بقلبه لما انكشف ما بوجهها…حتى اوردته موارد هدر دمه.
…….
والانتنوف حاولت ان تتمسك بالنصيف عله يستر بعض وجهها…
لكنه سقط…
فتناولته وسعت بيد الباطشين ان تسد مساحة فيزيائية من زمن الافتضاح وواقع الافصاح…
لكن الكف لا تغطي الوجه…ولا تتناول قطرات السماء مهما انبسطت للاعلى.
……..
ونظام البشير يمضي كما تمضي التراكتورات وهي ترتفع بمخرجات محروقاتها للاعلى…يظن هذا الغبي انه كلما صعد بآفاته نحو الاعلى فهو قد يتخلص من آثارها…لكنه يرفع كربوناته عاليا…عاليا جدا حتى يرى كل العالم انبعاثاتها…
…….
ثم ها هو ذا ترتفع جرائمه في هيبان أعلى مما ارتفعت طائراته.
…….
انا لا ادين نظام البشير على مذبحة هيبان…
انا ادين صمتي ودناءتي…ادين وضاعتي واخلاقي وانسانيتي.
انا خارج دائرة وجود تمتهن فيه الحياة والكرامة وتراق فيه دماء الاطفال والنساء والعجزة والمرضى.
علاء الدين الدفينة.
