الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الحركه الشعبيه ومآلات حق تقرير المصير (تكتيك)أم إستراتيجيه؟

الحركه الشعبيه ومآلات حق تقرير المصير (تكتيك)أم إستراتيجيه؟

يُثير الرعب والخوف  علي مستقبل وحدة السودان لدي المراقبين والمهتمين بالشأن السوداني  كلما ذكر حق تقرير المصير في الصراع السوداني السوداني. ليس لغرابه مفهوم حق تقرير المصير ، بل لقراءته خارج السياق ومهاجمته دون النظر للظروف الموضوعيه للذين ينادون ويطالبون بحق تقرير مصيرهم .

مفهوم حق تقرير المصير:-

لغويا يعني الإختيار الحر لأفعال المرء دون إكراه خارجي ، وسياسيا فسره البعض علي أنه حريه شعب إقليم ما ، أو تجمع مجموعه وطنيه ما، في تحديد وضعها السياسي والكيفيه التي سيحكم بها ، من دون أي تأثير من أي بلد آخر.
من التعريفين أعلاه يتضح أن حق تقرير المصير هو الإراده العليا للشعوب في وضع أبجديات وأسس مسيرة حياتها السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه وهذا هو أساس مبدأ حقوق الإنسان.
أوضحت التجارب العمليه حتي الان أن حق تقرير المصير يمارسه فقط الشعب الذي طالب به، وعلي الرغم من أن حق تقرير المصير قد كرس في ميثاق الأمم المتحده، إلا أن النقاش حول مضمونه والفئات التي لها حق الممارسه لا ذال في بحث مستمر في القانون الدولي، لذا فإن ميثاق الأمم المتحده لم يحدد بعد كيف يتم إتخاذ القرار في عمليه تقرير المصير ، أو ما يجب أن تكون نتيجه القرار سواء كان ذلك هو الإستقلال التام، أو الإتحاد(فدراليه/إقليميه/كونفدراليه)،أو الحمايه الدوليه ،أو شكل من أشكال الحكم الذاتي ،أو الوحده الكامله /الإندماج الكامل.
ولكن الشئ المتفق عليه حتي الآن هو أن حق تقرير المصير هو حق جماعي ، وفي ذلك فإن الشعب وليس الفرد هو الذي يمارس هذا الحق، ففي السابق كان هذا الحق يخص أناس أو سكان إقليم محدد خاصه الشعوب المضطهده من قبل القوات المستعمره، ولكن تطور الأمر ليشمل الشعوب المضطهده من قبل حكوماتها الوطنيه، خاصه إذا مورس ضدهم التطهير العرقي او الإباده الجماعيه والتمييز.
إستخدام تقرير المصير لإستقلال وتوطيد سيادة إقليم ما ، مسأله أخلاقيه وقانونيه ، وأن إنفصال أي إقليم من الوطن الأم ، يعد ضروريا عندما يعاني ذلك الإقليم من المعاملات الغير قانونيه واللا إنسانيه ، وهم يستندون في ذلك علي نظريه (حقوق العلاج فقط REMEDIAL RIGHTS ONLY THEORY).

مآلات ممارسه حق تقرير المصير:-
١- الإستقلال التام
٢- الإتحاد(فدراليه/إقليميه/كونفدراليه)
٣- الحمايه الدوليه
٤- شكل من اشكال الحكم الذاتي 
٥- الوحده الكامله /الإندماج الكامل

هل هنالك ضروره لمارسه حق تقرير المصير لأقاليم وشعوب السودان؟

١- الدوله السودانيه الحاليه تشكلت في عهد المستعمر وكانت دون إراده الشعوب القاطنه فيها ، فمن الضروره إتاحه الفرصه للشعوب السودانيه لتقرير مصيرها طوعا.
٢- الشريعه الاسلاميه ونظام الحكم ، الدين لن يوحد السودانيين ، محاولات فرض الشريعه كنظام للحكم مهدد للوحده الوطنيه في ظل التنوع الديني بالسودان.
٣- فرض العروبه كثقافه للدوله السودانيه  ومحاولات طمس  الهويات الثقافيه الاخري  مهدد للوحده الوطنيه والتنوع الثقافي.
٤- التمييز العرقي والإثني والديني  والتطهير العرقي  في جبال النوبه والنيل الأزرق ودارفور والشرق  مبرر كافي للمطالبه بحق تقرير المصير لتلك الشعوب.

مشروع السودان الجديد وحق تقرير المصير للشعوب والأقاليم السودانيه هل يتعارضان؟ 
مشروع السودان الجديد والذي تتبناه الحركه الشعبيه والجيش الشعبي لتحرير السودان ،من الأهميه بمكان  معرفه طبيعه الحركه الشعبيه ومفهوم السودان الجديد مقرونا بدعوات حق تقرير المصير للشعوب السودانيه كآليه لبناء وحده طوعيه علي أسس جديده.
الحركه الشعبيه والجيش الشعبي لتحرير السودان  تنظيم سياسي وثوري يعمل لإقامه السودان الجديد ،الديمقراطي ، العلماني، الموحد، والقائم علي العداله والحريه والمواطنه المتساويه بلا تمييز (الماده ٢ طبيعه الحركه دستور ٢٠١٣)
وتقول الماده ٤ المبادئ الفقره ٤ من دستور ٢٠١٣ (الوحده الطوعيه علي أسس جديده لشعوب وأقاليم السودان) .
ومن خلال قراءة الماده ٢ -الاحكام التمهيديه لدستور الحركه الشعبيه والجيش الشعبي لتحرير السودان ٢٠١٣م مقرونا بالماده ٤ المبادئ الفقرة ٤ يتضح جليا ، ليس هنالك تعارض بين مشروع السودان الجديد الديمقراطي ،العلماني،الموحد، والقائم علي العداله والحريه والمواطنه المتساويه وحق تقرير المصير كآليه للشعوب السودانيه والأقاليم في ممارسه هذا الحق للوصول لوحده طوعيه علي أسس جديده.
فيصبح التحدي الأكبر للشعوب السودانيه وقواه السياسيه هو العمل والسعي لتحقيق السودان الديمقراطي ،العلماني ،الموحد،والقائم علي العداله والحريه والمواطنه المتساويه بلا تمييز ، حينها ستكون  ليست هنالك حوجه للمطالبه بحق تقرير المصير ، وإن وجدت مطالبه بحق تقرير المصير ستكون نتيجتها حتما  هي الوحده الطوعيه. هذا أفضل للسودانيين وقوي التغيير ، بدل إخراج مفهوم حق تقرير المصير من سياقه ومهاجمته بوعي او دون وعي والنتيجه إنسداد الأفق والتشرزم..

لماذا يستحي الرفيق ياسر سعيد عرمان من طرح حق تقرير المصير للشعوب السودانيه والأقاليم عبر المفاوضات ؟

في ظل تمسك نظام المؤتمر الوطني بالشريعه الإسلاميه  كنظام للحكم، لا يمكن لعاقل أن يتوقع التحول الديمقراطي او السودان العلماني ،الموحد والقائم علي العداله والحريه والمواطنه بلا تمييز ، فيصبح حق تقرير المصير (تكتيك) لدفع النظام للتخلي عن مشروع الدوله الدينيه لصالح دوله المواطنه أو استراتيجيا لإتاحه الفرصه للشعوب المقهوره والمضطهده لتقرر مصيرها وينعم الجميع بالسلام..
لذلك عندما أعلن مجلس تحرير إقليم جبال النوبه القرارات المصيريه من أجل الخلاص الوطني والتي قضت بالمطالبه جهارا نهارا بحق تقرير المصير  وسحب الثقه من الامين العام وحل وفد التفاوض ، لإدراكهم بأن التسويه السياسيه التي يلهث وراءها رئيس وفد التفاوض  هي تسويه محاصصات وليست من أجل السودان العلماني الديمقراطي الموحد والقائم علي العداله والحريه والمواطنه المتساويه،  وهم يتعايشون ويشاهدون بأعينهم ، كيف تهدم كنائسهم! وكيف يتم إبادتهم علي أساس العرق والنوع والدين ! ووكيف يقول السفاح أن السودان دوله عربيه إسلاميه وما دايرين دغمسه ويعشق شرب الدماء والصلاه علي جثث الأبرياء..
فرسالتنا لنظام الإنقاذ ورفيقنا ياسر سعيد عرمان .ًإن كانت هنالك أي تسويه تبقي علي الشريعه الاسلاميه كنظام للحكم  يصبح حق تقرير المصير للشعوب السودانيه وبقاء الجيش الشعبي لتحرير السودان ضروره ومصير…
لأنه ببساطه لا تحول ديمقراطي ولا مواطنه بلا تمييز في ظل الدوله الدينيه  ولن نستسلم،،،،،،،،
             
                علي النور داؤد
                        كمبالا- يوغندا
                     ١١ مايو ٢٠١٧م

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.