الأربعاء , مايو 1 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *ملعون أبوك يا حزب*

*ملعون أبوك يا حزب*

#الهدف
#الهدف_آراء_حرة

*د.صديق تاور كافي*

المتتبع لما يصدر من دوائر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، من تصريحات متوالية عبر الحراك الذى يدور منذ أشهر تحت لافتة المؤتمرات التنشيطية، يعتقد بأنه أمام حالة سياسية أنموذج، ليس في تاريخ السودان وحسب؛ وإنما في جغرافية المنطقة العربية والأفريقية بأسرها.. وربما إذا لم نعرف أن الذين يصدرون هذه التصريحات والأقوال هم من ذات الحزب المتحكم في السودان لقرابة الثلاثة عقود بمآسيها وبلاويها المعروفة للجميع، لاعتقدنا أن هؤلاء يعبّرون عن حزب في يوتوبيا لاعلاقة لها بما نعيشه كل يوم من تجربة بائسة ومبتئسة. وحتى لا نذهب بعيداً، فلنستعرض بعضاً مما عنينا للتمثيل فقط:

فقد قال نافع علي نافع أن المؤتمر الوطني من أكثر الأحزاب السودانية تنظيماً، وله عضوية معلومة، وأنه أدخل ثقافة مؤتمرات الأساس والمناطق والمؤتمر العام بصورة راتبة على الحياة السياسية في السودان؛  مما يضع على عاتقه (والحديث لا يزال لنافع) مسؤوليات جسام لقيادة الوطن والمجتمع والإقليم للخير والرفاه والإستقرار.
صحيفة أخبار اليوم – 14/2/2017م العدد (8070).
أما الحاج آدم فقد قال: نحن لاندير الدولة، فقط نرسم السياسات لممثلي الحزب في الحكومة لإنزالها عبر القنوات الرسمية.. وكذلك: القرارات تصدر بدون إملاءات.. مضيفاً أن السياسة لدى حزبه ليست لعبة قذرة بل أمانة وإقرار بالحاكمية لله و عمارة للوطن. صحيفة الإنتباهة- 18/3/2017م، العدد (3878).

بينما قال المهندس إبراهيم محمود نائب رئيس الحزب، أنه بفضل صمود الشعب السودانى وعضوية المؤتمر الوطنى المنتشرة فى ربوع السودان، صمدت (الإنقاذ؟!) ل 27 عاماً ضد العقوبات الظالمة و إشعال الحروب والفتن. وزاد أنه بفضل الصمود المشترك بين القيادة و القاعدة يتمتع السودان بالأمن والاستقرار.
آخر لحظة- 7/2/2017م العدد (3702).

ومن جانبه قال محمد حسن الأمين أن حكومة حزبه جاءت بمشروعية الجماهير وفق إنتخابات شهدها العالم، قبل أن يهاجم الأحزاب المعارضة لنظام حكمه قائلاً أنها تفتقر للسند الجماهيرى، وتبنى عملها على الإدعاءات الباطلة والمتكررة بغرض إسقاط النظام، بجانب العمل ضد توجهات الشعب السودانى.
صحيفةألوان-17/3/2017م- العدد (6511).

ولم يتخلف عن هذه الحملة الدعائية الموجهة حتى أولئك الذين يتعلمون الحبو السياسى؛ حيث اتهم عصام محمد عبد الله أمين الشباب بالحزب، اتهم المعارضة بالضعف فى الممارسة السياسية، معتبراً ذلك أكبر مشكلة فى البلاد. و ذكر أيضاً أن أمانة حزبه تقف مع أهلية و ديموقراطية الحركة الرياضية.
صحيفة اليوم التالى- 4/4/2017م  العدد (14829).

الواضح من سياق هذه التصريحات المتسقة إنها جزء من حملة دعائية متفق عليها، محاولة لبث الروح فى الحزب الذى تضربه رياح العزلة من كل اتجاه، للدرجة التى جعلت رئيس الحزب (عمر البشير)، يخشى على عضويته من مصير الإتحاد الاشتراكى السودانى. فالحزب الذى جاء إلى السلطة بليل قبل ثمان وعشرين عاماً، وتخلّق فيها وتشكّل، ببيوت الأشباح وآلة التمكين وقهر العباد و قطع أرزاق الخصوم والثراء الحرام والدعاية المضللة ونشر الفتنة بين المكونات المجتمعية وتجييش القبائل…. إلخ، هذا الحزب سوف ينتهى بالنتيجة إلى مجموعة صغيرة من المسيطرين على مفاصل الدولة الحساسة، توظفها لمصلحتها الخاصة فى تناغم أشبه بتناغم محترفى الجريمة المنظمة مع فارق أساسى وهو أن الأخيرين يستهدفون فئات معينة من المجتمع بينما هؤلاء يستهدفون بلداً بكامله.

فالصورة المنقولة هذه لا تمت للواقع والحقيقة بصلة، ليس فقط من خلال ما يعيشه الناس يومياً فى أى خطوة من خطوات حياتهم، و إنما من داخل نفس المنظومة الحاكمة. يقول قطبى المهدى عن حال حزب المؤتمر الوطنى: الموجود هو شبكة مصالح زهدت فى المشروع وأصبحت حريصة على مصلحتها .. و يضيف: هى شبكة تحالفات تضم كل الأذرع بما فى ذلك رجال الأعمال.
صحيفة التيار- 26/2/2017م. العدد (1811).

بينما قال غازى صلاح الدين: نحن أُخرجنا بعمل قاصد وموجه من قيادات فى المؤتمر الوطنى.
صحيفة الجريدة 24/2/2017م.

أما صلاح آدم رئيس دائرة الولايات بالحزب فقد قال خلال مخاطبته للمؤتمر التنشيطى بمحلية الحصاحيصا: للأسف الزول الشالوهو من منصب بقى يقول ملعون أبوك ياحزب. صحيفة آخر لحظة. 26/2/2017م- العدد (3721).

وهو نفس الحزب الذى هدد نائب رئيس القطاع السياسى فيه (عبد الملك البرير) بفصل من وصفهم ب (قياداته المتفلتة) فى الولايات. وفى هذا الحراك الذى أخذ عنوان المؤتمرات التنشيطية كانت هناك أشياء غريبة على الممارسة السياسية السودانية ذات التاريخ الطويل والتقاليد و الأعراف المميزة والمتميزة. فقد حدثت مشادات ومشاجرات واشتباك بالأيدى والأسلحة البيضاء وضرب وعض وبلاغات جنائية وشغب والكثير من ممارسات وسلوك الغوغاء.

وإذا جاز لنا التعليق على هذا الذى يجرى فى قبة الحزب المتشبث بالسلطة ولا يريد أن يتخيل منسوبيه أنفسهم بدونها، رغم ما أصاب أهل السودان فى عقود حكمهم العجاف، نقول الآتى:

*أولا:* الحديث عن شرعية جماهيرية وإنتخابات نزيهة أو غير نزيهة، يدرك جماعة المؤتمر الوطنى قبل غيرهم أنه إفتراء على الحقيقة. ف (الإنقاذ؟!!) كنظام قد جاءت بليل على ظهر دبابة قضت على نظام ديمقراطى أوجده أهل السودان عبر إنتفاضة شعبية واسعة عام 1985م، لم يتخلف عنها سوى جماعة النظام الحالى (حلفاء النظام المخلوع) والحركة الشعبية. وباعتراف قادة الإنقاذ أنفسهم ؛ فإن الإنقلاب على النظام الديمقراطى الشرعى كان خيارهم لقطع الطريق أمام وقف الحرب فى الجنوب عبر إتفاق الميرغنى- قرنق، وعلى ترسيخ التجربة الديمقراطية نفسها خوفاً على مستقبلهم السياسى فى السودان.
أما الحديث عن إنتخابات 2015م كونها منحت المؤتمر الوطنى شرعية جماهيرية، فهذا مما يثير الشفقة عليهم. فالجميع قد شاهد عياناً بياناً درجة العزلة الخانقة التى فرضها السودانيون على هذه الجماعة بالمقاطعة الواسعة التلقائية حد السخرية. وكان ذلك وحده إستفتاءاً شعبياً على المؤتمر الوطنى وحكمه.

إذا كانت إنتخابات الإتحادات والجمعيات والنقابات لاتسلم من تزوير وتسويف ومخادعة، فما بالك بإنتخابات على مستوى السلطة؟ وليت هؤلاء – من أعلى قمة فيهم وحتى أصغر عضو- يقدموا لنا تفسيراً واحداً للاعتقال الذى تم للأستاذ محمد ضياء الدين القيادى المعروف بحزب البعث، من مقر اللجنة الأولمبية فى نفس يوم إنتخابات إتحادها، ليفرج عنه بعد إنتهاء العملية الإنتخابية و هو الذى كان ضمن المتنافسين فى هذه الإنتخابات. أو يقدموا لنا إجابة مقتضبة عن تبعية الملثمين الذين فتحوا النار على الطلاب من خصوم المؤتمر الوطنى فى إنتخابات جامعة كردفان.. وهذا النوع من الأسئلة لا ينتهى.

و إذا كانت الأحزاب المعارضة ضعيفة لدرجة أن ضعفها صار مشكلة للبلد، إذاً لماذا هذا التضييق الأمنى المفرط على نشاطها وحركتها؟
لماذا الخوف من مجرد ندوة فى ميدان عام، أو استقبال جماهيرى مثلما حدث لحزب الأمة فى مدنى مثلاً؟ وهكذا… ولماذا تكميم أفواه الصحفيين والأقلام الحرة مثلاً؟

*ثانياً:* الحديث عن حاكمية لله من خلال حزب الإنقاذيين وتجربتهم البائسة، فيه تجنى كبير على الخالق جل وعلا، والعياذ بالله، فهوالذى حرم على نفسه الظلم ومن صفاته العدل، بينما ظلم نظام المؤتمر الوطنى لأهل السودان لا تخطئه عين. بل هو مضرب مثل للتجارب الحديثة المسيئة للإسلام والمسلمين، لما ارتبطت به تجربتهم من طغيان وفساد ولا مبدئية.

*ثالثاً:* فى المؤتمر الصحفى الذى عقده والى الخرطوم (عبدالرحمن الخضر) على خلفية مظاهرات سبتمبر 2013م، قال: الشعب السودانى صبر علينا أكثر مما يجب. و هو إعتراف وإن كان القصد منه إمتصاص السخط و الإستياء الشديدين جراء سياسات الحزب الحاكم، إلا أنه يفيد بإدراك جماعة حزب السلطة لمقدار العناء و الضيق الذى سببوه لأهل السودان. وبالتالى كان الأوجب إنتهاج سياسات فى الإتجاه المعاكس لما تحمّله الناس أكثر مما يجب. و لكن العكس هو ما حدث، أى أنه منذ ذلك الوقت و معاناة الناس فى تصاعد جنونى بينما جماعة حزب السلطة فى ثراء وبذخ جنونى، وفساد محمى. فقد زادت معاناة الناس بتردى الخدمات أكثر وارتفاع الأسعار بلا كابح، بدءاً من فاتورة الماء و الكهرباء والدواء والوقود وزيت الطعام ورغيف الخبز وتذاكر السفر وفئات المواصلات وترخيص السيارات و غاز الطبخ… إلخ.

*رابعاً:* أما مسألة الأمن والاستقرار، فيكفى الصدامات القبلية التى تُستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، و يموت فيها المواطنون بالعشرات و المئات تحت سمع و بصر الحكومة. ويكفى واقع الحرب التى تستمر دون أفق للحل، و تكفى الجرائم الجديدة التى طرأت على المجتمع السودانى مثل الإغتصاب و التمثيل بالجثث، والاغتيالات، وجرائم غسيل الأموال، و لإتجار بالبشر، والانتشار الواسع للمخدرات وغير ذلك.

2مايو 2017
————————————
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك :
https://m.facebook.com/hadafsd/

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.