الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / اللا عدالة الاجتماعية في السودان

اللا عدالة الاجتماعية في السودان

ياسر عبدالحليم ادم

السودان من الاقطار الافريقية التي ضاعت هويتها ما بين الافريكانية المتأصلة والعروبة المصتنعة والمغلفة بالاسلام ، وذلك خلال حقبات الدويلات المختلفة التي قامت في اونة مختلفة من تاريخ  السودان وبشكل محدد خلال فترات التحول من حكم المستعمر الي الحكم الوطني، ، هذا الضياع انتج هوة عميقة من الاختلاف بين الشمال والوسط وباقي  الاطراف الجغرافية للسودان ، وولد تنافر اثني وديني بين مختلف مكونات الشعب السوداني اقتصادياً، سياسياُ واجتماعياً. هذه الاختلافات الطبيعية التي لم ينجح اي من الانظمة  الحديثة ما بعد الاستعمار التي تناوبت علي حكم السودان في دمجها تحت هوية قومية واحدة ، وبالاضافة الي الاخفاقات السياسية ووضع السودان البالغ التنوع والتعقيد نتجت ازمة اللاعدالة الاجتماعية التي هي السبب الاساسي لمعظم المشكلات السياسية ، الاجتماعية والاقتصادية للسودان الحالي في جنوبه وشماله.

في معظم الاحيان يعتقد البعض خطأِ أن أزمة الحكم الرشيد في السودان هي ناتجة عن غياب الشخصيات او الرموز او الافراد المبتكرين الذين يمكنهم طرح الافكار والرؤي التي قد تقود مجتمعاتنا نحو التحول. لكن من منظوري الخاص أري أن المشكلة تكمن في انعدام الافكار والرؤي التي يمكن ان تتحدي واقع سلوكنا الحالي ، ويعود ذلك الي أن عقولنا تكونت ومنذ الصغر علي اتباع الاوامر وليس إستخدامها للتفكير او إنتقاد الاشياء التي تدور حولنا، هذه الافكار غرزت وطبعت في عقولنا علي ورق العادات الاجتماعية وغلفت بالاديان الموروثة المسيحية من تاجر الرقيق (الرجل الابيض) والاسلام من تاجر الرقيق (العربي)  وصقلت طبعنا علي الطاعة العمياء ، الدونية والخوف من المبادرة .

و اعتقد اننا لا نحدث اي تقدم للاسباب المذكورة، لاننا في الواقع لا تنقصنا الموارد للنهوض والتنمية ولكن تنقصنا العقلية التي يمكنها أن توظف وتدير هذه الموارد محلياً وجعلها معينات مفيدة للكل . إذا اردنا تغيير ملحوظ وإحداث فرق في أوضاع مجتمعاتنا وجعلها ملائمة للجميع، علينا التوقف للحظة عن تكرار وإتباع العادات السائدة بين افراد ومجموعات مجتمعاتنا ،والسعي الي التفكير الحاد والحر بعيدا عن حدود العادات الاجتماعية او الجدار الديني . حينها سندرك أن حتي الاديان السائدة هي في الواقع حركات اصلاح اجتماعي ، او عقود اجتماعية او مجموعة عادات وقيم اوجدها ووضعها ملهمون للقيام بتغيير سلوك معين لمجتمع محدد في فترة زمنية معينة .

أنا أومن بشدة أنه إذا كنا ننشد التغيير الحقيقي يجب أن نبدأ بتحرير العقل من القيود ، إزالة الضبابية بتحدي التقزم الذهني الممنهج، وذلك عبر هيكلة وإعادة بناء نظام التعليم لاعادة بناء روح الوطنية والشراكة العادلة وتعزيز الانتماء بين الاجيال القادمة ، التوقف عن تدريس تاريخ العلوم والشروع في توفير المعامل المتكاملة للاصحاب القدرات العلمية في المراحل المبكرة للتعليم ،التركيز علي التعليم الفني الذي يقود الي نتائج ملموسة وواقعية مرتبطة بالواقع المعاش ويستجيب الي تطلعات الامة في شتي المجالات ، ايضاٍ يجب صياغة التاريخ الحقيقي لبث الوعي عن الحقائق والماضي.  ومن ثم يمككنا التفكير بشكل سليم وامتلاك القدرة علي فهم الماضي ، وتحليل معطيات الحاضر والتخطيط الصحيح للمستقبل .

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.