الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

هل من مزيد ؟؟ …


لا تعطونا الوصفات المبهمة لمعالجة الشعب بمصل  الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة ، والتي تغلفونها بمصطلحات غربية المعالم تعاني عقولنا في إستيعابها ؛ ولكن صفوا  لنا نوعية الدواء الذي نثق في أنه سوف يضمد جراحاتنا ، وتندمل به مآساتنا ، ويخفف آلامنا .
لقد إكتفي المواطن من فلسفة الفلاسفة ، ووعود الساسة الذين يشاهدهم يطبطبون علي مواجعه بمصالحهم ، فيمسحون بيدهم علي رؤسنا ، ويدهم الأخري تحت الطاولة ، تدير مصالحهم الخفية ، وتضع لهم الحلول الشخصية .
وتخرجون لنا موشحين بثياب الرفاهية ، وتطرزون لنا الآمال المستقبلية ، لتفترشون قضايانا معبرا” نحو تطلعاتكم وأمانيكم ، ولا تعيروننا أدني اهتمام عندما تتحقق مآربكم ، ولا نحصد الا الندم وننكوي من زمهرير الشتاء ، كما انكوينا في ليلات سابقات من حر الصيف ، كما سحقنا  في الأعوام التي تلت استلام الأنقاذ للسلطة من الغلاء الطاحن الذي ينوشنا ، ويبطش بأسرنا ، وكلما حان الزمان اصبحنا كبش فداء أمام الديكتاتوريات .
وما نشاهده من أصحاب النظريات التغييرية عبر منابرهم ونوافذهم المذهبة ، وعروشهم المرتفعة، وهم ينادون بثورات التغيير وعدالة التعديل ، من اجل إقتسام السلطة والثروة ، وعلي رغم من توالي الحكومات وتتابعها سجالا  علي انظمتنا السودانية ذهابا” وإيابا” لم نري عدالة ولم نشاهد تغيير ولم نسمع عن مساواة ولم تكن هنالك حرية ، فالكل يبحث عن منفذ عبر مصالحه الشخصية ، والحقيقة كانت هنالك إقتسامات للسلطة والثروة ولكنها لم تشمل الشعب فقط خصصت للحكومات ومنسوبيها في جميع الحقب السابقات ، وهذا احقاقا” للحق .
وطيلة تعاقب السنوات وتواليها لم تتغيير السياسات والاشكال السياسية المتصارعة ، ولم تكبر لا سنا” ولا عقلا” ، ولم تيأس من البحث عن ذاتها ، والغريب في الأمر انها لم تمت ايضا” !!
وكأنهم سعوا في ضلالة فمدهم الرحمن مدا” ، ولا زالوا اوصياء علي شعبنا ووكلاء عليه رغما” عن أنفه .
ولا يطفأ تصادم لهيب طغيانهم الا بفلذات أكباد الشعب البسيط ، اما فلذات أكبادهم فلها كارهون ، وكلما أوقدوا نارا للحرب اطفأها المواطن البسيط مضحيا” بفلذات أكباده ، وهم يصرخون هل من مزيد ؟ .
ولن يكون هنالك مزيد اذا لم تتغير التشكيلة  ، وتتساوي الصفوف وتكون الوصفة العلاجية ناجعة ، واضحة” يفهمها الجميع ، ويستوعبها المواطن البسيط ، ويكون سنان رمحه ديمقراطية تشمل الكيانات وتنظم بالعمل العام وتأخذ الحقوق داخلها بالتداول الديمقراطي للمناصب ، وتزول الاحتكارية ويكون مرتبطا” بجهاز رقابة ، ومقيد ببرنامج يساءل عن إخفاقاته ونجاحاته الجميع ، ماذا نفذ ؟ وماذا سينفذ ؟ ولماذا فشل في التنفيذ ؟ .
لا يمكن أن ننتظر احزاب تعمل بشهادات الملكية ، وكأنها مسجلة في مصلحة الأراضي ، ولا يمتلك انسان  حق الاقتراب أوالتصوير ، واسماء مللنا حتي من ذكرها وحركات لم يتبق لها شئ سوي حمل السلاح والإقتتال مع بعضها البعض ، ومعتوهين في كيانات صغيرة ، هم واسرهم يكونون احزابا” يتسابقون تحت ظلال حكومة البشير لإيجاد مقعد في البرلمان  ، وكلما قرأت اسماء هذه الأحزاب التي تذكرني المتسولين الذين يحرجونك بكثرة سؤالهم .
محور أخير:
بين الأحراش الوحشية في غابات أمريكا الجنوبية يعيش صيادو الوحوش طوال مواسم الصيد.. حيث تمتلئ حياتهم بالمغامرات المثيرة.

وقد روى أحدهم القصة التالية..

فقال: بعد جولة نهارية مرهقة بين الأحراش.. جلست على جذع شجرة لأستريح.. وفيما أنا جالس.. شدت انتباهي صرخات عصفورة صغيرة.. كانت ترف على عشها في جزع شديد، وقد بدى واضحاً أنها تواجه موقفاً عصيباً!

واقتربت من مصدر الصوت في أعلى الشجرة المجاورة.. فتبين لي سر انزعاجها.. فقد كانت هناك حية كبيرة تزحف صاعدة فوق الشجرة.. وعيناها شاخصتان إلى العش حيث يرقد أفراخ العصفورة الأم..

وبينما كانت الأم تصرخ جزعاً وخوفاً على عيالها.. رأيت العصفور الأب يطير بعيداً.. ويجول في الهواء وكأنه يبحث عن شيء ما.. وبعد لحظات عاد وهو يحمل في منقاره غصناً صغيراً مُغطى بالورق.. ثم اقترب من العش حيث كانت العصفورة تحتضن صغارها..
فوضع الغصن الصغير فوقهم، وغطاهم بأوراقه العريضة.. ثم وقف فوق غصن قريب يراقب الموقف.. وينتظر وصول العدو!

وقلت لنفسي: كم هو ساذج هذا العصفور.. أيحسب أن الحية الماكرة سوف تُخدع بهذه الحيلة البسيطة؟!

ومرت لحظات من التوتر قبل أن تصل الحية إلى الموقع.. والتفت حول غصن قريب.. وعندما اقتربت من العش رفعت رأسها الكبير استعداداً لاقتحامه.

كان واضحاً أن كل شيء قد انتهى تماماً.. غير أن ما حدث بعد ذلك كان مثيراً جداً.. ففي اللحظة التي همت الحية باقتحام العش.. توقفت واستدارت.. ثم تحولت فجأة وأسرعت مبتعدة عن العش وكأنها أصيبت برصاص بندقية!.. وهبطت الحية عائدة إلى حيث أتت.. وقد بدى اضطرابها واضحاً!

ولم أفهم ما حدث.. لكني رأيت العصفور الأب يعود إلى العش لترتفع صوصوات العائلة السعيدة فرحاً بالنجاة.. ويزيح الغصن من فوق الأفراخ فيسقطه إلى الأرض..

فالتقطت الغصن واحتفظت به حتى التقيت بأحد خبراء الحياة البيولوجية في الأحراش اللاتينية.. فقال لي أن هذه الأوراق تحتوي على مادة شديدة السمية قاتلة للحيات.. حتى أنها تخاف رؤيتها.. وترتعب من رائحتها.. وتهرب من ملامستها!
وتعجبت من تلك القوانين المنضبطة التي تحكم الحياة بدقائقها المثيرة.. فتساند الضعيف.. وتتصدى للقوي.. وتمنح العصفور الصغير علماً ومعرفة وحكمة وشجاعة وحباً وأبوة كهذه!

سبحانك ربي ما اعظمك!.
لقد دافع العصفور عن اطفاله  لانه فهم الدواء ..  طالما المعارضات أولت اهتمامها ونصبت نفسها.. وكيلا” ألم تجد الغصن الذي يجعل (عمر البشير) وعصابته ان يعودوا من حيث أتوا ..
سيأتي اليوم الذي يجعل هذه العصابة تفر ونحن نراه قريبا” باذن الله …

Ghalib Tayfour

 

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.