الثلاثاء , مارس 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات /  الذكـري السابـعة والعشرين علي : ( يا سيـادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا خلاص أعدمناهم )!!

 الذكـري السابـعة والعشرين علي : ( يا سيـادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا خلاص أعدمناهم )!!


April 23, 2017

بكري الصائغ

***- اليوم الاحد ٢٣ ابريل الحالي ٢٠١٧ تمر الذكري السابعة والعشرين علي محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في عام ١٩٩٠ التي قاموا بها ثمانية وعشرين من الضباط برتب عسكرية مختلفة. ان الهدف الاساسي من كتابة هذه المقالة اليوم تنشيط ذاكرة من نسي واقعة الانقلاب في يوم ٢٣ ابريل- رمضان عام ١٩٩٠ وما وقعت بعدها من احداث مؤلمة عملآ بقوله تعالي:({وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} -سورة الذاريات: 55]، وايضآ هدف المقال تعريف والمام ابناء وبنات الجيل الجديد الذين لم يعاصروا احداثها ليعرفوا قصة محاولة هذا الأنقلاب العسكري واسباب فشلها وتبعاتها، وكيف انتهت سريعآ؟!!..وان يعرفوا قصة تشكيل المحكمة العسكرية العاجلة ، ثم صدور الاحكام بعد ساعتين من انعقاد جلسات المحكمة، وكيف نفذت الاعدامات؟!! ودفن الجثث في مقابر جماعية مازالت مجهولة حتي الان ومنذ عام ١٩٩٠.

نبدأ في السرد المختصـر للاحداث:

***********************

١-

قرر عدد من ضباط القوات المسلحة وكان عددهم ثمانية وعشرين ضابط في رتب عسكرية مختلفة، القيام بانقلاب عسكري ضد السلطة الحاكمة التي تحكم البلاد وقتها (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)، الذي ترأسه  عمر حسن أحمد البشير أحد كوادر الجبهة الإسلامية القومية ، الضباط الذين فكروا في الاطاحة كانوا:

-الفريق الركن طيار خالد الزين علي نمر.

– اللواء الركن عثمان ادريس صالح.

– اللواء حسين عبدالقادر الكدرو.

-العميد الركن طيار محمد عثمان حامد كرار.

– العقيد محمد أحمد قاتم.

العقيد الركن عصمت ميرغني طه.

العقيد الركن صلاح السيد.

العقيد الركن عبدالمنعم بشير مصطفى البشير.

– المقدم الركن عبدالمنعم حسن على الكرار.

– المقدم بشير الطيب محمد صالح.

– المقدم بشير عامر ابوديك.

– المقدم محمد عبدالعزيز.

-رائد طيار أكرم الفاتح يوسف.

– نقيب طيار مصطفى عوض خوجلي.

– الرائد معاوية ياسين.

– الرائد بابكر نقد الله.

-الرائد أسامة الزين.

الرائد سيد أحمد النعمان حسن.

– الرائد الفاتح الياس.

– النقيب مدثر محجوب.

– الرائد عصام أبو القاسم.

– الرائد نهاد اسماعيل.

– الرائد تاج الدين فتح الرحمن.

-الرائد شيخ الباقر.

– الرائد الفاتح خالد.

٢-

***- قام العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) بتاليف كتاب توثيقي قيم وشهير عن القوات المسلحة جاء تحت عنوان (الجيش السوداني والسياسة)، كتب فيه معلومات عن الرئيس عمر البشير ومحاولة انقلاب ٢٣ ابريل، نقتطف منها ما يلي:

***- اما رئيس النظام، الفريق عمر حسن أحمد البشير، فهو كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة تقع عليه مسئولية تحقيق العدالة والالتزام بالقانون العسكري واللوائح في كل قضايا القوات المسلحة. وهذا ما لم يحدث طوال مراحل إجراءات التحقيق مع ضباط «حركة أبريل» وحتى تنفيذ أحكام الإعدام، ومن غرائب الأمور أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالهروب إلى العيلفون عند بدء التحركات ليختبئ في منزل عضو الجبهة الإسلامية «الطيب النص».. ترك كل مسئولياته القيادية ليديرها ضباط أصاغر، ولم يعد إلا في اليوم التالي.. بعد فشل المحاولة!!).

٣-

كتب العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان):

***- فشلت محاولة الأنقلاب لانها افتقدت اهم عناصر نجاحها الا وهي الترتيب المنظم والدقيق، ضمان تاييد القطاعات العسكرية كلها وعدم وجود قوة عسكرية مضادة، سرعة اعتقالات الضباط المناؤيين والقادة السياسيين واعضاء الجبهة الاسلامية وجنرالات (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ ).

٤-

عن ما حدث بعد فشل الانقلاب كتب العميد غسان:

***- وما كانت هناك مقاومة تذكر من قبل الضباط، فقبيل اعتقالهم  تلقوا وعدآ بمحاكمة عادلة. وقعت حادثة واحدة مؤسفة عندما اشتد الجدل بين اللواء طيار محمد عثمان حامد كرار الذي كان اعزلآ تمامآ من السلاح مع العقيد محمد الأمين خليفة، فقام العقيد محمد وبكل خسة ودناءة طعنه ب(السونكي) في جانبه الأيمن في التاسعة من صباح يوم الاثنين 23 أبريل، عندما رفض اللواء كرار استسلام المدرعات وطالب اللواء الكدرو بالاستمرار في المقاومة. وظل ينذف بلا علاج او تقديم عون!!

٥-

ويقول العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه ( الجيش السوداني والسياسة ):

( أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام عمر البشير لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام حتى صباح اليوم التالي، حين دلف إليه حوالي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الثلاثاء 24 أبريل 1990 العقيد عبد الرحيم محمد حسين والرائد إبراهيم شمس الدين في مكتبه بالقيادة العامة، وهما يحملان نسخة من قرارات الإعدام ليوقع عليها بصفته رأساً للدولة (كما ينص القانون العسكري)، ويقول أحد الشهود أن الرائد إبراهيم شمس الدين قال للفريق عمر البشير حينما تردد في التوقيع بالحرف الواحد: «يا سيادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص».. فوضع الفريق ـ الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم ـ يديه على رأسه للحظات، ثم تناول القلم وهو مطأطئ الرأس، وقام بمهر قرارات الإعدام التي تم تنفيذها بالفعل قبل ست ساعات مضت على أقل تقدير!!).

٦-

كتب غسان:

***- جرت محاكمة عاجلة للضباط بعد فشل انقلابهم، وتشكلت لهم محاكم (صورية) بكوادر الجبـهة الإسلامية في السجن الحربي ب(كرري) وعلي رأسها:

1- محمد الخنجر، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الأولى.

2- سيد فضل كنّه، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الثانية.

3- صديق الفضل،عضو المجلس الأربعيني، وعضو المحكمة الصورية الأولى.

4- سيف الدين الباقر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.

5- الجنيد حسن الأحمر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.

6- محمد علي عبدالرحمن، ضابط الاستخبارات العسكرية ممثل الاتـهام في الصورية الثانية.

٧-

***- صـدرت الاحكام بالاعدامات، وتم التنفيذ فور صدورها،

***- أما مجموعة التنفيذ التي قامت بإطلاق النار، فقد كانت تحت قيادة الرائد محمد الحاج من أمن النظام، ومعه مجموعة مكونة من عشر كوادر، تم اختيارهم بعناية، ويتبعون جميعاً لأمن الجبهة الإسلامية، وكانوا يعملون في ذلك الوقت في جهاز أمن الدولة تحت القيادة المباشرة للدكتور نافع على نافع.

٨-

كتب غسان:

***- هنالك حدث جدير بالتسجيل والتوثيق، وهو الحالة التي كان عليها المقدم بشير الطيب حينما أُعدم، فكل القوانين العسكرية على نطاق العالم لا تجيز تنفيذ حكم الإعدام في أي مصاب يحتاج إلى علاج، خاصة إذا كانت الإصابة من جرح ناتج عن معركة أو اشتباك مسلح.. برغم ذلك أُعدِمَ المقدم بشير وهو مصاب بطلق ناري إصابة بالغة، ونورد أدناه ما كُتب في إحدى المجلات العربية: «أصيب المقدم بشير الطيب بجراح بالغة بعد أن أطلق عليه النار سائق الرائد إبراهيم شمس الدين أمام بوابة القيادة العامة. رغم ذلك، فقد تُرِكَ ينزف ولم يرسل إلى المستشفى العسكري لعلاجه. وقد اقتيد إلى ساحة الإعدام وهو شبه ميت من النزيف الحاد».

٩-

***- اما عن عمر البشير فانه لم يتدخل بأي شكل كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة.. لم تتدخل قيادة القوات المسلحة بدءًا برئيس هيئة الأركان ونوابه.. لم يكن هنالك أي دور لفرع القضاء العسكري المناط به التحقيق القضائي وصياغة لوائح الاتهام في أي جريمة تقع داخل القوات المسلحة.. أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام.

قصاصات قديـمة تحكي عن وقائع

واحداث انقلاب ابريل رمضان 1990

************************

١-

فى ذلك اليوم قطع التلفزيون القومى برامجه ليذيع بيانا قصيرآ انه قد تم التحقيق مع الضباط المشتركين فى المحاوله الأنقلابيه وتمت ادانتهم والحكم عليهم جميعآ بالأعدام وتنفبذ الحكم.

٢-

***- نزل خبر الاعدامات علي الناس كنزول الصاعقة ، وراحوا يتلفتون بذهول واستغراب شديدين في كل الاتجاهات عسي وان يجيئهم من يبشرهم وينفي الخبر الشـؤم. لكن بعد تاكيد الخبر بشكل رسمي ، نسي الناس امور الاستعدادات للعيد، وتركوا كل سؤال عن احتياجات الاسر ومتطلباتها والنزول للاسواق لسترة الاهل ومظاهر العيد. كان كل بيت سـوداني في كل الارجاء يعتبر بيته محل عزاء علي ارواح الشهداء.

٣-

***- كان باقيآ علي إنتهاء شهر رمضان اقل من ٤٨ ساعة ، راحوا فيها الناس يبتهلون لله تعالي في الشهر الكريم ان ينزل جام غضبه وسخطه علي القتلة الذين لم يراعوا ابسط حقوق المتهمين المعتقلين في محاكمة عادلة، خصوصآ ان الانقلابيين لم يطلقوا طلقة واحدة في اتجاه ضباط وجنود السلطة، وإرتضـوا بالاستسلام بعد اتفاق (جنتلمـان) مابينهم وسوار الدهب.

٤-

***- توجهت الملايين في هذين اليومين ما تبقي من شهر رمضان للصلاة بالجوامع كالعادة في كل شهر رمضان وحتي الانتهاء من صلاة التراويح، الا انهـم خصصـوا كل دعواتهم في ان يقتص الله تعالي من الانقاذ، ويـحرق نسلهم ويوقف نطفتهم، ويذيقهم في الدنيآ عذاب الأخرة ويجعل نهاية كل واحد فيهـم اسوآ من نهايـة هتلر وجنرالاته.

٥-

***- راح الرائد شمس الدين يطوف بحرسه الـمدججين بالسلاح علي منازل اسـر الشهداء ليمنعهـم من اقامة اي عزاء او اي مظهر من مظاهر الحزن، ارهب الناس لا بقوته او بشخصـيته العسكرية وانـما بالعشرات من حرسه وبحجم وكثافة عربات القوات المسلحة التي كانت تحت امرته وترافقه في شكل مظاهرة عسكرية تجوب الشوارع طولآ وعرضآ بشكل استفز كثيرآ مشاعر الاسر المكلومة.

٦-

***-  لـم يـكن عـيد الفطر في ذلك العام ١٩٩٠ عيــدآ، بل يعتبـر -ومازال يعتبر منذ ذلك اليوم والي الأن- واحدة من أسوأ الاعياد التي مرت في تاريخ السودان بعد الاستقلال (بجانب يوم وقفة يوم الأضحي عام ١٩٩٨ “مجزرة العيلفون”). كان عيــدآ مـر الا عنـد أهل الأنقاذ القتلة.

٧-

***-  تم دفن الضباط بعد تنفيذ احكام الاعدام فيهم بمنطقة جبل (المرخيات) في مقابر جماعية مجهولة المكان، وترفض وزارة الدفاع منذ عام ١٩٩٠ حتي اليوم اخطار أهالي الشهداء باماكن قبورهم ذويهم!!، قامت هذه الأسر المكلومة بتقديم عرائض للمسؤولين الكبار في الدولة ووزارة الدفاع لمساعدتهم في معرفة القبور، الا ان كل هذه العرائض لم تجد الاهتمام من احد، وقاموا ايضآ بمظاهرات امام الامانة العامة لمجلس فقمعت المظاهرة بعنف!!

٨-

***- الشكر وكل الشكر لبعض المواقع الالكترونية السودانية التي وثقـت اجزاء كثيرة وهامة من هذه الاحداث التي وقعت في ابريل رمضان ١٩٩٠، ومازلنا نجري خلف الجديد المثير الذي لم يستكشف بعد من اجل صياغة تاريخ سوداني جديد.

bakrielsaiegh@yahoo.de

التعليقات( التعليقات الواردة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الصحيفة)

لا تتردد في ترك التعليق…

الأسم ( ضروري )

البريد الإلكتروني ( ضروري )

الموقع الإلكتروني

ح

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

معاً ضد ترحيل طالبي اللجوء إلى السودان

Share this on WhatsAppدعوة للتجمع أمام وزارة الخارجية احتجاجاً على إجراءات ترحيل طالبي اللجوء السياسي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.