أين أجد سادتي الأماجد تنظيما” سياسيا” من هذه التنظيمات يكون مشبعا” بهيكلة وبرنامج سياسي متوازن تكون مداخله ومخارجه مسرجة بالديمقراطية عملا” وتطبيقا” ، تختلط فيه كل الألوان بلونية المساواة ، وتتوشح منابره بسمو العدالة ، والحقوق الواجبات ، وحتي يسرد لي تفاصيله طفلا” صغير برنامجه قبل أن يشرح لي الكبير ، ولا كبير في هذا التنظيم إلا الإمكانيات والمقدرات ؛ والكل فيه ينتظر دوره في القيادة ، وحقيقة لم أجد !! متي يولد مثل هذا التنظيم ؟ الذي لا يعرف الاسماء والارقام فاسماءه تبادل الفرص ، وأرقامه يتبادلها الجميع ، تكون ملامحه صورة لمعني الوطن والمواطن .
كيانا يضمن لي ولكم بأن القادم هو أفضل ، ومستقبل زاهي ويكون عبارة عن لوحة يجيد رساموها فن اللمسات الابداعية الراقية التي تتدفق بيانا” وسحرا ، وتتداول فيه المقدرات و الامكانيات المناصب ، وليست الاسماء والأشخاص .
عندما يطفوا هذا التنظيم علي سطح بلادي ، وتتموسق فيه الديمقراطية كالموسيقي وتحرك المشاعر ، وتتدفق فيه الحرية كمسماها ، وتنصهر فيه الألوان لتعكس لونا واحد وهو المساواة ، وتتحرك فيه الموازين تحوي معاني العدل ؛ عندها لا نهتم بالدولة اذا كانت علمانية او مدنية او اشتراكية ، ونصب جل اهتمامنا بمولودنا الجديد الذي نتكفل به لنكون له الأم الرؤوم ، فقد خرج من رحم المعاناة معافيا” تسرب من طاقات العلا ليضئ المسافات ، ولن نحطم الأهرامات القديمة ، ولكننا سنضعها تذكرة لأجيالنا السابقة ، ولن نقول انها اخفقت ، ولكننا سنقول الهمتنا ، وارتبطت تواريخها بماضي المواعظ ، وسيكون علينا حماية مولودنا وثورنتا التي ستصنع لنا وطنا” خالي من الشموليات والديكتاتوريات ، وحكم التوريث ، وتلفظ تحتها جميع الوساطات ، فتبقي وساطاتنا هي مقدرانتا ، وأمكانياتنا وفرصنا متاحة للجميع ، وما تجود به علي وطنك هو مسارك للخلاص ، وممشى للتحرر ، وستكون دمائنا رخيصة نهبها لتسيل في تراب الوطن ، لتفتق قمحا” ووردا” ، وعدا وتمني .
ولن تنتابنا الهواجس والكوابيس مرة اخري ، فوطننا لن يتقزم ولن يرضخ ، وارضنا لن تئن تحت وطأة الظلم مرة أخري ، وسنان رماح الطاغية لن تعبث بترابها وتهدر ثرواتها كما اهدرتها لسنين عددا .
بعد ان تركها كمقبرة نتوجس خيفة عندما نمر بأسوارها ولا نملك سوي ترتيل آيات لساكنيها كلما تذكرنا ضحاياها .
محور أخير :
مناضلو وطني الأشاوس الاماجد الأبرار ، انظروا لوطنكم من زاوية الشعب ، من منكم نفذ الديمقراطية في نفسه ؟ حتي يطلبها من الطاغية وعصابته ، ومن منكم تداول التغيير الديمقراطي في تنظيمه ؟ ومن منكم آمن بالعقاب لديكتاتوريات ولم يتزحزح من قراره ، حتي يبين لهذا الشعب أنه يستحق أن يكون البديل لثورة التغيير ، ومن منكم علم الشباب معني السياسة وزرع فيهم الثقة ، وفتح لهم الطرقات ليعتلوا المناصب ويكونوا خير معين؟ ، ومن منكم لديه مساعدين ونواب ليدربهم ويدرسهم معني الوطنية ؟، ومن منكم قرب الشباب وفتح لهم الأبواب ليدخلوا آمنين مطمئنين وزكاهم ، ويكون بذلك قد سلم الراية ليرتقي حاملها من بعده بلا مصالح ولا توريث .
( لا احد ! لا احد) !!!.
علموا شبابنا معني الوطنية .
ودربوهم علي المناهج السياسية .
وأولوهم الثقة حتي يكونوا علي قدر المسئولية …
Ghalib Tayfour