الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

ثقافة الجهل …

كثيرا” من الناس تدهشه عدم رغبة المواطن في التفاعل مع المعارضة وعدم الولوج كمدافع حقيقي ومتصدرا” للمشهد ومساندا” مهموما” بقضايا الوطن ، رغم علمه بسوء نظام (البشير) وما وصل اليه الحال من تدهور مريع مما جعل الجميع يتوقع إنهيار حكومة (البشير) في أي لحظة ؛ ومن جراء ذلك انطلقت عصابة (البشير) تفتح ابوابها منذ قدومها في كل الاتجاهات وتستنجد سرا” وعلانية بتثبيت أركان حكمها الفاسد حتي تسربلت في دهاليز الوطن ، وحركت معاول الهدم بكل الإتجاهات المعاكسة للإصلاح ، وباعت صكوك الغفران ، ووزعت الحور العين ، وسكبت رائحة الجنة في كل بيت وانتشرت سرادق العزاء بدماء بنيها الأبرار ، ورغم ذلك لم تفلح في سعيها ، فنشرت خرائط الوطن تهبها بدراهم معدودات سطحا” وبرا” زراعة” وعمرانا” ولكن التهتك الإقتصادي حال دون مبتغاها ، لهشاشة البنية التحتية لوطن مشروخ ، وإحجام ابناءه في تقوقع ، وهروبهم في كل بقاع العالم ، وهذا ما أبرز الصورة كاملة للمستثمرين ، كما أن التردي للخدمات الصحية ، والأوضاع المعيشة أورده موارد الهلاك .
وكل ذلك والمواطن المغلوب علي أمره متقوقع  ، يتواري بغطاء الخوف من القادم ، وخفايا المستقبل المبهم تتناوشه ، ونظرته المتوجسة من صراعات الساسة المعارضين ، وإنسلاخاتهم في كل حين وإنزلاقهم اطرافا” مساعدة لعصابة (البشير) متوشحين بالمصالح الشخصية ، ومتوهطين داخل منظومة الفساد ، وضاربين الأمثال بسوء خباياهم ، جعلت المواطن يؤمن بحسن تنبؤه ، وقاطعا” الشك بأن لا خير في هذا ولا ذاك .
كما أن السياسيين الموجودين في الساحة السياسية يتقمصهم اللغط ، ويعتليهم التكبر  والاستعلاء ، وهذا ما يخلق التباعد الفكري لايصال القضايا المطلبية للمواطن البسيط ، ويصنع بعدا” تنويريا” لترسيخ مفاهيم الثورة ، فإغلاق بوابة التوحد في قالب واحد وتجنب المواطن للإصطفاف مع المعارضين لصناعة دفاع مشترك ، وعدم جلوس المعارضين لإيصال مفهمومه ، ومنحهم حقوق الرأي والرأي الآخر للمواطنين ، وطمأنته بتوحد الرؤي ، وترسيخ المفاهيم التعبوية ، جعلت هنالك شرخ واسع بين الشعب والمعارضة ، ولايزال المواطن والمثقف يطمحان في الإستزادة وفتح البصيرة ليذودوا عن قضيتهم وكي يتملكهم احساس أصيل بانهم جزءا” أصيلا” ، ولكن وجود الجدار العازل الذي يصنعه قادة المعارضة ، واخبارهم التي ترد للمواطن من خلال فوهات صغيرة من خلال البندقية او الناطق الرسمي لكياناتهم شكلت هاجسا” للوطن والمواطن .
إن التواصل المجتمعي للقيادات المعارضية وإزالة الستائر المغلقة ، وتوضيح الأطروحات بدون تعتيم أو ضبابية ، وفتح أبوابهم للمواطنين والتواجد معهم في خندق واحد يسقط جدار الخوف ، ويخلق مفهوما” مشتركا” ودفاعا” موحدا” ، ويكون عاملا” محفزا” للإنتصار في القضايا الوطنية ، وما يعلمه الجميع ان أطروحات المعارضة ملغومة بعد غياب القيادة وعدم توضيحها للحقائق فامست تنبعث من اطنابها روائح الأثنية والقبلية ، وتنضح بالمكايدات ، ومنحوت في جوفها المصالح الشخصية ، ولا يوجد فيها سوي اسماء معروفة تتداول المناصب  ، وجميع قادتهم يتجنبون المواطن السوداني ، مكانيا” وزمانيا” ولا يحظي منهم الا بقصاصات ترددها المواقع الإعلامية .
فكيف تقنعني بأن أدافع عن عن مستقبل مبهم ، وقادم مغلف ، وأصطف لأقاتل  مع قيادات لم اراها ولم تراني ، ولم تتوفر لي مسامرتها ، حتي اثق في خياراتي بحسن إختيارها : فربما يكون (البشير) وعصابته الفاسدة ملائكة رحمة بالنسبة لهم ، إن الشعوب لا تحتاج لفلاسفة واستعلائيين ، ولكنها تحتاج لقيادات تصطف معهم قدما” بقدم ، وتمنحهم الأمان والإطمئنان بوجودها بقربهم ، وتشرح لك حقوق المواطنة لسان بلسان ، وتشعرهم بالتداول الديمقراطي في منظومتهم ، وتوليهم حقوقهم الأصيلة في القيادة ، فتبعث في نفسهم الأمل بمستقبل يستحق أن تذود عنه وقضية تهدر فيها دمائك راضيا” مرضيأ .
الفشل الذي ينتاب المعارضة في جهل مثقفيها وعدم وعيهم وأدراكهم في ترسيخ مفاهيم الثورة وكيفية محاربة الأنظمة الشمولية ، وإقناع المواطن البسيط ، بمعاني الديمقراطية وحرية الراي ، تحتاج منا إعادة صياغة ، فنحن نشأنا في بيئة المثقف فيها يتجنب الأمي حتي لايلوث سمعته ، والقرارات بيد الكبير السن ؛ وليس كبير العقل ، وحتي الآن لايعرف المثقفين الفرق بين الوعي ، والثقافة ..
(القلم ما بزيد بلم )
اصطفوا قيادة وشعبا.. فجميعنا خلقنا من تراب …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.