الأحد , مايو 12 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / فتحي الضو في منتدى كمرات: اخترقنا الأمن الشعبي في أعلى مستوياته – شاهد الصور والفيديو
233128.jpg

فتحي الضو في منتدى كمرات: اخترقنا الأمن الشعبي في أعلى مستوياته – شاهد الصور والفيديو

لابد من دولة علمانية تراعي التعدد لكل الشعب السوداني وموروثاته233128.jpg

Alrakoba

عبدالوهاب همت

في واحدة من أجمل أمسياته الثقافيه استضاف منتدى عبداللطيف كمرات في كارديف مساء الامس 30 أبريل وفي قاعة مركز التاريخ والفنون الاستاذ الصحفي فتحي الضو والذي تحدث عن كتابه ذائع الصيت بيت العنكبوت، كما تناول الشأن السياسي والسيناريوهات المتوقعة.

في البدء شكر الاستاذ فتحي الحضور وشكر المنتدى والذي قال عنه أن سمعته ضربت الافاق، كما تقدم بالشكر للاستاذ نزار عتيق صاحب دار شفق للطباعة والنشر. وقال: أعتد أن أحيي أناساً آخرين يروننا ولانراهم لأنهم أصبحوا في برزخ آخر، ولم ينتظروا اليوم الذي حلموا به طويلاً .. مرت علينا سنوات عجاف .. أكثر من ربع قرن .. سنوات حالكات … كنا نظنها أزمة سياسية فاذا بها أزمة أخلاقية شاملة، ضنك في العيش، وفساد في الذمم، وتدهور في الأخلاق. وشعب أصبح هائماً في الخارج وحائراً في الداخل، ليس حصراً في أنه في هذه السنوات الكالحات رحل عنا عبدالعزيز العميري قبل أن يكمل أنشودة الحب والوطن، رحل علي عبدالقيوم بجلال وهيبة الشعراء وهو يتلو علينا:

أي المشارق لم نغازل شمسها
ونميط عن زيف الغموض خمارها
أي المشانق لم نزلزل
بالثبات وقارها
أي الاناشيد السماويات لم نشدد
لأعراس الجديد بشاشة اوتارها

رحل عنا مصطفى سيداحمد وهو يحمل بمينه حزنه النبيل ويهش به على الفقراء والكادحين والمناضلين:

والله نحن مع الطيور 
الما بتعرف ليها خرطة 
ولا في ايدها جواز سفر

رحل عنا الذين اغتالتهم الأيدي الآثمة في بيوت الاشباح والجامعات والطرقات .. التاية أبو عاقلة، محمد عبدالسلام، علي أبكر، محمد موسى بحر الدين، أبوبكر حسن طه، محمد الصادق، علي فضل، عبدالمنعم سليمان، علي الماحي السخي.
رحل عنا شباب غض كانوا من البراءة بمكان .. مجدي محجوب محمد أحمد، والقبطان جرجس القس بطرس، واركانجلو داقاو.
قتلوهم بعد أن وصموهم بتهمة أصبحت دينهم فيما بعد. وكعبتهم التي يطوفون حولها آناء الليل وأطراف النهار.
رحل عنا في الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن ثمانية وعشرون كوكباً انتثرت فقبروا عشية عيد الفطر الحزين، وما يزال انين بعضهم يزلزل الأرض زلزالاً.
رحل عنا محمد عثمان وردي شامخاً كالطود الأشم وما تزال في آذاننا كلمات محمد المكي:

إنني أؤمن بالشعب
حبيبي وأبي
وبأبناء بلادي الشرفاء
الذين اقتحموا النار
وكانوا بيد الشعب مشاعل
وبأبناء بلادي البسطاء
الذين انتفضوا في ساحة المجد
فزدنا عددا
وبأبناء بلادي الشهداء
الذين احتقروا الموت
وعاشوا أبداً
ولأبناء بلدي سأغني
للمتاريس التي شيدها الشعب نضالا وصمودا
ولأكتوبر مصنوعاً من الدم
شهيداً فشهيدا ..
وله لما رفعناه أمام النار
درعا ونشيدا
وله وهو يهز الأرض من أعماقها
ذكرى وحيداً

رحل عنا شهداء بورتسودان كما ترحل النوارس نحو مرافئ بعيدة في غياهب البحر الأحمر.

رحل عنا شهداء كجبار كما النسمة في هجير صيف الشمال الحارق وفي قبضتهم صاع من تراب، وصاع من تمر، وصاع من ألم.

رحل عنا شهداء أشاوس فيما أسميناه في حقبة نضالية بالجبهة الشرقية، وما أكثر جبهاتنا .. لم نلقِ عليهم نظرة الوداع الأخيرة، أو نشيّعهم كما يشيّع الأبطال الصناديد في معارك الحرية والكرامة.

رحل عنا أكثر من مئة يافع في معسكر العيلفون، هربوا من الموت إلى الموت، لم تثكلهم أمهات تحجّر الدمع في عيونهم وتيبّس الحزب في أفئدتهن.

رحلت عنا سارة الفاضل محمود سيدة تعطرت بمسك النضال ضد أنظمة السوء، ذاقت مرارة السجون، وختمت حياتها بعد ساعة واحد من اجتماع لمناقشة قضايا السلام في بلد عزّ فيه السلام

رحل عنا حرّاس السلطة الرابعة .. رحل عنا أحمد عبدالمكرم، وديع خوجلي، زين العابدين أحمد محمد، وبشار الكتبي، سامي سالم، ،وحيدر طه، متوسدين جراحهم وأحلامهم وطموحات نون والألم.

رحلت عنا عوضية عجبنا … جاءها الموت في عقر دارها. قتلوها ومشوا في جنازتها كما يمشي اللئام في جنائز الكرام.

رحل عنا الحاج مضوي محمد أحمد الذي صال وجال وهو يبشر بالديمقراطية ، الخاتم عدلان الراهب للفكر والمعرفة، ومحمد ابراهيم نقد الذي ظنناه اختفى مؤقتاً في دروب النضال، الجمالي جمال الدين القائد الشرس، رحل الالاف في دارفور، القائد العظيم جون قرنق.
رحل د. عمر نورالدائم فقيراً وكان وزيراً للمالية، رحل د.خليل ابراهيم مغدوراً وواقفاً كما الاشجار، والتجاني الطيب آخر الانبياء السياسيين.

ومن ثم تعرض الى ما يحتويه كتابه “بيت العنكبوت” والذي يكشف اخطر وثائق الامن الشعبي وهو الجهاز الذي سوف يحل محل الجهاز الرسمي والذي يترأسه محمد عطا وهذا الجهاز لدية السطوة على كل شئ وذكر أنه أختار له العنكبوت عنواناً لان العنكبوت كائن بلا اخلاق وسلوكياته تشابه سلوكيات الاسلامويين وأَضاف: لقد استخدمت فقط 51 وثيقة من ضمن مئات الوثائق التي وصلتني. وواصل: “هذا الكتاب يوضح مدى الاختراق الذي مارسه هذا الجهاز وبين كل الفئات والقطاعات، أما اختراقنا للامن الشعبي فقد رصدناه مدعوماً بالوثائق وشمل حتى عماد الدين حسين مدير الجهاز ومن المهم القول ان أفراد هذا الجهاز يعملون فيه من غير رتب معروفة وان لديهم وظائفاً أخرى ومكاتب في مختلف الاحياء السكنيه وأماكن العمل، وكشف لنا المصدر عن جرائم القتل التي لاتسقط بالتقادم وأسماء القتلة وأين هم الان“.
وان الكتاب يضم اسماء هم الآن في ذمة الله لذلك كان لابد من الدقة والحرص طالما أنهم أصبحوا لايمتلكون حق الرد. وقد لاتتصوراً كم الرهق والارق الذي أصابني خلال مدة عامل كامل وأنا أكتب هذا الكتاب، وكنت أحسب ان الاحداث القديمه يطويها النسيان لكني فشلت في أن أنسى تلك الالام وأشعر بحجم تلك الالام في أوساط أهالي الضحايا وتعرض الى أن تجربة عفا الله عما سلف لاتصدر الا في ايام الديمقراطية وقبلها تكون الديكتاتورية قد مارست كلما هو قبيح ويجب ان لايكون هناك اي تسامح في العمل السياسي“.
كما تحدث عن أهمية التوثيق قائلاً “أننا كسودانيين ثقافتنا شفاهية ويطويها النسيان”. وتناول تجربة التجمع الوطني الديمقراطي “والتي رغم أهميتها الا أنها لم تجد حظها من الدراسة والتوثيق” . وأضاف “ان الذين يحكمون الان شرعوا في تقديم مشروعهم الحضاري عندما اغتالوا الشهيد محمود محمد طه وتمت تهيئة للجو وأعدوا ذلك بسلوك ومنهج عبدالله محمد أحمد حجاج الثقافة ايام الديمقراطية”. “والاسلامويون يريدون اقتلاع ذاكرة الشعب ولدي نموذجين الاول يتمثل تدمير وطمس معالم الثقافة السودانية في شمال السودان ومحاولة بناء السدود لتطمر كل شئ، والانموذج الثاني هو تدمير جامعة الخرطوم وترحيلها لانه تمثل الرمز الساسي الاول منذ حقبة الاستقلال والى الان”. وتطرق الى سلوك المواطن السوداني الذي أصبح لا ينظر الا لنفسه مهما كبر حجم الاهوال وتضخمت والانظمة الديكتاتورية تزرع الاحقاد بين الناس وكلما امتدت عمر الديكتاتورية تحول الانسان الى كائن متبلد وفي ظل الديكتاتورية تتنامى مشاعر الخلاص الفردي، كما يرتد الناس الى القبيلة.
والانقاذ التي أشعلت أوار الحرب في معظم مناطق السودان تستمتع بالحروب وسفك الدماء وهناك جنوب السودان وهي تساهم بدور كبير في الصراعات الدائرة هناك . هذا وقد طرح الكاتب وفقاً لتصورة 7 سيناريوهات يمكن ان تحدث قبل سقوط هذا النظام.
تحدث كذلك عن ذهاب أكثر من مليون شاب سوداني الى مناطق التعدين الاهلي للذهب بعد أن يئسوا في الحصول على أي وظيفة، ومر على دار المايقوما للاطفال مجهولي الابوين وقال ان عدد الاطفال كان يستقبلهم المركز بلغ 12 طفلا في العام قبل 1989 والان تستقبل هذه الدار أكثر من 1000 طفل في العام.
وخلص الى أنه رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب نتيجة لفشل المشروع الحضاري لكن هذا الفشل أكد بما لايدع مجالا الى الشك ان شعباً كالسوداني متعدد الاعراق والثقافات والديانات لايمكن ان يحكم الا تحت ظل دولة علمانية وكل الشعوب التي سبقتنا في التطور سلكت هذا الدرب، وفشل هذا المشروع الحضاري جاء على لسان شخصيتين بارزتين هما صادق عبدالله عبدالماجد والمرحوم يسن عمر الامام والذي قال انه يخجل في ان يحدث الناس عن الاسلام في المسجد وفي ان يحدث احفاده في المنزل عن الاسلام . وقال الضو ان فشل هذا المشروع سيولد المزيد من التطرف الديني وانه توجد الان مئات من المنظمات التطفيرية، كما ان العنصرية سوف تتفشى أكثر مما هي عليه الان وسوف تسيطر سيادة القبيلة.
وختم حديثه قائلا لابد للقوى السياسية ان تتحد وتكتب مشروعاً للتعايش يشمل كل الاثنيات السودانيه المختلفه ويجب ان ننقذ أنفسنا وبلادنا سريعاً.
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-233128.htm

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.