قال تعالي : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما *)
(النساء:93).
عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، في الدماء))
إن الحرب التي دارت رحاها في مناطق غرب السودان بين قبيلتي الحمر والكبابيش ، واراقة دماء أبناءهم حقيقة شئ موسف ومأساة تقشعر منها الأبدان ، والسادية التي ضربت بمخالبها لبطون قبيلتيهم توحي بإنسياقهم الى جرف هاوية ، حتي أعادت الينا سيرة الجاهلية الأولي بين الكر والفر ، وكل يبحث عن انتصار قبلي بغيض ، وماذا سيكون معني الانتصار ؟ فلا مفخرة في إنتصار تكون نتيجته قتل نسيبك وقريبك وابن خالتك وفي الحروب لا تفرز الذخيرة المقتول ، وكل هذا يوضح علو كعب الامية في نفوس الفريقين ، فرغم التمازج العرقي والتصاهر الأزلي الذي شملهم سنينا” عددا الا انها لم تشفع حتي يتوقفوا ويتنادوا لصوت الحكمة والموعظة ، وما يقوم به الكبابيش او الحمر لهو قمة في التجافي والانفلات الخلقي ، فهذه القبائل تحمل في معيتها التصاهرالقديم الممتد .
فاذا حسبنا ان هذا الصراع الدائر والحرب المشتعلة وهنالك اواصر ترابط داخل بطون القبيلتين ، فكيف تسعد بإنتصار احداهما علي الآخرى!! ، وهنالك نسيب لك او لابن عمك يقطن معك داخل القبيلة يسمع صرخات انتصارك او إنهزامك.
والله إنها الانهزامية للطرفين ، ولا يوجد منتصر في هذه الحروب سوي الشيطان الذي أجج النفوس.
عودوا لرشدكم فهذا الشرخ يصعب تضميده ، وستبقي آثاره ما بقي الزمان يذكره ، ولا تندمل مثل هذه الجراح .
نعم ان هذا النظام الذي لا يستطيع ان يحمي نفسه هو المتسبب الأول والأخير ، فالاسلحة التي يستعملها المتقاتلين هي مسئولية نظام (البشير) ، كيف دخلت هذه الكمية الهائلة من الاسلحة الثقيلة للمواطنين ؟؟ وكيف تفشت هذه الأمية بهذا الشكل المزري حتي صارت نارا تاكل بعضها بعضا” ؟ وأفنت ابناء الوطن ، بسبب بعضا من الانعام او البهائم حتي تستوي عقول البشر ، مع عقل البهيمة ، ويموت الآلاف في سبيل ناقة او بقرة ، أو أبل ،ولو جاءك السارق ضيفا” لنحرتها اكراما” واعزازا” له ، والمفارقات التي ستحدث باذن الله ، ان هذه المعضلة ستحل ونسال الله ذلك. وتنحر مئات النياق كرامة وسلامة لها ، كما تعودنا من حكمائنا الأماجد ، شيوخ وامراء هؤلاء القبائل .
كل يوم نعرف مفاسد نظام حكومة البشير بضلوعها في هلاك الوطن ، بسبب تفشي الأمية والجهل الذي يحصد ابناء الوطن ، وتوزيعها للسلاح كتجارة رائجة لمنسوبي حكومته ، فلو وزعت هذه الحكومة كتابا” ونشرت التعليم ، وفتحت المدارس المهيأة لهؤلاء لحصدت المجد والسمو . ولكن ما تزرعه تحصده ، وهي زرعت السلاح فلابد ان تحصد دماء .
(قال ولنجتون لو شهدت يوما من ايام الحرب لتوسلت إلى الله إلا يريك ثانية منها ).
الكبايش والحمر ابناء عمومة وانساب جارية فلا تحرجوا انفسكم من ابناء خالاتكم ، وابناء عمومتكم وعودوا لبعضكم بسلام من رب رحيم …
Ghalib Tayfour