الحزب الليبرالي بيان مهم بشأن أهلنا الحمر والكبابيش

ظللنا نتابع بقلق بالغ واهتمام شديدين مجريات الأحداث الجارية بين قبيلتي الحمر والكبابيش والتى لم تكن الأولى وإن كانت مؤلمة فى زمن ينازع بلدنا نفسه ، وتجثم عليه الطغمة الباغية لعقود وتخطط لإطالة الم بلادنا أكثر بتحالف الانتهازيين الذي يعد له الان.
إن الحزب الليبرالي ينظر الى هذه الاحداث كامتداد الى ثقافة العنف التى ظلت تمسك بتلابيب مواطني السودان الغالب منهم ، وتقودهم حتفا نحو الهلاك ، وكنا قد لفتنا النظر أكثر من مرة أن قابلية مواطنينا الى خوض العنف  والحرب واعتبارهما مؤشرين للرجولة والنخوة ماهي الا وهم زائف يتأتي مع أمراض الجهل التى عمل النظام على تعميقها الى جانب ابقاء السلاح منتشرا وسهلا للحصول عليه ، فوق أن الحال السياسي والاجتماعي لم يترك للفرد سوى التمسك بعرقة فى سبيل العيش ولم يقدم له بديلا حلما عن حياة أفضل من أن يموت طفل فيها بسبب تعصب قبيلتة لدم لم يختاره اي من الطرفين ، وحرب يساقون اليها لاتفيد القتلى ولا القاتلين.
ايها الأهل فى القبيلتين قيادات وجمهورا :
إننا فى الحزب الليبرالي نعتبر أنفسنا أبنائكم ، ولأجلكم ولأنفسنا نخاطر بحياتنا من أجل أن ينعم كلكم بحياة رغيدة ، وينعم أطفالكم بمستقبل أفضل من الموت فى سبيل الثأر ، وإنه ليؤلمنا ونحن على استعداد للدفاع عنكم أن تنشغلو انتم بحروب بينكم ونحن نطمح أن تكونوا فى العلا مقدمين ابنائكم وتاريخكم الى العالم أجمع.
إننا اذ نتألم الى جانب كل رجل وكل إمرأة ، وكل طفل فى الجانبين ، فإننا نطلب منكم أن لاتقبلوا اعانات الحكومة لكم ، خصوصا للقادة والعمد والامراء ، إنها تلعب بكم وعليكم عبر مدكم بالمال والسلاح تارة فى المناسبات وتارة بدونها ، فالحكومة الجيدة هى من تعرض على أمير القبيلة او عمدتها مدارسا وجامعات ومشاريع تنموية لا التى تعطيه سلاحا وقنابل .
والحكومة هى من يستفيد من النزاعات القبلية والحروب ، التى تضمن لها روح الموت تسير فى مناطق كردفان العزيزة لا روح الحياة الكريمة.
الى حكومة الوطني ومن شايعها :
إننا اذ نرد العنف الى منشأ ثقافة العنف الموغلة فى الجذور فى مجتمعاتنا فإننا ايضا نعلم أنكم انتم من يبقيها على الحياة ، انتم من تتركون المنطقة بدون تعليم جيد ولا سبل عيش كريمة وتمنعون ابسط الخدمات الأساسية وفوق ذلك تتركون السلاح يسري فيها كما النار فى الهشيم ، وفوق ذلك تعدون قادتها بالمال والسلاح بدلا عن التعليم والخدمات. ويكفي أن نعلم أن ولاية غرب كردفان وجنوبها كلها ليست بهما شبكة مياة ولا كهرباء عامة ويهاجر أطفالها كيلومترات من أجل التعليم الاساسي.
انكم الان مسؤولون أكثر من ما مضى أمام هذه الكارثة ، وليس حلها بمجالس القبائل وتزويج البعض ثم دفع اموال رمزية و(ضرب السلاح) للإحتفال ، بل بتعليمهم سبل الحياة وتقديم حقوقهم لهم غير منقوصة وهو وعد نعلم أنكم لن تقدموه لكن ماضرنا أن نقوله لكم.
إن الحزب الليبرالي من هنا يدعو الى الاتي :
1.وقف القتال والتجييش وفورا من الجانبين
2.عقد مصالحة بين القبيلتين تتضمن أن لاتتحارب القبيلتان مستقبلا ابدا وأن يتم تقديم كل صراع بينهما الى المحاكم مع العمل على نشر ثقافة السلام بدلا عن العنف والاحتكام للعقل بدلا عن البندقية
3.مطالبة القبيلتين بالخدمات الأساسية من تعليم اساسي وثانوي لكل منطقة وخدمات المياة والكهرباء والأمن والصحة وتوفرها وأن يشرف على ذلك زعماء القبيلتين
4.العمل على توفير قطاعات انتاج اخرى غير الرعي للشمال والزراعة والرعي للجنوب عبر بناء مصانع تحويلية هناك وبناء الجدار الأخضر واستصلاح الأراضي للمشاريع الزراعية الكبري من حمرة الشيخ الى ابوزبد ، مع توفير المراعي الدائمة وتوطين الرحل وتعليمهم مدخلات انتاج ثانوية من الزراعة والحيوان حتي يرتفع الدخل اكثر من الان وتتوفر شروط الحياة الأفضل
شعبنا الكريم :
إن الشجاعة ليست فى الموت من أجل قبيلة أو عرق ، بل الشجاعة فى الحياة من أجل طفل أو طفلة مع وعد حياة أفضل وتطور الوطن والبلاد والعالم ( والصبر على الوعد ) ، إن الشجاعة هي تقديم الخير للعالم لا جلب الدمار والقتال اليه.

4 ابريل 2017