لنعرف ماذا نريد !!! …

الإختلاف الواضح بين حكومة البشير ومعارضة التغيير  تكمن في أن حكومة (البشير) تعرف ماذا تريد ، اما معارضة التغيير التي تبحث عن التغيير فلا تعلم أين المسير ؟!.
إن ما يحدث في (الحركة الشعبية) قد إحتسبناه شأن داخلي وقلنا ذلك سلفا” وان الحركة الشعبية قادرة أن تضمد جراحها ، والإبدال والإحلال ماهو الا سنة من سنن الحياة ، ومنح الفرص للعطاء  من مواقع أخري ، ولا يهمنا تنظيمها الداخلي ، ولكن يهمنا برنامجها الخارجي الذي يجعلنا نعزف مع جميع الكيانات بنغمة متآلفة ، بعيدا” عن النشاز حتي نريح الوطن .
هنالك السن بدأت ترفع صوتها وتنادي بالإنفصال والحكم الذاتي ، وهو حق مكفول ، ولكنه يتنافي مع مبادئنا ، ونحن نجزم ان الذي ينادي بالإنفصال والحكم الذاتي سيكون هو خصمنا مثله مثل نظام البشير ، قلناها سابقا” ونقولها اليوم عيانا” بيانا” ولا نعرف المواربة والدهنسة ، لا يمكننا أن نقاتل في صفوف من يضعون في دساتيرهم بنودا” تمزق الوطن وتشتت بنيته ، وقضية الوطن تكمن في نظامه الفاسد وليست في أرضه .
والجميع يناضل من أجل سودان واحد موحد ، يحمل في طياته الحرية منهجا”، والديمقراطية نظاما”، والعدل مسارا”، والمساواة اختيارا” ، ولن يكونوا جهلاء سذج كيما يضعوا نصب اعينهم نوازع الانفصال  والتشرزم ، والذين في قلوبهم زيغ ، فنحن نتبرأ منهم اليوم قبل غدا” .
ان نظام البشير ومنسوبيه الفاسدين هم معضلة الوطن واصحاب جرحه الغائر ، والتمويه والتحوير لجهات وكيانات اخري ، لا يعد الا تزرعا” ، والقضايا الإنصرافية التي يتفوه بها بعض القادة وحديثهم عن النخب والجلابة ، ما هم الا قلة من المرضي فزادهم الله مرضا” .
نشأنا وترعرنا في أرض الوطن الواحد ،ولم نعرف من هو النوباوي والدينكاوي والدنقلاوي والجعلي ووو ؛ الا في ظل هذا النظام العنصري البغيض ، ونريد أن نعيد الأمور الي نصابها ، ولا نريد أن نقول ان أولاد غرب السودان هم أول من دقوا الطبول لهذا النظام وساندوه ، وحموه وكانوا له درعا” بخيولهم وسيوفهم ، ولا نريد ان نقول ان ابناء الشمال جاءوا يتسلقون في الوظائف كالسرطان ، ولا نريد حتي لا ننبش الماضي البعيد .
ولكننا نريد أن نقول أننا يجب أن نتوحد ، ونتفق ، ونزيل هذا الطغيان ، الذي استشري وانتشر وامسي بعبعا” ، ونحن بين من قدم ومن تقدم .
الأوطان تبني بالمحبة والسلام ، وتزرع بالحقوق ، وتوزع بالمساواة ، وتحفظ بالديمقراطية ، وتملأ باحاتها بالحرية .
إن مشكلة الوطن ليست في النظام الذي سنحكم به ، ولا نوع الحكم الذي سنتفق عليه ، ولكن مشكلته تبقي في كيفية أن نجلس جميعا لنتفق علي نظام واحد موحد .
وحتى يتم ذلك لننفذ الديمقراطية في معارضتنا اولا”،  ومن ثم نأخذها بحزافيرها لننفذها داخل أسوار وطننا ، وتبقي العلة اننا جميعا” قادة فيما بيننا ، ونحن جميعا سادة فيما بيننا ولا نقبل بالرأي والرأي الآخر ، ونحن أكبر من التوجيه !.
نقطة نظام :
النضال هو البذل والعطاء والسخاء الغير محدود ، ونحن شعب شحيح تجاه الوطن ، كريم مضياف نفتح ابوابنا (للغاشي والماشي) ونسقي لبن العصفور لزوارنا ، اما لو طلب منا جنيه من أجل الوطن تتغير الوجوه ، وتغلق ابوابنا ! افتحوا أبوابكم ، وجيوبكم ،وقبل ذلك عقولكم  لوطنكم فنحن جميعا ضيوفا” عليه ، فلنكن ضيوفا” خفيفي الظل عليه …

Ghalib Tayfour