الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *جنوب كردفان .. كذب على رؤوس الأشهاد* *ووصاية وتعالي على المظلومين*

*جنوب كردفان .. كذب على رؤوس الأشهاد* *ووصاية وتعالي على المظلومين*

#الهدف
#الهدف_اراء_حرة

*بقلم/ أحمد مختار*

حين نقول أن قيادات مصنوعة تسلطت على رقاب الناس في غفلة من الزمان ، ليست لها دراية بتاريخ المنطقة ولا بخصائص أهلها ، حين نقول ذلك لا نفتري على الحقيقة ، ولا نرمي القول على عواهنه تعالوا نقرأ  الحوار الذي أجراه الزميل أسامة عبدالماجد مع والي ولاية جنوب كردفان اللواء د. عيسى آدم أبكر على صفحات جريدة آخر لحظة الصادرة يوم الخميس 16/3/2017 – العدد (3739)  أول ملاحظة على الحوار أن الوالي وكل رموز السلطة أصبحوا يقللون من الإستشهاد بالآيات القرأنية والأحاديث النبوية حين يتعلق الأمر بالدنيا ومفاتنها والمال والجاه والمناصب  ولفت نظري قول الصحفي أسامة عبدالماجد ( كان مزاج الوالي رائقاً ربما لأنه كان في طريقه إلى الأستاد لحضور (حفل غنائي) – الأقواس من عندي – ، أول سؤال وُجه للوالي الدكتور ( كيف تنظر لمشكلة جنوب كردفان ؟) ، قال في رده ( في الكتمة في 2010 يقولون لك أخرجنا أولادنا بصعوبة … ألخ ) ، فالوالي لا يعرف متى حدثت الكتمة لا اليوم ولا السنة وهو ( يعالج في الحالة النفسية السلبية ) فمن مهندس صار الوالي اليوم طبيب يعالج في الحالة النفسية للمواطن في الولاية !!
والوالي لا يعرف متى بدأت الحرب في جنوب كردفان وهذا قوله ، إن مواطن الولاية تأثر بالحرب منذ 1983م و التي كانت أعنف من الحرب الأخيرة ، ألم أقل لكم أننا أُبتُلينا بمسئولين يجهلون تاريخنا وخصائص أهلنا ، فبربكم هل كانت هناك حرب في جنوب كردفان في العام 1983م ، نسأل الوالي أين كانت الحرب في 1983م في المنطقة وكُلنا شهود أحياء نمشي في طول الولاية وعرضها على أرجلنا وفي كل مدنها وقراها لا نخشى شئ ، ولا نعرف كلمة حرب، بداية الحرب وأول طلقة أطلقت وأول هجوم على قرية موثق ومعروف للجميع ولكنك لم تسأل الذين يعرفون .
ومضت إجابات الوالي د.عيسى آدم أبكر مرتبكة ومُلتبسة ومتناقضة كأنه يتحدث عن ولاية لانعرفها ، يقول في مكان آخر من الحوار  *منذ جئنا كان همنا بسط السلام خاصة في المدن الرئيسية* ، وهل السلام في المدن فقط وهل كانت الحرب في المدن أصلاً .( نزعت الهلع من نفوس الناس ، الآن تزف العروس من كادقلي إلى عريسها بمناطق التمرد . والزيارات متبادلة ولم نعد نستخدم مصطلح الطابور الخامس ولا نعتقل أحداً ، ولا جريمة لو إتصل أي مواطن بالمتمردين  ، كلام جميل أن كان الأمر سياسة متّبعة من الوالي وحكومته وأجهزته المختلفة . ولكنه لم يحك لنا عن حالة الطوارئ المسلّطة على رقاب الناس منذ الكتمة . ولا كيف نزع الهلع ولماذا كان يطلقون على الأبرياء مصطلح الطابور الخامس ولاحالة الانفلات الأمني التي تعم الولاية، ولا حالة الحصار الشامل لكل مدن الولاية الرئيسية ، ولا قطع الطرق، ولا إنتشار السلاح بصورة كثيفة في أيدي المواطنين، ولا النزوح الدائم لسكان الولاية حتى غدت بعض المدن مجّرد أشباح أو معسكرات للقوات النظامية  فعلى من يكذب الوالي ؟ ، على أهل الولاية أم على السلطة في المركز؟ . وفي عصر الفضاء المفتوح والعالم القرية، هل يحتاج إنسان أن يحدثه آخرون عن حقائق تتعلق بواقعه وأهله .
أما أغرب إجابات الوالي وأكثرها سخرية فهي النصيحة التي قدمها لأبناء الولاية، أقول لأبناء الولاية خارجها إن جنوب كردفان أحسن لكم من ألف خرطوم أو قضارف أو شمالية
( هل تصدق ؟ ) السؤال وجهه الوالي للصحفي ( أن منجم واحد فيه 25 ألف مُعدِن ، 95% منهم من خارج الولاية ، من دارفور والشمالية ، والولاية غنية بمواردها ، فالذهب على سطح الأرض ، وفي محلية الليري يفوق الخيال ) أبناء جنوب كردفان لا يعلمون حجم الخير في الولاية وما قادرين يستوعبوا بلدهم فيها خير قدر شنوفالوالي يريد أن يعطي أبناء الولاية دروس في الوطنية وحب الأرض والإنسان  والأصالة  بدل النزوح في ( ديا سبورا ) الغربة الداخلية في مدن الخرطوم والقضارف والشمالية ، فهل يجهل الوالي إلى هذا الحد الأسباب التي حدت بالملايين من أبناء جنوب كردفان إلى الرحيل القسري والغياب المر عن أهلهم ومدنهم وقراهم؟ . وهل أبناء جنوب كردفان في حاجة إلى ( والي ) يذكرهم بخير المنطقة و إمكاناتها ومواردها؟ ، ومتى كان الإنسان في تلك الديار يغادر إلى الخرطوم والقضارف ولا يعود ،؟ ولماذا يتغابى الوالي عن الحقيقة القاسية والساطعة وهي أن الذي دعا أبناء الولاية للنزوح إلى أطراف المدن في الخرطوم والقضارف والشمالية هو الموت المجاني والقتل على الهوية والقبيلة والتعذيب وفقدان الإحساس بالإمن والشعور بالكارثة المحدقة بالجميع؟ . فجمال جنوب كردفان وخيرها الوفير في ظاهر أرضها وباطنها نحدثك نحن عنه . فقط نريد أن تحدثنا عن متى توقفوا الحرب وترحل أنت وكل من شاكل منهجك وناصر سياستك من أبناء الولاية نفسها .
ويقول الوالي مترتبات الحرب خلقت عدم ثقة بين المواطنين عامة. وفي مكان آخر يقول ذات الوالي ( جاءني مواطنون بأطراف كادقلي غير مستفيدين من أراضيهم !! يشكون من إستغلال آخرين لأراضيهم ) ، قلت لهم الحياة لا تحتمل الفراغ ، نصحتهم بالعمل  وعدم الحديث عن العنصرية والشكوى الكثيرة ) إنتهى الإقتباس . فأنظروا التناقض ، الوالي يقر أن مترتبات الحرب خلقت عدم ثقة بين المواطنين عامة ، وفي نفس الوقت ينصح المظلومين من السكان بالعمل وعدم الحديث عن العنصرية والشكوى الكثيرة ، وأن الحياة لا تحتمل الفراغ . هذه المفردات ( الحياة لا تحتمل الفراغ والشكوى الكثيرة ، تذكرني بمأساة دارفور. والوالي لا ينصف مظلوم يستغل آخرون أرضه ، وتركيزه في السلام في المدن الكبيرة ، ويطالب الناس بعدم الحديث عن العنصرية ) ، وهو يدعو لاصطفاف قبلي بدعوة قبائل من دارفور يجول بها في مناطق الولاية المختلفة بزعاماتها ، ومجالس المدينة وبيان حزبه المؤتمر الوطني نفسه تتحدث عن *فلتنة* الولاية بعد أن أحكم الوالي عليها قبضته في الوزارات والمؤسسات الحساسة ومراكز المال والعطاءات . وكأن إستخدامه لجملة ( الحياة لا تحتمل الفراغ ) تكشِف عمّا في نفسه من توجهات عنصرية في الولاية .
وأراد الوالي في حواره إبلاغ رسالة مبطنة للمركز من خلال إبداء شهادة لصالح المركز عند سؤاله عن ضعف تمثيل أبناء الولاية في السلطة ، حيث قال ( تمثيل الولاية في المركز كبير ، بالحكومة والمجلس الوطني ، وولاية الخرطوم وصندوق دعم السلام خاص بأبناء الولاية !! – التعجب من عندي – .
فقد تقمص الوالي دور الرئيس وهو يقدم شهادته المجروحة عن تمثيل الولاية في المركز وهو لا يعرف حتى تاريخها ناهيك عن عدد سكانها وإمكانياتهم وقدراتهم ومضى في شهادته إلى القول ( إن المركز يولي الولاية عناية خاصة وغير مقصر تجاهنا ) فإن كان يقصد بتجاهنا نفسه فقد صدق أما أنه غير مُقصر فلن نقبل شهادتك لأن الواقع أفصح وأصدق فعلاً ، المدارس المهدمة والمؤسسات الخراب والفاقد التربوي الذي أصبح إحتياطي يغذي الحرب في كل أطرافها والأمراض والفساد والإختلاسات وفشل الموسم الزراعي والتفلتات الأمنية وقطع الطرق وخوف المواطن على نفسه و شح الدقيق وعزل الوكيل عنه وأزمة المياه في عاصمة الولاية و غيرها من الخدمات الضرورية للمواطن ، كل تلك القضايا غائبة عنك لذلك لن تحدث عنها المركز .ولكن ستحدثه عن ( الكباتن ) الذين يزورون الخرطوم سراً ويقدمون شهاداتهم للرئيس ونائبه . وإذا كانت الولاية ( تنتج 500 طن من الذهب في اليوم ) في مصنع واحد لماذا بقيت محلياتها كل هذا الوقت في الظلام والمرض والجهل .
ويقول الوالي ( المشكلة أن الناس ما بتركز ولا بتحمد ) قالها وهو يضحك – تركز على ماذا وتحمد مَنْ – ، وهل يحمد المواطن سلطة حتى تقوم بواجبها ، ولماذا لم تسأل كيف كان محمود حسيب وعبدالرحمن إدريس يتعاملان مع الناس وكيف كانا يقدمان الخدمات للمواطنين وكيف كانا يعرفان خصائص هذا الإنسان الخلاسي وأنفته وكبريائه ومازلنا نحفظ خطبهما ونحن صغار ( أهلي وعشيرتي ) .
أما قوله ( مصانع التعدين لا تستخدم السيانيد ) فهو كذب صريح . وزارة المعادن مُقرة وصادقة بقولها أنها ( لا تملك الآن في السودان أي مادة بديلة للسيانيد لاستخلاص الذهب ) فلماذا المكابرة على الحق .
إن إستخدام العنف ضد أي مؤسسة كانت نرفضه ومن أي جهة أتى وهو عمل لا يتسق مع أي قانون أو منطق ، ولكن أين إقتدار الشركات التي يدافع عنها الوالي وهي لم تبنِ مستشفى ولا مدرسة ولم تشيد طريق ولم تحفر ( دونكي ) أو حفير؟ و ( إذا كان المواطنون كرهوا الحرب ) فأنت الآن تسوقهم سوقاً لتمرد جديد في المنطقة وهو ما لمسه نواب جنوب كردفان بالمجلس الوطني خلال زيارة تفقدية لهم لكل المحليات وأفصحوا عن ذلك في لقاء لهم مع أبناء الولاية في الخرطوم يوم 18/2/2017م ، وإذا كان ذهب الولاية ( سيعالج مشاكل السودان . هل هذه المعالجة ستتم على حساب أرواح أهل الولاية ؟ ) لم يجب الوالي على هذا السؤال الذي يدور في ذهن أولئك الذين يدعوهم سيادته للعودة والذين مازالوا تحت رحمة سياسته العنصرية والمتعالية .
يقول الوالي ( النوبة هم متواضعون و ( حيين ) – الأقواس من عند الصحفي المحاور – ولا يريدون المجازفة وأثر الحرب كبير عليهم ولا حل أمامهم للانتقال إلى الأمام سوى الدخول في مجال التجارة والأعمال والأنتقال للمدن ، وليس صحيحاً أن هناك مشكلة إثنية أو إنتقاص لحقوقهم ) .
هكذا يحكم الوالي الهمام أن النوبة لا يريدون المجازفة !! وفي نفس الوقت يُقر أن أثر الحرب عليهم كبير ، فإذا لم يجازف النوبة كيف أصبح ( غالبية الجيش الشعبي منهم )؟ هل الوالي- أي والي – مسئوليته أن يحدد للناس ماذا يعملون وأي مهنة يحترفون؟ ، وهل يقرر نيابة عن أهلنا النوبة أن يتركوا الزراعة والرعي وينتقلوا للامام للمدن والدخول في مجال التجارة والأعمال؟ . ولماذا لم يسع الوالي لمعالجة مشكلة أن يكون 60% من المزارعين في بعض المناطق من ولاية بعينها .؟ فالذي يجعل النوبة تنزح من الولاية رغم الخير الوفير الذي تحدث عنه الوالي هو الظلم والتسلط والوصاية مثل التي يمارسها الوالي حتى في طرائق حياة الناس والمهن التي يمتهنونها الآن و في المستقبل وهو يرى أكثر من 300 مشروع زراعي ( تنزعها ) ولاية النيل الأبيض والأرض تضيق على المزارعين حتى في زراعة ( الجياربك ) فأين يهربون؟ ، إذا لجأوا للمدن يتهمون في وطنيتهم وتركهم للأرض وغيرها ، وإذا هربوا للتمرد فهم خونة . وفي أحسن الأحوال طابور خامس .

( ما أكبر الفكرة
ما أضيق الدولة
ما أوسع الثورة )
شكراً للشاعر محمود درويش

الخرطوم 19/3/2017 ————————————
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك :
https://m.facebook.com/hadafsd/

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.