صدق اولاتصدق حدث في السودان

مصادرة بصات( الوالي ) المملوكة  المواطنين بالاقساط  بواسطة شركة الوالي .
الشئ الذي جعلني انتبه لهذا الموضوع انني ذهبت للخرطوم في مشوار عبر حافلة هايس وسمعت السائق يمازح احد الركاب ويقول له (خلاص ناس الوالي صادروا عرباتكم بقيتوا على الحديدة )واجابه الرجل الاربعيني نعم صادروا قوت اولادنا ومصدر دخلنا ربنا ينتقم منهم دنيا واخرة )وبدت عليه اثار الحذن والحسرة مطأطا”راسه للاسفل .حينها تدخلت دون سابق انذار سائلة اياه لماذا لم تتقدموا بالشكوة للشركة لاسترداد حقوقكم ؟ردا قائلا”يابنتي اشتكينا ورفعنا شكوة للبرلمان ماف شئ برجع بعد يبلعه التمساح اخيرا”فوضنا امرنا لله .
قلت له ممكن تحكي ليه قصتكم من البداية ؟اجاب بحكي لكن ماف فائدة ده (حكم القوى على الضعيف والحكومة مابتتقاوى )قلت له ليه تتقاوي عادي حقك ماتنتظره تلاوي وتقلعه .ضحك قائلا”في ناس زي كلامك ده سوه في الشركة فتحوا فيهم بلاغات تهجم على موظفين اثناء عملهم والشرطة ضربتم لمن اتعوقوا نبقى لجنس ده خسارة مال وخسارة جته (يقصد بالجته جسم الانسان) الحكومة دي فعايلة ده حالها تعشمك وترغبك وتغدرك تخليك تقع على وشك وماتقدر تقول بغم (تعني كلمه زيادة مافي ) اها يابتي احكي ليك شايفك زعلتي على حالنا نوريك الحال بالضبط
الحاصل انه نحن مجموعة مواطنين سواقين ومعاشيين شرطة وجيش سمعنا بشركة مواصلات ولاية الخرطوم بتملك بصات وميني بص اسمه الوهاب واخر ماركة جياد ذهبنا للاستفسار قابلونا بكل ادب واحترام واقنعونا بجدوى المشروع انه البصات والحافلات دي دخلها مضمون وسالنا المقدم كم ؟قالوا( ٢٥الف جنيه )وسعر الميني بص هو (٤٧٠الف حنيه ) والقسط كل شهر (٥الف جنيه )وفعلا زي السوا لينا سحر طوالي لملمنا اطرافنا وادينا وجينا وقفنا صفوف مهولة وكلنا دفعنا المقدم  وفي ناس من كترت مافرحوا دفعوا المقدم( ٥٠الف جنيه)بعد اكتمال الاجراءات تم تسليمنا البصات ودورنا طوالي شغل وبدينا طوالي ندفع في الاقساط لكن الفرحة ماتمت نتفاجأ بانه البصات الترخيص والتامين علينا وكان صعب ان نفي بكل ذلك اقساط وصيانه للعربيةوكمان لاحظي الاقدار من حوادث وغيراها وبنزين ومصاريف اسرة وايصالات غرامة من ناس المرور وبعض هذه البصات تعرضت للحوادث والحجز في المرور وغيرها من المشاكل وعجزنا عن دفع الاقساط لمدة شهرين اوثلاثة شهور واخرين سته شهور وبدا مسلسل الاجرام يتضح لنا من تقديمنا لوكيل النيابة والاستدعاء وخلافه الى ان تمت مصادرة البصات وبلغ عددنا حوالي ٤٠٠شخص وهناك من احتد معهم وناقشهم ولكن الكل قبولوا بالقوة والقهر وقلنا ماف داعي نلاوي الحكومة وايدها طويلة استعوضنا الله في مالنا وخفناعلي نفسنا من هذا الجبروت والظلم والقهر وقلنا الموت مع الجماعة عرس فينا ناس مارضوا حقارة شركة الوالي دي وعمايلها واتضاربوا معاهم وهددوا الشركة بالحرق والاتلاف لكن فتحت فيهم قضايا ودخلوا السجن ومضوهم تعهد بعدم تكرار العنف واخرين قالوا نسوي مذكرة للبرلمان واحدين مشوا الجرائد ولكن كله مافيهوا فايدة .
يابتي البلد دي حكومتها ظالمة ووشها مكشوف اخير الزول يحافظ على نفسه بدل يقتلونا على عيالنا وهم شالوا حقنا عينك عينك في الدنيا حقارة وظلم وقهر ان شاءالله يقدروا يشيلوا يوم القيامة عند العزيز المقتدر ماف شئ بضيع والمثل بقول (البروح في القيزان بتلقي في الميزان )والمثل بقول ايضا (الجاتك في مالك سامحتك)وربنا على الظالم قادر ينهي ظلمهم في رمشة عين .
لم اجد من الكلمات مااواسي به هذا الرجل الاربعيني الذي خدم في الشرطة وكان حصاده من مكافاة الشرطة ان اشترى بص الوهاب ويعول اسرته وابوه راجل كبير مقعد واسرته فقيرة الاان تنزل دمعة من عيني دون اذن معبرة عن مدى حذني الي ماال اليه حال المواطن والشعب في ظل هذه الحكومة التي لم تكتفي بنهب ثروات البلد وموارده وانما ادخلت يدها في جيوب المواطنين لتسرق قوتهم ومصدر دخلهم وتغجزهم عن الايفاء بابسط متطلبات العيش الكريم لك الله ايها المواطن المغلوب على امرك
ولم يسعه الاان دعي الله (اللهم ارنا فيهم عجائب مقدرتك وقدرتك عاجلا”وليس اجلا” اللهم انك تعلم جبروتهم وسطوتهم على شعبهم فافعل جبروتك فيهم واضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين )
✍?الست البكري