مسااارات

مسااارات
عبدالقادر العشارى
هكذا تمت سرقة الشعب بعد تخديره !
هدد كولمبس الهنود الحمر بانه سيسرق منهم القمر اذا لم يمنحوه الطعام و التموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة
لم يصدق الهنود الحمر حينها ان هذا القرصان العظيم قادر على تنفيذ تهديده
كان الفلكيون الذين رافقوا كولمبس قد أعلموه ان خسوفا كاملا سيحصل بعد ايام
ولما غاب القمر بالفعل جاء الهنود المساكين يتوسلون كولمبس لإعادته اليهم بعد ان تعهدوا بتنفيذ جميع اوامره حرفيا
في الليلة التالية عاد القمر مكتملا , لقد أعاده كولمبس لهم بكل تواضع
من تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة..
. يقول العالم والفيلسوف العربي ابن رشد…..التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المُجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل، عليك أن تُغلف كل باطل بغلاف ديني.
قصد من هذه المقدمة ان اوضح للقارئ الكريم كيف تتم سرقة اموالنا من غير ان نشعر بذلك وكيف يتفنن اللصوص بتخديرنا قبل سرقتنا !
تم بالأمس وسط احتفال ضخم ضم عدد من الصحفيين والاهل والاصدقاء افتتاح شركة البدائل لمالكها عبدالرحمن الخضر والى الخرطوم السابق وصاحب قضية الفساد المشهورة المعروفة بقضة (مكتب الوالى ) والتى راح ضحيتها الملازم اول شرطة خسان الذى توفى اثر حادث حركة بالغ الغموض  ، اسست الشركة برأس مال قدر ب 10 مليون دولار . فى الوقت الذى تعانى فيه البلاد من ندرة وارتفاع غير مسبوق فى اسعار صرف العملات الاجنبية مقابل الدولار الامر الذى ادى الى تصاعد اسعار السلع الاستهلاكية بشكل متطرد فى الوقت الذى يعانى فيه السوق من ركود وكساد اشبه بحالة الكساد العظيم التى اجتاحت العالم سابقا . وبذلك يكون الاقتصاد اصيب بما يسمى فى علم الاقتصاد بالركود التضخمى وهو اخطر مرض اقتصادى واقرب الى الانهيار الاقتصادى الكامل . وما كان للاقتصاد السودانى (قوى العظم ) ان يصل الى هذه المرحلة الحرجة لولا مثل هذا الفساد ، فأكثر من 70 مليار دولار عائدات البترول قبل ان يذهب وينفصل مع اهله . اين ذهبت هذه الاموال الضخمة التى لو استغلت الاستغلال الامثل لجعلت من السودان قبلة لشعوب الارض التى تبحث عن العمل والمال ، ولكن هيهات اصحاب الفكر العاهر والمشروع القاصر لا يحسنون الفكر الاقتصادى ولا ينظرون ابعد من جيوبهم .