الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة سامح الشيخ / وعد مع الاحزان
سامح الشيخ

وعد مع الاحزان

من ارشيف المقالات

ما ان ينتهي حزن او يرفع سرادق  للعزاء حتى ننصب عزاء اخر وكأن هذا السودان على وعد دائم مع الاحزان التي باتت عنوان لمعظم الناس وممشى تسير فيه غالبية الناس عدا قلة استأثرت بثرواته وقوت ايتامه وعرق كادحيه يوما بفرض رسوم الدرداقات ويوم بفرض ايجار على كراسي بائعات الشاي واستأسدت على شعبها بجلد نسائه وقتل يافعيه اذا احتجوا على رفع الدعم وخنق مثقفيه ودفعهم للجؤ في الطرقات حتى يقتلهم البرد والصقيع . في هذا البلد المنكوب بظلام وليل الانقاذ البهيم الذي رغم تهاوي كواكبه ظل جاثما على انفاس الحرية في هذا السودان كابحا جموح تقدمه رافضا رفع ستائره لنرى فجر الخلاص الابلج ونفك قيود الظلم الحالك .جافتنا غيمات الفرح البسيط لم تعد تظللنا بالمرح والسعادة تركتنا لهجير هموم الحياة التي تحطم سلم رقيها للمعيشة فاصبح درجتان سفلى قابع بها العامة مثلهم مثل كل شئ حي وعليا يرتقيها زوو الحظوة بزانة الموالاة والقربى. ورغم الانحدار الشديد التردي العام في كل منحى ظل سرطان الانقاذ هذا غارزا انيابه على ظهورنا بانياب لا تعد ولا تحصى كلما نزعنا له نابا غرز محله نابا جديد متشبثا متمكنا بازرع اخطبوط ما ان تنزع او تقطع له يدا حتى يتشبث بزراعا اخر اطول من الاول متشعب الجزور . متشبثا على كراسي الحكم رغم الفساد الذي لا يدانيه ادنى شك ورغم ما يحدث من حروبات يأبى هذا النظام ان يعترف بعدم جدواها واستنذافها الموارد واهلاكها النسل واحراقها الزرع وتجفيفها الضرع ورغم قتل المدنيين في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ورغم اغتصاب النساء والعزارى الذي حدث ومازال يحدث هذه الايام في دارفور ظل هذا النظام كصخر اوهى قرن الوعل لاسقاطه وظل معظمنا عاصي الدمع على كل هذا الدمار الذي حدث ومازالت شيمتنا الصبر على فقد فلزات اكبادنا قاتلهم معروف يمشي بين ظهرانينا ويذاد كل يوم خيلاء وغنى كاظمين غيظنا عن حق عام منتهك ومغتصب في رابعة النهار عافين عن اناس يسرقون مالنا العام ضحى كل يوم نصلي خلف ائمة يأمروننا بربط الاحجار على البطون وتقف فارهات مركبهم من السيارات التي يملكون اسفل المنبر وشاهقات المباني و البيوت وافخمها ملكوها هم وما ملكت أيمانهم مثنى وثلاث ورباع . نسمع لاناس يتحدثون عن العدل والمساواة وظلم السلطة وتراهم بعد اقل من ساعة يضحكون ويكبرون في قبة برلمان نفس السلطة . واخرين في التلفاز بعمائم كالجوابي ويدسون السم في الدسم. يقتل الشهيد ويصبح المجني عليهم هم القتلة يحدثونا عن وثبات الحوار هم بثياب الواعظين وما تلبث ان تراهم بالثياب العسكرية فاذا هذا الحوار يتحول لقتل يسعى بين العزل و قصف انتنوف او اعتقال صاحب راي او مصادرة لصحيفة او ايقاف لقلم يجهر بالنصيحة والحق او طلقة في صدر شاب في مقتبل العمر فقط لانه هتف في وجه الظلم . وبعد كل هذا الممشى العريض للحزن مازال البعض يحدث نفسه بان يغير النظام ما بنفسه او فانتظر

سامح الشيخ

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.