عمار نجم الدين يروي أسرار من داخل سجون نظام البشير..الترابي قال : لهذه الأسباب تم تسميم بيو يو كوان وأغتيال الزبير محمد صالح.

أسامة بن ﻻدن ارسل كهدية إلى السودان لدعم المشروع الإسلامي بالمال والرجال

04-21-2016 02:00 AM

الراكوبةحوار عبدالوهاب همت

كيف كان يدافع الترابي عن موضوع تعريب الجامعات في السودان وهل تناقشتم في هذا الموضوع؟
نعم انا كنت قد احضرت جريدة اخبار اليوم وفي تلك الايام كانت المفاوضات جارية في مشاكوس وأحمد البلال الطيب كانت لديه الاولوية في نقل الاخبار و قد تحدثت الصحيفة عن موضوع التعريب وجاء في السياق أن اللغة العربية أصبحت هي اللغة الرسمية في البلاد وكنت أتناقش مع المعتقلين ومعظمهم كانوا من ابناء دارفور وقلت لهم لا يعقل ان يكون ابناء دارفور هم الغالبية العظمى في جامعة امدرمان الإسلامية والتدريس فيها يتم باللغة العربية والمواد معظمها شريعة إسلامية وفقه وأصول دين وأبناء دارفور لماذا لا يتم قبولهم في الكليات التي يمكن أن تحدث تنمية في الاقليم وأنهم لا يحتاجون لتعليم القرآن الكريم لأن دارفور أرض القرآن كما يقولون وهي تحتاج إلى تعليم وهندسة وطب واجتماع وصيدلة ..الخ وطالبت في النقاش بضرورة أن يكون هناك تمييز إيجابي وكل ابناء دارفور الذين كانوا معنا في المعتقل كانوا يؤمنون على حديثي هذا ويعتبرون التمرد في دارفور جاء بسبب التهميش وهناك ثقافة سائدة تود ضرب الثقافات الآخرى وتطغى عليها.
حدث ذلك أثناء النهار وعقب صلاة المغرب اخذت معي الجريدة وقلت للمرحوم الترابي يا دكتور كنا نتحدث أثناء النهار حول موضوع وودت سماع وجهة نظرك فيه

مقاطعة… ماذا قال لك؟
قال لي اللغة العربية لغة رسمية لأن العرب لم يدخلوا السودان بالقوة ولم ينتشر الإسلام بالقوة كل ذلك انتشر عن طريق التسامح, لذلك اصبحت لغة البلاد وأنا قلت له أنا كنوبي من شمال السودان وبالنسبة لأبناء دارفور اللغة العربية نفسها لغة مستعمر لأنها ليست لغتي, والعرب عندما دخلوا قبل أكثر من 1400 عام دخلوا البلاد كمستعمرين وقلت له أن المناطق النوبية انقلبت على المسيحية ودخلت الإسلام بنسبة 100% ولم توجد حتى الآن بواقي لذلك والموضوع هذا غير مذكور في التاريخ وكل التحول الذي تم كان سلمياً.

ما هي ردة فعل الترابي؟
اشتاط غضباً وقال الكلام ليس بهذا الطريقة وانتم كلبراليين تحاولوا الترويج إلى أن الإسلام قد غزا العالم, والإسلام كان على الدوام في مرحلة الدفاع عن النفس وعندما شاهدته غاضباً جداً فضلت ان أصمت.

وأنا قلت له لماذا يفرض العرب لغتهم على الآخرين هذه عنصرية, ماذا قال لك؟
قال لي اللغة العربية الان هي السائدة في كل السودان, وأنا قلت له أنها سادت بالقوة وهو لم يقبل هذا الكلام. وقال من الأشياء التي حدثت عقب وصولنا إلى السلطة أننا عربنا التعليم والتجربة كانت ناحجة بصورة كبيرة جداً وأمامنا النموذج التركي والسوري والعراقي وبغض النظر عن دكتاتوريتهم فإن الدراسة عندهم بالتركية وينافسون في المعمار والعلوم السياسية والاديان المقارنة على المستويين الإنساني والعلمي. ومن جانبي قلت له الاتراك حتى الآن لا يستطيعون التنافس اوربياً لكنهم ينافسون في الشرق الاوسط ونموزجهم لا يعتز به أما النموزجين السوري والعراقي فهما مربوطين بالدكتاتورية والكبت وجاء حديثي مستدلاً بانه إذا تقدم فرد لوزارة الخارجية لا بد له من إجادة اللغتين الانجليزية والعربية كتابةً وقراءة وإلا فلن يجد فرصة للعمل في وزارة الخارجية إلا إذا كانت هناك طرق حزبية ووساطات قبلية وعندما سألته كيف يمكن نعالج ذلك صمت ولم يجيب على سؤالي.

هل حدثك عن الرواية التي تقول أن بيو يوكوان أحد أعضاء مجلس الانقلاب قد تم تسميمه وما هي القصة التي سمعتها منه؟
قال لي ان بيو يو كوان كانت لديه مشكلة مع بعض الضباط في مجلس الانقلاب وكان لديهم اجتماع في وزارة الداخلية وصادف ذلك يوم اربعاء وأثناء الاجتماع اضطر العميد بيو يو كوان أن يخرج مسدسه في الاجتماع وضرب طلقة من مسدسه في مكتب الزبير محمد صالح والذي كان وزيراً للداخلية وخرج بيو يو كوان غاضباً وقال أنه لا يود المواصلة في هذه الحكومة وفي حوالي الخامسة مساء، أرسلوا له بعض الضباط من الجيش والذين حاولوا تهدئة الأمر وتمت دعوة بيو يو كوان للحضور إلى وزارة الداخلية يوم الجمعة وتناول وجبة الافطار مع بعضنا البعض في وزارة الداخلية وقال انه وصلته معلومات دقيقة جداً حول فحوى اجتماعهم وأنهم تناولوا وجبة الفطور والتي كانت عبارة عن سمك وبعد ذلك ذهب بيو يو كوان إلى منزله وفي مساء نفس اليوم أو صباح اليوم الذي يليه توفي بيو يو كوان والترابي كان يتكلم عن أن هناك شئ ما تناوله الرجل في وجبة الفطور.

هل هناك شهود على هذا الكلام؟
نعم دكتور بشير آدم رحمة وعلي الشمار هؤلاء كانوا ضمن الموجودين.

بالنسبة لما يتعلق بظروف وملابسات وفاة الزبير محمد صالح كذلك يقال انه تعرض للإغتيال فهل كان الترابي ملماً ببعض التفاصيل؟
حسب كلام الدكتور الترابي أن الزبير كانت له اتصالات مع المصريين والخطوات التي إتخذها مع القيادة المصرية كانت على مستوى عالي وكان في مقدورها الإطاحة (بالانقاذ) والزبير كان مدعوماً من قبل مجموعة من ضباط الجيش والكلام بعد فترة وصل إلى قيادة الحركة الإسلامية العليا.

هل حدثك على أنهم تحدثوا أو واجهوا الزبير محمد صالح؟
نعم قال لي أنهم واجهوا الزبير بهذه المعلومات.

وهل أنكر الزبير أو تراجع؟
لا حسب رواية الدكتور الترابي أن الزبير لم ينكر الكلام وقال أنه سيسير في هذا الموضوع إلى نهاية الطريق, وقال لولا وفاة الزبير لانتهت الحركة الإسلامية وهو كان يسعى لتسليمها للمصريين, لكن الزبير تصرف في الوقت المناسب وقال انهم في ذلك الوقت كانوا يتلقون ضربات من عدة جهات منها امريكا ومصر والخليج.

هل شعرت انه كان سعيداً بموت الزبير محمد صالح عندما كان يتحدث إليك؟
نعم كان من خلال حديثه معي مبسوطاً جداً وتحس انه يتحدث عن إيجابيات موت الزبير والذي لو استمر لحدث عنف أكثر من الذي نحن فيه الآن والزبير لم تكن لديه اي مشكلة في أن يقبل وقال انه اعدم 28 ضابط في رمضان وتحدث عن الزبير باعتبار انه كان سوف يحدث عنف كما تحدث عن مقتل بيو يو كوان وقد أتى ببعض الامثلة لكنه لم يذكر اسم الزبير مباشرةً لكن كل الكلام كان مفهوماً وقال الوضع كان من المتوقع له أن يكون أسوأ أصعاف ما نحن فيه الآن ولكن لو كان الزبير على قيد الحياة فإن العنف سيكون أكبر وإن الانقاذ كان يمكن أن تدمر في سنواتها الأولى وأنها كانت ستستسلم للامركان والمصريين. والزبير كان عنيفاً جداً في هذا الموضوع وفي سبيل اكمال هذا الامر كان في مقدوره وأد حكومة (الانقاذ) في بدايتها وهذه هي الإيجابية التي تحدث عنها حول موت الزبير محمد صالح.

وهل كان يوجه حديثه هذا لإنسان محدد؟
نعم كان يوجه حديثه إلى حامد ممتاز والذي كان قد قال لو عاش الزبير محمد صالح لكان الآن في صف المؤتمر الشعبي والترابي قال له لا يمكن أن يكون الزبير محمد صالح مع المؤتمر الشعبي نهائياً والزبير مكانه لو عاش بين العسكر.

هل كان يتكلم عن أن مصطفى عثمان اسماعيل لديه صله بالمصريين؟
الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل هو الذي اوصل الزبير إلى المصريين وعلاقاته لا زالت جيدة مع المصريين.

هل تناقشتم مع الترابي عن محاولة اغتيال حسني مبارك؟
لا ابداً لم يتحدث عنها.

هل تحدث معك عن إعدام ال28 ضابط ونسب الحكم إلى اي جهة؟
نعم تحدث عن اعدام الضباط ونسب الامر إلى الزبير محمد صالح.

ماذا قال بالضبط؟
بالنسبة للزبير قال ان الوضع سيكون أعنف لو كان الزبير حيا حتى الآن لأنهم لم يترددوا في إغتيال زميلهم بيو يو كوان عضو المجلس فكيف للضباط الذي شرعوا في تنفيذ الانقلاب وربط الكلام بوجوده في المعتقل وكيف سيكون الوضع داخل المعتقلات لو كان الزبير محمد صالح موجوداً حتى الآن.

هل ربط إغتيال ضباط رمضان بالزبير محمد صالح بشكل مباشر؟
نعم وردد كثيراً سوء الوضع في حالة ان الزبير كان حياً.

ماذا فعل عقب علمه بفشل انقلاب ضباط رمضان وهل تدخل لإيقاف الاعدامات؟
ذكر لي انه كان رافضاً لمبدأ الاعدام وانه لم يعلم باغتيالهم إلا بعد تنفيذ الاعدام بثلاث ساعات وانه لم تكن لديه فكرة وعند سماعه انهم يودون اعدامهم طالب بعدم اعدامهم وأرسل مذكرة إلى البشير والزبير وبقية الضباط وهم لا يستطيعون نكران ذلك.

هل تلقى منهم رداً؟
قال انهم وعدوه انه لن يتم تنفيذ الاعدام ولم يعرف انهم اعدموا إلا بعد ساعات من موتهم وانه كان حزيناً لمقتلهم وقال هذه ليست مسئوليته وهذا سفك للدماء وهولم يخوض في ذلك.

هل نستطيع ان نقول أنه حمل الزبير محمد صالح شخصياً مقتل بيو يو كوان وإعدام ال28 ضابطاً؟
نعم هو حمله المسئولية كاملة.

هل ذكر الترابي أن هناك جهة محددة إغتالت الزبير محمد صالح؟
لا لم يحدد جهة لكن كما ذكرت كان يربط الزبير بإشياء سلبية كثيرة وانت تحس من كلامه بشكل مباشر أن الزبير لو كان حياً لساد العنف وأن وضعهم في المؤتمر الشعبي سيكون أسوأ.

هل كانت لديه معلومات أن الزبير لديه صلات خارجية ويريد تغيير النظام؟
قال لي أن الزبير محمد صالح ذهب واتفق مع المصري ويقصد به حسني مبارك ليقوموا بتغيير النظام داخل الحركة الإسلامية وبالتالي داخل المجموعة الحاكمة على المستوى السياسي وهو كانت عنده السلطة المطلقة وكانت يده نافذة لانه كان عنيف ودموي.

هل تحدثتم عن وجود جسم اسمه المجلس الأربعيني؟
بعد دخولي إلى المعتقل وملاقاتي للترابي ومعرفتي به وطريقة كلامه مع من هم حوله عرفت انه لا يعلو صوت على صوت الترابي ول أحد يستطيع أن يغير حديثه أو يناقشه ووجوج الترابي يطغى على اي جسم وهوالذي كان يتخذ القرارات وما عليهم سواء التنفيذ لأنهم كانوا يؤمنون به إيماناً مطلقاً. 

هل تحدث معك عن صلته بالتعذيب بالمعتقلات وبيوت الأشباح؟
بالنسبة للتعذين قال انه لم يكن يعلم بها إلا بعد دخوله المعتقل وبعد المفاصلة تحديداً حيث قابل أولادهم في المؤتمر الشعبي وحكوا له.

هل تعرف سبباً قاد إلى تحويله للحبس الإنفرادي؟
لا أعرف ولكن لولا إرتكابه لمخالفة كبيرة أو مشاكل لما فعلوا ذلك وهو كان في كثير من الأحيان يحتد معهم ويرفع صوته عليهم وكان لا يعاملهم بشكل جيد لأن ضباط الامن أصلاً سيئيين.

هل تريد أن تقول انه نفى التعذيب نهائياً؟
هو قال لي أنه أرسل مجموعة من الناس للتحقيق حول التعذيب لكنهم عندما رجعوا إليه قالوا له لا يوجد تعذيب.

هل تناقشتم عن الفساد بشكل واضح وماذا قال؟
نعم تحدثنا في هذا الموضوع وقال إن الأموال التي تراكمت بلا رقيب أو حسيب وأن السلطة المطلقة أدت بالحركة الإسلامية إلى المآلات التي وصلن إليها وإلى المفاصلة, وأن هؤلاء الناس لم يكونوا يخافون في أخذ المال العام وأن وجود المال في يد الشباب الصغار والضباط أدى بالحركة الإسلامية إلى ما وصلت إليه ولم تقوم لها قائمة مرة آخرى في السودان وقال إن الأموال تراكمت في ايديهم بعد الانقلاب وزاد الطين بله بعد أن جاءت أموال البترول والتي كانت خارج حسابات الدولة ولا أحد كان يحاسبهم والقروش أصبحت موجودة في البنوك والخزائن الخاصة وأن الأطماع هي التي أدت لإنقسام الحركة الإسلامية وانه كان يرفض الفساد الحاصل.

إلى ماذا عزا سبب المفاصلة بينهم؟
قال انه طالب مجلس قيادة الانقاذ بضرورة عودة السلطة إلى الشعب بعد عملية إنتخابية ديمقراطية وبعد استتباب الامن ووضوح الصورة وانهم كانوا قد حددوا فترة أقصاها اربعة سنوات لإعادة السلطة إلى الشعب وعودة الاحزاب, وانه حدثت مماطلات.

هل ذكر اسماً بالتحديد ساهم في المماطلة؟
نعم قال إن علي عثمان محمد طه قام بلعب أدوار قذرة, ولما أصبح الامر واقعاً وبدأت مجموعتهم في الضغط فشلت مجموعة علي عثمان في الصبر على هذا الكلام وإضطروا للقيام بالمفاصلة كل الذي حدث لهم من اعتقالات واغتيالات وتعذيب تم لأنهم طالبوا بتسليم السلطة إلى الشعب وإن العسكر وعلي عثمان لم يكونوا راغبين في ذلك. 

هل سألته عن محاولة تسليم اسامة بن لادن ومن وقف وراء ذلك؟
نعم قال إن الترتيبات قام بها علي عثمان محمد طه والمجموعة التي حوله.

هل ذكر لك طريقة وصول اسامة بن لادن إلى السودان؟
نعم قال إن اسامة بن لادن باشراف الاخوان المسلمين في قطر وتحت رعاية التنظيم الدولي وقد ارسل كهدية إلى السودان لدعم المشروع الإسلامي اقتصادياً ودعمه كذلك بالرجال وتجهيزهم في المعسكرات التي انشئت في السودان وتدربت فيها عناصر الاخوان المسلمين السوريين والمصريين وحماس وغيرهم والغرض من هذه المعسكرات كان لنصرة الإسلام, لكن هؤلاء الناس غدروا بالأخوان وكان يردد العسكر لا عهد لهم.

هل كان يتحدث عن القيادات الجنوبية سلباً أم إيجاباً؟
نعم كان يتحدث بكثير من الاعجاب والحب رياك مشار ويعتبر أن اتفاقية الخرطوم للسلام من انجازاته التاريخية وان الذي قام به نميري مع جوزيف لاقو هو نفي الذي قام به عمر البشير مع رياك مشار نفس الكذب والتدليس والخيانة للامانة والعهد وهذا ما قام به العسكر مع رياك مشار رغم انه آتى بكل صدق وامانة لينفذ اتفاقية السلام الشامل وهم الذين دفعوه قسراً في العودة إلى أحضان التمرد.

هل تحدث عن شخصية جون قرنق؟
نعم تكلم عن الجنوبيين بصورة عامة وأنهم إذا توصلوا إلى معاهدة فانهم يكونوا امناء في معاهدتهم وقال إن الاتفاقية إذا تمت فإن دكتور جون سيكون حريصاً على تنفيذها وهو كان في قمة السعادة باتفاق السلام الشامل وفي الفترة الاخيرة كان يخطط للتوصل إلى اتفاق استراتيجي مع الحركة الشعبية, وقد زار الجنوب بعد توقيع جون قرنق للاتفاقية.
يقول عمار نجم الدين أتذكر عندما تم اعتقالي للمرة الثانية كانوا يطلبون مني أن أخطرهم بالكلام الذي قاله الترابي عن رياك مشار وقد نفيت لهم علمي بذلك.

من كان يقوم بتوصيل هذه المعلومات إلى جهاز الامن وحديث الترابي عن شخصية رياك مشار؟
من المؤكد ان هذه المعلومات كانت تصلهم عن طريق حامد ممتاز ومؤكد ضباط الامن لايمكن أن يسألوني في التحقيق عن اشياء محددة ما لم تكن هناك معلومات محددة قد وصلتهم من حامد ممتاز تحديداً.

لمتابعة الجزء الأول والثاني من الحوار : 
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-231382.htm