[16:01, 03/10/2020] Masha’ir Ahmad:
السلام عليكم؛ انا مشاعر أحمد، مراسلة صحيفة الرؤية الإماراتية: كيف أسهمت الإمارات في اتفاق السلام؟
[18:30, 03/10/2020] M. Jalal Hashim:
السلام الحقيقي ينبغي أن ينبعث ويتحقق من الداخل. لقد أثبت التاريخ أن أكثر اتفاقات السلام رسوخا واستمرارا هي تلك التي تمت مباشرةً بين الأطراف المتصارعة بلا تدخل خارجي. مثل هذه الاتفاقيات عادةً ما تبدأ بعرض تقدمه الحكومة بوصفها، فنيَّاً وافتراضياً، الطرف الأكثر حرصا على السلام. وهذا يستدعي بالضرورة أن تكون هناك، أولاً، رؤية واضحة لدى الحكومة لجذور الأزمة. ثم ثانيا يقتضي بالضرورة أن تملك الحكومة الكفاءة الفنية لتحقيق السلام. ثم ثالثا وأخيرا يقتضي أن تملك الحكومة الإرادة السياسية لتحقيق اتفاق السلام ثم لتنفيذه.
أما السلام الذي تبتدره قوي إقليمية أو دولية، في ظل غياب الاستعداد الداخلي لتحقيق السلام من قبل الأطراف المتصارعة نفسها، وعلى رأسها الحكومة، فعادةً ما يثبت عدم قدرته على الاستمرار. وقد شهدنا عدة اتفاقيات تم التوقيع عليها ثم انفضَّ سامر القوم وعادت الحرب الأهلية مرة أخرى، ذلك لأن القوى الإقليمية والدولية هي التي بادرت بها ولعبت دورا كبيرا في إنجازها.
وأخطر ما في هذا النوع من اتفاقيات السلام التي ترعاها المحاور الإقليمية والدولية أنها لا يمكن النظر إليها بمعزل عن أجندة هذه المحاور وأهدافها المتناقضة مع مصلحة البلد المستهدف.
واليوم إذا نظرنا إلى ما تقوم به دولة الإمارات (وكذلك السعودية ومصر وقطر، ثم تركيا) يمكن أن نلاحظ أمرين، الأول هو أنها تفعل هذا للهيمنة على السودان، دون أن تدري أن الهيمنة علي السودان اكبر من إمكانياتها. وهو كذلك أكبر من قدرة اي دولة إقليمية، مثل مصر أو السعودية أو قطر أو تركيا. وهذا يجعلنا ننتقل إلى المحور الدولي الذي تعمل هذه المحاور الإقليمية بالوكالة عنه، وهو محور أمريكا وبريطانيا وأوروبا. هذا المحور أهدافه إمبريالية يمكن تلخيصها في العمل على تفكيك وتقسيم دول العالم الثالث كبيرة المساحة حتى يمكن فرض الهيمنة عليها واستغلال مواردها بأقل تكلفة انلم يكن مجانا. ويمكن بالتالي تلخيص خطتها في تعميق تناقضات هذه الدول التي تشهد صراعات إثنية وعقائدية. وهنا يأتي دور دول الوكالة الإقليمية في دعم هذه البؤر النزاعية في الدول المستهدفة بالمخطط الامبريالي.
وعليه، يمكن أن نخلص إلى أن تدخل دولة الإمارات (وكذلك السعودية ومصر وقطر وتركيا) ليس سوي رقم معوِّق في مسعى السودانيين لتحقيق السلام. وهذا هو نفسه دور باقي دول المحور الإقليمي. ولكن يبقى الخطر الأكبر في أهداف ومخططات الإمبريالية العالمية التي تقف وراء محاور الوكالة الإقليمية. هذا بمثلما يبقى الهدف الوطني الأعظم للسودانيين هو أن يتجاوزوا خلافاتهم ذات الأساس الأيديولوجي الذي عمقته الدولة الدينية وذلك للخروج من عنق الزجاجة وقفل الباب نهائيا أمام المؤامرات التي تحاك ضدهم. بهذا يمكنهم تحقيق السلام، ذلك لأن السلام في جوهره داخلي، وبالتالي ما جوهره داخلي يتحقق أيضا من الداخل وليس من الخارج.
محمد جلال أحمد هاشم
رئيس مؤتمر كوش
[18:33, 03/10/2020] M. Jalal Hashim:
الأستاذة مشاعرأحمد (مراسلة صحيفة الرؤية الإماراتية)، بعد التحية، هذه هي إفادتي. أرجو ألا تنشري منها أي شئ في حال رأت الصحيفة التدخل في النص أو حتى اختصاره. مع شكري وتقديري.
[16:01, 04/10/2020] Masha’ir Ahmad:
[المقال] لم ينشر!
[16:49, 04/10/2020] M. Jalal Hashim:
هل تقصدين انهم اعتذروا عن نشره؟
[16:51, 04/10/2020] Masha’ir Ahmad:
أيوه!
[16:55, 04/10/2020]M. Jalal Hashim:
إذن سوف اقوم بنشره على أوسع نطاق
كتر خيرك! انت عملت العليك وما قصرت!
*****
هذا يعكس نوع الصحافة الأميرية التي لا تعرف لحرية التعبير اي قيمة بمثلما هي لا تخشى الحق ولا يهمُّها أن تتبعه، ذلك لأنها تخشى السلطان أكثر مما تخشى الله.
MJH
الخرطوم – 4 أكتوبر 2020م