كتب د احمد الطيب ابراهيم
رئيس قسم جراحة المسالك مستشفي امدرمان
*إن المعلم والطبيب كلاهما* *لاينفعان إذا لم يكرما*
*فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه* *وأصبر لجهلك إن أهنت معلما*
ما اسوا ان تكون انت القاتل والمقتول والضحية ايضا… فقد ملئت الكاس حتي ٱترعت وبلغ السيل الزبي وجاوز الحد الطبين…. وما عاد الطبيب هو الحكيم بعدما جن الشعب تحت وطاءة الفقر والجوع والمرض والاحساس بالاتضطهاد وضياع الحقوق…. فبدا يثور وينفس عن غضبه علي الجزء المسالم جدا من الشعب…. بدا الاعتداء اولا علي المعلمين و توالي عليهم فقادر العديد منهم ومن تبقي يبحث عن مخرج…. وما عاد يقوم احد في بلد تدخل فيه الحاويات المليئة بالمخدرات جهارا نهارا وتتدوال اخبارها في الصحف ثم يختفي الخبر ويختفي الشعب و نبتلي نحن قبيلة الاطباء بما صنعت ايادي المجرمين… سهرا وكدرا والما.. ..
الصحة والتعليم كلاهما ينهاران…..
لا تعليم بدون هيبة المعلم ولا صحة بدون احترام متبادل بين المواطن والطبيب….
لقد كانت العلاقة قوية جدا ثم بدات تنهار تدريجيا عندما ظل الجبناء من شعبنا يلقون باللوم علي الاطباء بدلا من السلطة تحت شعار (دق القراف خلي الجمل يخاف)
يهاجمون الاطباء لان ليس لديهم سجون ولا قوات حفظ امن ولا يلقون بمن هاجمهم في بيوت الاشباح. … ( ما اجبننا بل ما اخوفنا من بشر)….
الان يمكننا ان نقول لكم لقد تم الانهيار في الصحة تماما…. واستلم الشعب يا سعادتك….. طببه وعالجه بالطريقة التي تريد والتي يسعي اليها الشعب….. والحمد لله الذي جعلنا اطباء لا نعمل خارج السودان الا طباء…..
ايها الشعب السوداني….
تقبلوا اعتذرنا….. ونحن غافرين لكم جهلكم او تجاهلكم بما آلت اليه الخدمات الصحية من معدات وكوادر و احترام و احساس بالامن…..
فقط الان اريد ان اعكس اليكم ما يدور في وحدة جراحة المسالك البولية امدرمان…. وانا رئيس قسمها…..
وبالمناسبة تعد الان من اكبر الاقسام التي تم انشاؤها….
نحن خمسة استشارين كلنا نتدارس الهجرة وترك السودان منذ شهور ومنا من اكمل اجراءته…
معنا 12 نائب اختصاصي يا ايها الشعب الذي يعتدي علي صغار الاطباء ويترك صغار النفوس كبار الفقر بكسر الفاء وفتح القاف…. والمعتدين علي اموال الشعب وحرماته و اعراضه….
عشرة من هؤلاء النواب يعملون بدون مرتب من وزارة الصحة بل ويدفعون عشرة مليون جنيه الجنيه يحك الجنيه لمجلس التخصصات كل عام من جيوب اباءهم نظير ان يجلسوا لامتحانات التخصص بعد اربعة اعوام…..
هل مثل هؤلاء يعتدي عليهم من قبل القوات النظامية و المتفلتين من الشعب السوداني….
هؤلاء 12 بنوا معنا هذا القسم الذي تم افتتاحه قبل خمسة شهور فقط…. حملوا الترابيز والمعدات والأبواب والشبابيك ايضا…..
ولا انسي ذات يوم عندما كنا نعتل في تربيزة عملية وزنها نصف طن
استدعينا بعض الكوادر الامنية بالمستشفي يعتلوها معانا فرفضوا وقالوا لينا ده ما شغلنا….. (كلامهم صاح العتالة دي هي اصلا حقة الدكاترة)
مشيت لي كوم من المرافقين يا جماعة تشيلوا معانا واحد قال لي والله كمان اخرتها نبقي عتالة للحكومة…..
شمرنا بناطلينا و كفكفنا اقمصتنا وقلنا البكاء بحرروا اهله وشلناها ومعي هؤلاء النواب……
بالله ياجماعة مثل هؤلاء يعتدي عليهم…. .
لم تعد الصحة هي بكاء الاطباء
الصحة بكاء الشعب والشعب يحرر بكاؤه بنفسه من اليوم….. ونحن موظفين دولة ومعظمنا الدولة ما موظفاهو وما دافعة ليهو ولا هللة
ا
اخيرا
اخي الطبيب
دافع عن نفسك بقوة والبلاقيك مشمر لاقيه عريان….. الدفاع عن النفس حق يكفله الشرع والقانون والعرف و فطرة البقاء علي قيد الحياة…..
لا تعتمد على القوات النظامية فهي صاحبة أول واكبر رصيد في الاعتداء علي الكادر الصحي من اطباء وصيادلة وممرضين….
ومعلومة تعرفها القوات النظامية تنتهي مهمتها عند حدود رتبتها
يعني لو حارسك صول وجاء ملازم قال ليه امسك دكتورك ده ان نقوم اكفته بمسكك ليه…..
البلد بحرسها القانون و ليس القوات النظامية طالما هناك ناس فوق القانون فانت غير امن…..
سؤال اخير يتبادر الي ذهني..؟
لماذا لم يتم اي اعتداء في مستشفي السلاح الطبي ومستشفيات الشرطة
يا ربي مافي موت هناك
واخوانا ولي الدين لاعب الهلال مات وين. …. ويا ربي ما كان عنده مشجعين…..
و دكاترة مستشفي الشرطة والسلاح الطبي ديل هم اشطر من البقية….
اترك الاجابة للشعب نفسه…
دافع عن نفسك ايها الطبيب او ارحل لبلد فيها قانون