الجمعة , نوفمبر 1 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ثلاثون عاما من العزلة.. والثراء في زمن الكوليرا …

ثلاثون عاما من العزلة.. والثراء في زمن الكوليرا …

    عفوا سادتي وعذرا .. للكاتب الكولومبي الشهير (غابرييل غارسيا ماركيز ) لاستعارتنا عنوانيين من مؤلفاته العالميه ، ليكونا عنوانا” لمقالنا هذا ، وكما يقولون في الامثال السائره – للضرورة احكام – .
هذان المؤلفان الضخمان قطعا انتجتهما عبقرية الكولومبي العملاق ، وهما عملان روائيان من وحي الخيال الخصب لغارسيا ، وعندما استعرنا العنوانيبن اجرينا مقارنة بين خيال الكاتب الضخم ، وما نعيشه نحن أهل السودان المنكوب المبتلي ، بنظام حكم غريب الأطوار ، متقلب الجوانب ، فوجدنا أننا نعيش ما أنتجه غارسيا واقعا معاشا يمشي بقدمين في أزقة وشوارع واقعنا المرير ، وحياتنا البائسة ، فاخترنا ثلاثون عاما” من العزلة ، وهي عمر نظام باطش طائش ، اختار لنا أن نعزل منذ أن أختطف وطننا عن كل محيطنا الاقليمى والدولي ، فاذا بنا جزيرة معزوله في قلب القارة السوداء ، يعافها الجيران ويهرب منها اهلها هروب المعافي من الاجرب ، ويجفل منها الزائر ويتجنبها الجميع .
الحصار يطبق علينا لأكثر من عقدين ، بلا هوادة ولا رحمه ، والحروب التي يقودها نظام الحكم المجرم ، تستنزف الأرواح والأنفس والثمرات ، وفي كل مره يصدر ضدنا أمرا عقابيا يمتص ما تبقي من ثرواتنا وعافية ابداننا ، ومستقبل ابنائنا ، وحليب اطفالنا .
جف الزرع ، ويبس الضرع ، صار أمرنا عسيرا ، وفتكت بنا الاوبئة والامراض ، وانعدمت كل اسباب الحياة والعالم من حولنا ، يتفادي اي تعامل معنا ، ويقفل كل ابوابه أمامنا .
اذا الثلاثون عاما وهي عمر النظام ، صارت عمر العزله المفروضة علينا ، وعلي نظام حكمنا العجيب ، والذي أضحي فيه أول من يعاني العزلة ، هو رئيسه التعيس المنبوذ الذي يسبب الحرج لكل مكان ، تطأه قدماه تطارده الذلة أينما حل ، وتلحقه الاهانات وتلفظه الموائد ، فاصبحنا بوضعه هذا في عزلة تامه عمرها عمر النظام ، ورئيسه المصاب بالرعب والخوف ، وفي كل يوم نسجل تنازلا عن كرامتنا والنظام لا يفتي يلعق احذية الملوك ، ويمسح أعتاب الامراء ، ويستجدي عطف الامريكان ، ويفعل كل الشنائع ويصيح كل جهابزته واركانه أن قد تبنا فاستتيبونا وهنا مربط الفرس ؛ فالعزلة قد اصابت اول ما اصابت شعب الوطن وكرامته ، وعزته اللتان اصبحتا ذكري ، وصفحات من ماض أهال عليه النظام ، تراب الذلة والمهانه فضاعت البلاد ، وخاب الشعب ، وتبدد الوطن ياللحسره .
    ثم جاء زمن الوباء ، في وقت اصبحت فيه مثل وباء الكوليرا ، وداء الصدر ، وامراض سوء التغذيه ، ماضيا في كل بلاد الدنيا المتحضره ، ولكن نظامنا البائس جعلها تجتاح المدن والقري ، تفتك بالرجال والنساء والاطفال ، في كل يوم تصعد أرواحهم للسماء ، تشكو الظلم بينما تقوم في كل ساعة بناية ، وتشرئب رؤوس عمارات ضخمه ، وتنبت  لحي ، وتبيض وجوه قوم ، كانوا اذلاء لا مكان لهم ، تحت الشمس الا بعد أن نهبوا ، وسرقوا ، وتباروا في الفساد المدمر ، لا ينظرون الي شوارعنا التي امتلأت قذارة ، يمشي فيها الناس بلا هدي ، يحيط بهم الفقر ، وتفتك بهم الامراض ، فقد ضرب عليهم النظام الذل والمسكنه ، بينما أفراد قليلون يتمتعون بكل ملذات الحياة  ، يغلقون عليهم دورهم العامرة ، بالأغذية والزوجات ، والفارهات وملطفات الاجواء .
   أذن فهو الثراء الصاعد ، في زمن السقوط المتصاعد ، وهو الثراء في زمن الكوليرا .
   أعان الله شعبنا ، وبلادنا ، ونتساءل الي متي يمتد بنا زمن العزلة ؟ .
والي متي ينتهي زمن الكوليرا ؟ ونحن غافلون مستسلمون لقدرنا وأقدارنا ؟!

# إخترقت هالة براقة فجاج الأرض ، وانطفأت في باطنه لتحكي عن نضال شعب تقاطرته يد الإستبداد ، وناعورا” يبكي من المجاليد ، فغابت فاطمة وهي  : تلوح بيديها تساءلكم الثورة ، فلا بيان يروي ظمأها ، ولا إستهجان يريح مثواها ؛ سوي مقاصل معلقة ، تتطاير تحتها الأعناق ؛ لكل خائن وعميل ، باع الوطن ..وخان الأخيار …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.