رغم وحدة الهدف الذي يمكن أن يكون حد أدنى للاختلاف من أجل تحالف للمعارضة من أجل التغيير، الذي يجب أن يكون تغييرا جذرياً وليس تغييراً سياسيا فقط أصبح التحريض والتهكم ضد بعضنا البعض هو سمتنا سلميين وكفاح مسلح في حال لم نتفق نسعى إلى اغتيال بعضنا البعض ونحن جالسون خلف الشاشات والكيبورتات لا نريد التضحية بالعودة لتقديم النموذج في التضحية او الخروج الى الشوارع أو نذهب للميدان على الأقل كما يفعل الصحفيين الغربيين أو الدكتور الامريكي الذي رفض الخروج من جبال النوبة واختار البقاء بعد قيام الحرب بل وتزوج من الجبال . كما انه لم يحدث أن زار معسكرات اللاجئين والنازحين احد ودائما ما استغرب كيف يجازف غربيون بالدخول لمناطق الحرب ولم يجرؤ على ذلك سودانيين ناشطين حتى السودانيين من حملة الجوازات الامريكية والاوربية . وكانما هو اذعان منا للدولة بعدم مخالفة القوانين لان الدخول لهذه المناطق وان كانت لا تخضع لسيطرة الدولة يعتبر دخول غير شرعي لكن جازف غيرنا ولم نستطع نحن المجازفة ليس من اجل تجريم النظام فقط بل حتى لرؤية كيف تدير الحركات تلك المناطق وهل تطبق معايير حقوق الانسان للمواطن هناك رغم المعاناة لكن هذا لا يمنع ان يعرف الراي العام كيفية الادارة هناك خصوصا المتعاطفين والمقدرين اسباب حملهم السلاح .
معظم الاحتجاجات منذ 2012 كانت مجرد محاكاة لما حدث في دول الربيع العربي وهو يوضح الاستلاب وازمة الهوية التي نعاني منها لدرجة التقليد الاعمى حتى في الشعارات الشعب يريد اسقاط النظام من اجل ان يحدث ماذا ولماذا الاجابة لهذا سبب الخروج وهو كان في الغالب ذيادة اسعار المحروقات او رفع الدعم عن المحروقات .
اما الحرب ووقفها فلم تكن يوما سببا في خروج مظاهرة او احتجاج . كما ان رؤية اخوتنا في الوطن في رواكيبهم وكراكيرهم لم تكن ملهمة لقيام ثورة . مما تتقدم يمكن القول بان الاسقاط الذي بنادا به كشعار هو فقط من اجل تغيير سلطة وحكومة واحلال سلطة وحكومة اخرى في مكانها . وهذا واضح من اسباب الخروج .
اننا لم نستلهم تجارب الشعوب التي نجحت في التغيير بالكفاح والنضال المدني من اجل المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية وهي قضايا التغيير الملحة التي كانت تسعى لاهداف عليا اسمى من التغيير السياسي ولم نقم ودراستها وتحليلها والاستفادة منها . لدرجة اننا حولنا النفير الشعبي المعروف عندنا وهو الذي يقوم به افراد المجتمع فيما بينهم تحول هذا النفير بقدرة قادر الي مساعدة من الافراد للدولة حينما تقصر في تقديم الخدمات لمواطنيها وذلك بصيانة المستشفيات نيابة عنها والمدارس وشراء غرف الانعاش بل في الايام القليلة قرات في احد مجموعات الواتساب ان بعض الشباب بمدينة رفاعة قد بنوا مستشفى كاملا واهدوه للدولة لكنها رفضت استلامه بحجة نقص الكادر الطبي . فمقاطعة الحكومة ليس في عدم الجلوس معها انما بعصيانها سلميا فعدم اغاثة وعون متضرري السيول وعدم مجانية العلاج والدراسة لا يتم بالنفير بل يتم بجبر الدولة بتحمل مسؤلياتها فالكل متضرر منها ويجب عليه عصيانها .
من كان يعتقد ان توقيع خارطة طريق او اي اتفاق هو نهاية المطاف فهو مخطئ بل عليه ان يستعد للنضال السلمي الحقيقي في ظل اتفاق او يتبع او يبتكر اساليب جديدة للنضال في الوقت الحالي فالشوارع مليئة بالاطفال المشردين لم نتضامن معهم بالمبيت معهم في الشوارع لفتا للانتباه لهم وعدم دفع الرسوم والضرائب عصيان مدني مشروع اما لا تعصيها وهي لا تقوم بواجباتها وانت تدفع لها فيجب ان يسمى شي اخر غير المقاطعة .والتهميش الثقافي الذي عانى منه كثير من مناطق السودان لن تنهيه التسوية بل يحتاج إلى الكفاح المدني من أجل تغيير المفاهيم والمطالبة بمواىمة القوانين مع الدستور ومع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. . هذه بعض الأسئلة لنعرف ونجيب على أن هل نحن معارضين سلميين حقاً ام نحن مجموعة من المستسلمين لماذا الصمت عندما قتل شباب غر بدم بارد في سبتمبر كما صمتنا عندما قتل وشرد الالاف في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ، ولماذا نريد محاكاة ما حدث بميدان التحرير وربيع تونس رغم أن شهداءنا فاق عددهم سكان دولة كدولة قطر او البحرين ، لماذا سكت الناس الذين قطعت ارزاقهم بالصالح العام في بداية الانقاذ وكيف صمت الذين اكلت حقوقهم بعد حرب الخليج وكيف سكت الذين اخذ اولادهم قسرا من الشوارع وماتوا في الجنوب لماذا صمت من ضاع ماله في مشروع سندس الزراعي لماذا لم نقل للحكومة ان توجه اسلحتها وجيشها نحو المحتل في حلايب والفشقة وان تكف يدها عن قتال السودانيين. لذلك لن يحدث تغيير جذري مالم نتغير نحن
سامح الشيخ