قلم رصاص
حسن بكري
بينما اوزع مع اخرين منشورات تنادي بأسقاط النظام كانت ردة الفعل كبيرة في وجوه الناس
بعضهم كان يطلب عددآ اكبر من القصاصات ليوزعها بنفسه
الدعوات من افواه الجميع تخرج صادقة فتمنحنا الثبات
ربنا ينصركم
كلنا معاكم
شدوا حيلكم
كان سبتمبر المبارك قد انتصف وكانت واحده من اكبر الحملات التي نفذت حيث غطت القصاصات العاصمة بمدنها الثلاثه
كنا شباب من احزاب عديدة وكان الوقود الحقيقي للفعل هم شباب الانصار ومجموعة اتحاديين وزملاء شيوعيين اضافة لرفاقنا البعثين واخرين حيث خرجت المبادرة من رفيق جلست إليه بعد انتهاء الفعاليه وتحدثنا عن ردود الافعال
كان جليآ ان الشارع سينفجر في اي لحظه وانه علينا الاستعداد لذلك
اتفقنا ورفيقي على مخاطبة من نعرف من شباب الاحزاب وحدث ذلك في نفس الليلة تواصلنا تقريبآ مع الجميع
قلنا بأننا فرغنا توآ من فعاليه كبيرة وان كل المؤشرات تمضي لهبة قد تحدث في اي وقت وعلينا ان نجهز انفسنا فلا يفاجئنا الشارع
توافقنا على النيلين الجامعة موقعآ لاجتماع عاجل لقوي التغيير احزاب حركات مجموعات شبابيه الخ
اخذ الترتيب للامر ايام عديدة وحدث ماكان متوقعآ
انفجرت الخرطوم
وزعنا انفسنا نفس المجموعة التي نفذت الفعالية اعلاه على الاحياء في محاولة لتوجيه المنتظاهرين وقيادتهم وجعلنا نستعجل اجتماع قوي التغيير
اجتماع لم يحدث لأن الغالبيه كانت تخشي الاعتقال او لا تملك وسيلة تنقل وقد تمدد الحراك لجميع الاحياء فعدنا يعمل كل واحد منا في منطقته
كنا كثر وكان الحراك اكبر منا فأضحي جهدنا كطفل يحرك قدميه على الشاطئ وينتظر عكار البحر
كان اندفاع شعبنا كبير وكنا مرتبكين لحد اكبر بينما الحكومة ترتجف اخذت توزع الموت على الجميع وبعضنا كان يجهز نفسه وبدلته للحكومة الانتقالية
ومع اتساع دائرة الاحتجاج وعدم التنظيم خرجت الامور عن سيطرتنا جميعآ رغم نزول شباب الاحزاب للشوارع ومحاولة تهذيب وتوجيه الحراك كان خوف النظام اكبر من كل شي فخرجت رصاصاته تخترق قلوب طلاب المدارس والشباب
كان الموت في كل مكان وكل شارع
سقط مصعب فمحمد صادق فسارة ووفاء ليسقط هزاع وبكور ثم صلاح سنهوري والبقية
غاصت الخرطوم في الدماء فنزلت اجهزة الامن بين الجموع تحرق كنار وتشعل طلمبات الوقود وشيئآ فشيئآ تراجعت الجموع
كان جليآ ان الامر قد انتهي فعدنا نستجدي الناس في التراجع بأحساس اننا شركاء في مواتهم حتي اطل اكتوبر ومعه مات الهتاف السبتمبري المجيد
مؤسف اننا الى الان لم نجلس لنستخلص العبر مما حدث نعالج القصور وندعم نقاط القوة
مؤسف اننا في كل مره ننتقل من حراك لاخر بنفس الاخطاء وذات التخبط نزعزع النظام ثم نثبته بأيدينا مرة اخري
آن اوان ان نتوقف مع انفسنا لنراجع كل ماسبق ونفتح صفحة جديدة برؤي واضحة وبصيره متقده لتكون الهبه القادمه حاسمة ولنكون اكثر صدقآ امام انفسنا وشعبنا
آن اوان ان نرتب انفسنا ونترتب فيما بيننا القوي الحريصه ع التغيير بأهداف ووسائل واضحه وان نقدم عناصر حقيقيه تقودنا وشعبنا بعيدا عن الترميز التضليلي فما عادت بلادنا تحتمل
آن اوان ان نقسوا على انفسنا وغيرنا وان لانجامل لننقذ ماتبقي من تراب ونتدارك مايمكن تداركه.