التخبط السياسي واثره على اسقرار الدولة

التخبط السياسي واثره على اسقرار الدولة
درجت سياسة الانقاذ منذ بدايتها للترويج للسودان الاسلامي واعتمدت على رؤى وافكار الشيخ الترابي لتطبيق نظرياته لاقامة دولة اسلامية ونشرت الشعارات الدينية والتعبوية والجهادية واعدت الجيوش الجرارة واستشهد معظم الشباب الذي آمن واقنع بالفكرة والمشروع الحضاري ولكن رغم الحروبات والنزاعات التي استمرت ردحا” من الذمان فقد رضخت ارادة الحكومة للمفاوضات ودخلت في الحوارات والمؤتمرات التي في نهاية الامر قد اودت بحق تقرير مصير اهل جنوب السودان وتم الفصل السؤال الذي لايزال يراودني طوال هذه الفترة التي قضيتها منذ حدوث الانقلاب المشؤم في ٣٠/يوليو ١٩٨٩ولازلت اذكرت حالة الهلع التي انتابتني وكنت في ريعان الصبا انذالك والخوف الذي رايته في اعين كبار الحي والجيران ومنذ لحظتها تربت عندي عادة الملاحظة المقصودة والممتبعة لمسيرة هذا النظام الغير شرعي كماكان يقول شيخ النوبة الذي كان بمثابة قايد للحي الذي كنت اسكن به وسالت انذاك كيف ماشرعي الانقلاب ؟اجابتني ابنته يعني (الانقلاب ده ذي ود الحرام )وخفت لحظتها لانني كنت ادري وقتها وقد شاهدت كيفية المعاملة للمرأة التي تاتي بطفل حرام وشاهدت التجريس والضرب الذي كان يحدث في تلك الفترة وجلسات الحكم من قبل شيخ الحلة انذاك .ولكن عندما كبرت ودخلت الثانوي عرفت كل ماكنت لا ادركة انذاك وذلك لاني وجدت الساحةالسياسية داخل المدرسة متمثلة في الاتحاد الذي كان انذاك تسيطرعليه الاحذاب اليسارية .
الشي الذي ظل محيرا“لي ولالاف السواد الاعظم من الشعب لماذا هذا التخبط الغير مبرر كيف تبدأ الحكومة بزرع المشروع الحضاري والاسلامي وعلى مدى السنين تقطع ازرعه مرة بفصل الجنوب وتضيع على المجاهدين دماءهم التي روت الجنوب على امل ان يكون مستقرا“وان ينتشر الاسلام اذن اذا كانت فكرة الحكومة فصله لماذا كانت الحروب والجهاد وقتل الابرياء دون وجه حق ؟وكذلك زرعت هذه الحكومة نظام الولايات ومن خلاله قسمت المناطق لمحليات وبذلك اسست للقبلية ومزقت النسيج الاجتماعي ومهدت للنزاعات والصراعات القبلية ومن بعدها نجدها عند تكوين المليشيات وانتشار الحركات المتردة نجدها تعقد المؤتمرات للصلح وتقدم الترضيات مما شجع الكثير من الشباب لجمع عدد من الشباب وعددمن الاسلحة والعمل على ترويع المواطنين على امل ان تعطيهم الحكومة المال والمناصب وهي بذلك شجعت على التمرد وذلك لقلة افق من يحكم ولقلة رؤية المفاوضين من قبل الحكومة الذين لاهم لهم سوى اطالة امد المفاوضات للحصول على( الكومشن الاكثر ) هذا التخبط الفكري والسياسي هو ماجعل الوطن يتمزق والمواطن يعاني من الظروف الاقتصادية الحرجة التي وضعته بهاالحكومة لعدم ضبط خطابها السياسي فتارة تعادي اسرائيل وتارة تعادي الخليج وتارة تعادي امريكا وخلق الخطاب الغير متزن فكريا“وسياسيا“وعقليا“وانعدام الرؤية الصايبة والحكيمة من قبل الحكومة هوماجعل الحكومة تتخبط في كل ماتفعل وتعود وتتصالح مع كل من عادت رغم انفها وليس برضاها وترضخ وتبطح للنيل منها كانها جثة هامدة يراد بها التمثيل المنكر .اذن هل نسيت مشروعها الحضاري الذي صبر السواد الاعظم من الشعب في سبيلة وعاني من الحصار الاقتصادي على كافة الاصعد وهل هذا الانكسار السياسي الذي تعاني منه الحكومة في فكرتها هل سيؤدي لانشطارات لاجزاء الوطن الاخرى واستمرار الحروب ام ماذا تنوى هذه الحكومة الغير سوية في افكارها من جراء عدم الاتزان الفكري وغياب العقل التام .
✍? الست البكري