الخميس , أبريل 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / قصص وآراء / رواية القنديل- الحلقة الاولى – بقلم طارق اللبيب ..

رواية القنديل- الحلقة الاولى – بقلم طارق اللبيب ..

رواية القنديل– الحلقة الاولى – بقلم طارق اللبيب ..

كتير الناس بسألوني عن معنى اسمي يعني شنو (قنديل) .. واحدين بقول ليهم (القنديل ود عم المنديل) ..ياخي زهجوني زاتو .. القنديل.. هو المصباح ..اللمبة اللمبوووو … اللمبة ام عوينة الكان زمان بولعوها بالزيت .. والفانوس البولعوهو بالجاز الابيض

ولو قلت (قنديل البحر) ده نوع من الاسماك عنده شكل عجيب كدا من فوق زي القبة ومشرشر كدا . 

بتلقاهو بالليل في الضلمة مضوي زي المطلع نور سبحان الله .. 

انا من منطقة قريبة لي كوستي .. ديل اهلي الاصليين .. رحلنا زمان من هناك وجينا استقرينا في ام القرى شمال هنا بتاعة الكدرو دي .. 

ابوي كان عندو كشك بتاع فول وموية ليمون في واحدة من المصالح الحكومية في بحري .. ومن زمان اشترينا البيت وسكنا هنا وفي امن وامان انا الزول الكبير في البيت .. يعني البكر وكدا .. بمناسبة البكر دي .. امي دايما كانت بتقول لي .. يا التليفة .. اصلو البكر بكون تليفة .. ودمو بارد .. لكن بالعكس والله الحكاية دي ..والله ما صح .. ياخي يتخيل لي انا اكتر سوداني دمي فاير .. انا خايف كان انجرحت ودمي كب فوق كراع زول. يحرقو حريق هه .. 

القصة العايز احكيها ليكم دي حصلت لي قبل اكتر من 6 سنوات تقريبا .. كنا الوقت داك كلنا في البيت والكلام ده قبل اختي امل تتزوج .. وكانت الايام ديك بجهزو ليها في العرس .. امل طبعا اصغر مني بتلات سنة .. واصغر منها عبد اللطيف ..وياسر ,, واخر شي مودة .. نحن تلاتة اولاد وبتين .. 

ابوي التوم ود الكتال مابعرف غير يلزمنا بالشغل والدراسة والجدية زول اتجاه واحد .. اي كلامو كتير وبمسك في الموضوع يعصرو لامن يجيب الزيت .. لكن برضو ماشي دغري دغري . اها الحصل وبالتفاصيل بالدقة والدقيقة .. انا اصلا كنت شغال في محل بتاع كافتيريا . في بحري . وبالتحديد ماسك الشاورمة .. اخوكم بظبط شاورما البضوقا كلو بجيهو ادمان في النخاع الشوكي .. لازم يجيني كان ما يومي .. في الاسبوع مرتين تلاتة .. ياخي في ناس عرفتهم عديل .. وبقو اصحابي . وبظبط الملح .. والبهارات.. للحمة بطريقة ان ذاتي مستغرب فيها .. والبسألني من سر الطعم .. بقول ليهو لله في خلقه شؤون .. توفيق من الله .. ما حصل يوم عملت شاورما طلعت بيش .. 

واي نشرة بنشرها بشيل منها قطعة اضوقا اول شي .. النشرة ده القطيع المن فوق لي تحت .. قبل اللحمة تقع في الصينية .. والفي الصينية ده اسمو الفرم .. يعني اول بتنشرها وتاني بتفرمها مع السلطة ههه خبرة موش؟

كنت جادي في عملي لدرجة انو بجي الكافتيريا الصباح مع الحبشي البجي ينضف .. والله بقيف وقفة واحدة في الشاورمة من 8 صباحا لغاية 11 بالليل .. الا الصلاة والحمام والوجبة . المهم بقيت ماهر في الشاورما .. ومشهور جدا .. وايراد الكافتيريا عادي بسجل مبيعات الشاورما 80 % من الايراد الكلي .. كدا ممكن اي زول يتخيل كمية الشغل والتعب المعصورة علي .. 

والكافتيريا بقت اشهر كافتيريا في الحتة .. والناس من وين ووين بجوها .. 

والناس بقت زحمة علي شديد .. كل ما تمر ايام الناس تمشي مزدحمة علينا .. والناس بقو يعرفو اسمي .. ياقنديل ياقنديل ..والناس بقو يسألو مني بالاسم .. يوم اكون مسافر لاي ظرف او عيان او شي .. بجو يسألو عم شادلي . كان قال ليهم قنديل مافي.. مابشترو من الحبشي البكون سادي بدلي.. والحكاية دي بقت مضايقة عم شادلي شديد .. عم شادلي سيد الكافتيريا .. وماسك الكاشير .. 

والمشكلة الكبيرة .. الناس بقولو ليهو .. دي اسمها كافتيريا قنديل؟؟

يقول ليهم قنديل بتاع شنو؟؟ دي اسمها كافتيريا (……..) انتو ما شايفين اللافتة؟ قنديل ده عامل هنا .. عامل وبس .. 

عمك ده بدل ما يتكيف مني .. ويحفزني.. بقى مضايق مني وبكرهني كراهية عجيبة .. والله انا مستغرب لدرجة .. يا اخوانا انا اكتر زول جايب ليهو دخل.. يعني عشان الكافتيريا انشهرت باسمي .. غايتو جنس حسادة ؟؟ ياخي انا بكب ليك القروش لامن تدفق .. حاسدني في الشهرة ههه .. غايتو البلد دي فيها محن تمحن ذاتو.. 

يوم من ذات الايام في واحد من الزباين المعتمدين بعرفو شديد .. مدا لي الماركة .. ومعاها خمسين جنية .. قلت ليهو ده شنو؟ القروش دي شنو؟ انت موش انت دفعت في الكاشير؟ .. قال لي ايوة دفعت.. بس ده بخشيش ليك .. عشان لمن اجي اقيف .. ما تأخرني .. لاني بكون مشغول ومستعجل .. والاولاد يوميا بقولو لي تجيب لينا شاورما من قنديل ..

اها الزول ده بتكلم معاي .. وعم شادلي بسمع فيهو وبعاين .. انا لاحظت ليهو هو شافني وانا شفتو .. 

اها قمت قلت للراجل ياخي الكلام ده ماصح .. اولا انا شغال بي مرتب .. ما ممكن استلم بخشيش .. بعدين ما ممكن اقدم دورك على دور الناس المنتظرين قبالك ده كدا ظلم صح؟

قال لي صح .. بس البخشيش ما تاباهو .عادي زباين المطاعم بدو الجرسون بخشيش .. قلت ليهو اسمع ..انا ما جرسون.. ولو جرسون مابقبل بخشيش .. جزاك الله خير .. وعم شادلي يعااااين .. وقعد يهز في راسو كدا .. هزة فيها كلام كتير .. يهز في راسو زي النوعية البتلقاهم قاعدين في الشارع الواحد وكت تجي فوقو بت مالابسة كويس يدنقر ويقعد يهز في راسو .. وهو تلقاهو كاتل الجداده وخامي بيضها .. 

انا طبعا من جواي حسيت بي حريق .. ماعارف سببو شنو .. لكن والله غلبني اشتغل .. 

عمك ده طول اليوم ده بعاين لي بي طرف عينو ويهز في راسو .. والله انا اتعقدت من روحي .. مع اني يشهد الله برئ.. وماعملت غلط لاحدي اللحظة .. لكن الراجل المدا لي القروش ده دخلني في حتة ضيقة .. 

قلت والله عمك ده يفتح خشمو معاي الفّها ليك معاهو .. لما يفهم حاجة .. 

ولي حظي الغريب جدا جدا .. حصلت مني غلطة عبيطة جدا . 

في اربعة بنات سمحات سماحة .. جن دايرات ساندوتشات مما وقفن جمب الاشير عشان يشترن الموارك انا بقيت ما مركز . فيهن واحدة طافية الكل وطاغية على التلاتة الباقيات.. 

اها جابن الموارك وجني شلت منهن الموارك عرفت انها جامبو لكن ولا شفتها كم ماركة لانهن اربعة بس رميت الموارك في الصندوق تحت . وجبت العيش بفتح عيشة عيشة وبخت . وبعاين للبت اللابسة البمبي دي . في النهاية انتبهت ياربي البنات ديل ادوني كم ماركه . بالتاكيد اربعة بس انا ما متأكد . ياربي امشي اسألهم لانهن وقفن بعيد دا .. لانو قدامهن كم نفر .. انا شغال ليهم .. هسي انا لو كوركت ليهن سألتهن .. عمك الوهم ده يعمل لي موضوع طويل وعريض .. يازول انا اديهن اربعة شندوتشات وخلاص .. ياهن بكونن ادني اربعة موارك .. 

المهم اتوكلت وحشيت ليهن اربعة ساندوتشات بي مزاج . والطحينة والشطة وكل شندوتش رميت فيهو كيش بتاع كاتشب .. ودخلتهن في اكياسهن وكلهن حشرتهن في الكيش الكبير ورفعت الكيس كدا وانا بعاين ليهن .. يعني معناها خلاص انا جهزت ليكم .. جات واحدة شالت مني الكيس .. ومشت وانا بعاين ليهن . والحمد لله لغاية اللحظة عمك شادلي مشغول ماعاين لي .. بس البت مشت وقفت مع رفاقتها وطلعن السندوتشات .. وبقن يعاينن لي ويتلفتن .. ويتناقشن

بعد شوية واحدة جاتني شايلة سندوتش .. قالت لي معليش يا استاذ نحن طالبين تلاتة سندوتش ما أربعة .. فينا واحده قالت ماعايزة .. قلت ليها معليش غلطة .. قالت لي بس مين يدفع حق الغلطة دي؟؟ .. ورفعت صوتها عمك طوالي انتبه .. وانا بقيت مركز معاهو .. لاني خايف من لسانو .. قلت ليها ختيهو بدفعو انا .. عمك قام من محلو طوالي كشت كشت. لبس نعلاتو وجاني .. اول شي لاقا البت راجعة مني.. قال ليها . في شنو يابتي ؟؟

قالت ليهو لالا . بس غلطة من بتاع الشاورما .. قال ليها غلطة شنو؟؟ فهميني .. 

قالت ليهو انحن طالبين تلاتة سندوتشات. وهو عمل لينا اربعة .. هسي رجعنا ليهو الرابع .. وهو قال بدفع حقو براهو .. قال ليها بسيطه. الحمد لله انتو طلعتو بنات ناس .. لكن هو ،انا عارف قصدو .. وده حسابي معاهو بعدين.. انا الغريبة بسمع في كلام عمك ده وعامل رايح . والبت السمحة دي بتعاين لي . ودايرة تشوف ردة فعلي شنو في الموضوع .. وعرفتني انا سامع كلام عمك البكيل لي في الاتهامات .. ولصق فيني تهمة واضحة بدون وجه حق .. بالله شوف الزول ده شكاك كيف؟

يعني هو قاصد انو انا اديتهن السندوتش الرابع بالقصد .. يعني نظام حنك وتقديم جميل من وراهو قصد.. اعوذ بالله منك ياخ .. انا لو داير اعمل حاجة زي دي .. كنت اشتريت ليهن السندتشات الاربعة .. ودفعت حقهن براي .. الحمد لله بقروشي ما محتاج عشان اسلفق منك يااااا ……. ماتخليني اقول ليك .. طبعا بتكلم براي في سري وكدا .. 

شوف القصتين ديل حصلن في نفس اليوم .. واحدة كانت زي الساعة 2 نهار والتانية بعد المغرب كدا بشوية .. 

هو عليك الله كان ما البلد دي غريبة زول زي انا عندو بكالريوس في الاقتصاد .. يشتغل شاورما في كفتيريا ؟ ونلاقي زي الاهانات دي وكمان قدام البنات .. والله صراحة انا في اليوم ده مستاء ومحروق حرق عجيب .. وكل مرة قلبي يقول لي امشي للزول ده وزفتها معاهو واتخارج .. 

انا شغال معاهو سنة عديل.. قبليها كنت شغال في كافتيرا بتاعة صاحب ابوي في الكلاكلة .. وده الزول العلمني الشغل . ونسبة لانو الكلاكلة في جنوب السودان والكدرو في شمال السودان .. اقصد الخرطوم .. 

جيت فتشت شغل هنا في بحري ولقيت عمك ده .. وبي صراحة عشان ما اظلمو في الايام الاولى كان معاي كويس.. ومتكيف من شغلي والتزامي بالمواعيد .. لكن بعد ما اشتهرت وبقى اسمي طاغي على اسم الكافتيريا المكتوب في اللافتة .. عمك بقى مضاديني زي التقول انا ضرتو .. 

هسي اليوم انتهي والساعة 11 الا ربع وانا في صينيتي مافي غير خمسة ستة طلبات .. وعمك يتململ راجي لامتين نخلص عشان يجي يمسح بي الواطه .. 

الى اللقاء ..

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

قصة قصيرة طابور خامس

Share this on WhatsApp جمال غلاب انتظرت دوري بصبر و جلد و أخفيت الضيق الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.