الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / قصة قصيرة للقاص عزام مرسي ( البطل )

قصة قصيرة للقاص عزام مرسي ( البطل )

قصة قصيرة للقاص عزام مرسي
( البطل ) 
لم يتمالك نفسه , بدت علي وجه كل علامات التقدم في السن في هذة اللحظه التي لا يستطيع أن يعبر فيها عن إنفجار دواخله, خلايا وجهه مارست حقها الطبيعي في الانقسام بسرعة, تمدد جلده, للوهلة الاولي تقسم بأنك تنظر إلي أحد برامج التلاعب بالسن من شدة التغير في معالم ذلك الوجه القمحي الوسيم, ذو التقاطيع الجاذبة و الشفاه الأفريقية المميزة التي تعلن عن النمر الجاهز للإنقضاض, العيون ذات اللون المميز, الشعر الاسود الفاحم المتوسط القسوة بين التجعد والنعومه , بسنوات عمره الاربعين و طوله الفارع, و خاتم الزواج في يده اليسري و أطفاله الاربع إلا أنه مايزال قادرا علي صيد النساء  من كل الاعمار بسهولة وسريه, أناقته و نجاحه في عمله يمكنانه من الحصول علي كل مآربه, بكرٌ كان أم ثيب .
في ذلك المجتمع الذي يُمكن للرجل فعل كل مايريده بل والتباهي بالمغامرات العاطفية , دون أي حرج , و في جلسات التباهي يقوم الرجال بحجب اسماء الأناث تجنباً لإحتكاكات قد تحدث بين قريب لهن, يكن من بين الجلوس بمحض الصدفة .
القي بهاتفه النقال أمامه جوار مفاتيح سيارته , أحس بكراهية غريبة للمكتب, بعصبيه تناول المفاتيح والهاتف و خرج علي غير عادته دون ان يعلمهم عن وجهته و هل سيعود ام لا, لم يعر أي اهتمام يذكر للأسئلة التي طرحتها عليه سكرتيرته الجديدة، لم تستوعب لماذا خرج دون أن ينظر لها كالمعتاد و يبتسم, وهو الذي ينصب شباكه حولها, وهي التي  تنتظر مفقط أن يفتح ذراعيه لها حتي تلقي نفسها في حضنه مضحيةً بكل ما تملك و ما لا تملك أيضاً فسحر إبتسامته لا يقاوم .
إنطلق بسيارته صوب المجهول , لم يستطع أن يتمالك نفسه كثيرا, أغلق نوافذ سيارته صرخ بكل ما أوتي من قوه , متمرداً علي القدر, رافضاً أن يتقبل ما سمعه علي الهاتف من زوجته, التي لازالت تحاول الاتصال به منذ ذلك الحين وهو يرفض الأجابه علي اتصالتها, أطلق سراح دموعه, بكي كما لم يبكي من قبل, أحس بدموعه التي خانته عندما كان في العاشرة, تستجيب لتوسلاته و تنهمر بغزارة الان , بكي و لم يفق إلا علي مزامير السيارت الاخري تطلب منه الالتزام بخط سير محدد, إكتفي بالإعتذار لهم بأن رفع يده اليسري بطريقة ودية و إنطلق بسيارته مسرعا بعد أن خففت الدموع عنه الكثير, إنعطف بسيارته فجاءة نحو أحد الشوارع الفرعية, اتصل بأحد أصدقائة وطلب منه الحضور باكرا لمكان جلستهم المعتاد , لم يستطع ان يذهب لمنزله فهو لا يعرف ماذا سيحدث إن ذهب إلي هناك .
جالساً مع أصدقائه مسافراً في عوالم المجهول بخياله , كانت أنفاسه خناجر تزيد جراحه, لم يتصور أبدا أن يبتلي بمثل هذا الموقف مرة أخري , نعم , كان من المحال أن يدور بخلده الماجن هكذا موقف, حتي في لحظه فسوقٍ فكري , ففي أمجن لحظات فسوق أفكاره وتصوره لعواقب مجونه, تصور أن يكتشف خيانة زوجته , أن يتفاجاء بعلاقة غير شرعية, لإبنته التي لحسن الحظ  لم يرزق بها, إعتصره الألم الشديد مره أخرى, وضع يديه علي صدره , لكنهما لم تساعداه علي تخفيف ألامه, أسند ظهره علي الكرسي , موزعاً نظراته بين الأصدقاء , لم يكن يحبهم جدا لكنهم أصدقائه علي أي حال , رغم أنهم لم يكنوا يحبوا بعضُهم لكنهم كانوا يتبادلون الخدمات للحصول علي الخلوات الماجنة في منازلهم أثناء خلوها من الزوجات والاطفال .
كالغريق في بحر أفكاره لم يجد تلك القشة التي يمكن أن يتعلق بها , حتي يتخلص من تلك الوصمه التي يمكن ان تصاحبه للأبد , هل يمكن أن يصبح فجأة حديث المجالس , و تصبح سيرته علي كل لسان , وهو الذي جعل من نفسه فارساً في مخادع النساء , وصار مضرب الأمثال  في قهر الحريم, وصاحب المفاتيح السحريه للقلوب و المخادع , حتي أنه كان الملك الغير متوج , لمملكة العلاقات اللاشرعيه, و رغم عدم شرعية هذة العلاقات إلا أنها كانت تحتكم لقوانين عجيبه, و يكون زوج السيدة أو ولي امرها الوحيد الذي يُحرم علي الجميع إخباره بما  يحدث في تلك المخادع , وحتي و إن كانا من نفس الرفقة .
كما المتاهة هذة العلاقات, ممتدة وشائكه و تجد فيها من التقاطعات الكثير, لكنها تحتكم لقوانين تمنع التصادم بين الذكور وتبيح لهم قتل النساء, وجلدهم إن أظهرن شعره من تحت الحجاب ، وهم أنفسهم من يعلمون نساء الغير العري الفكري و فنون المرواغه علي علي الشرف ، الشوف الذي في نظرهم قطعة في الجسد وليس مجموع الاخلاق الحميده ، هكذا كانوا يجبرونهن و انفسهم علي الحياه المزدوجة . 
يئست زوجتة من الإتصال به, أرسلت له رسالة علي هاتفه النقال مضمونها بأنها ستذهب للمدرسة حتي تصطحب طفلهما البكر وليد, لأن قرار فصله من المدرسة تم تطبيقه علي الفور, ويمنع عليه أن يستقل الباص المدرسي للعودة للمنزل مع أخوته الذين عادوا من دونه.
لم يرد علي رسالتها , بل و حذفها علي الفور, لم يكن يعرف سبب الحقد الذي كان يشعر به ناحيتها, نعم نعم هي السبب هي التي دللته أكثر من ما ينبغي هي التي كانت تقبله في الصباح والمساء و قبل النوم , هي التي يجب أن تتحمل وزر ما فعل وليد .
تمني من كل قلبه أن يكون مجرد حلم لا أكثر , مكالمتها المسمومة لم تسمم عليه يومه فقط بل سممت عليه كل حياته, هل يقتلها و يقتله  و نفسه معاً , ماذا يفعل وكيف سيتقبل نظرات المجتمع المسمومة, اختمرت هذة الفكرة في رأسه وقرر تنفيذها , لكنه تردد مرة أخري و قرر أن يدخن سيجارة، شارداً بنظره يتابع الدخان و هو يتطاير في الجو.
(…..)
لم تتمالك ولاء نفسها من الغضب, و هي التي كانت تنتظر من سعيد أن يهرع فور سماعه بهكذا مصيبة نحو المدرسة, لكنه أثبت لها أنه غير مهتم بشؤن الاطفال، و ترك كل شئعلي عاتقها كالعادة, كانت مؤمنة بأنه سيجعل من هذة المشكلة التي احدثها وليد سبباً حتي يرجعها لبيت أبيها, هكذا كان تفكيرها الأنثوي يدفعها دوما عند يتسبب الاطفال بأي مشكلة, ( سعيد سوف يطلقني ) حتي يتزوج مرة اخري, وهي التي قضت سبعة عشر عاماً معه, و رزقا في العام الثالث بعد الزواج بوليد, و أصرت هي أن تسميه وليد حتي يتشابه مع إسمها, و من ثم رزقت بأخوته الثلاثه علي التوالي , و لم تستلم  و تترك جسدها يترهل بفعل تتابع الولادات بل كانت تبدو كما العروس التي لم ترزق بأي أطفال, وكانت مثار حسد الجميع و مضرب الامثال في المحافظه علي الرشاقة, كانت تجاهد لتحافظ علي زوجها لأنها تعلم منذ أيام الدراسه أنه لا يحب البدينات.
نعم لقد خانته لكن ماذا تفعل, وهي تري نظرات الإشتهاء من الجميع إلا هو , حتي إنها بدأت تشك في أن هنالك مرض ما اصابه, هي تفننت بكل ما تستطيع حتي تثير شهوتة و تجعله يقترب منها لكن لا فائدة , فبعد ولادة أيمن أصغر أطفالهم , لم يقترب منها أبدا و لا حتي أيام الخميس المعتادة. هي تعتبر نفسها وفية لأنها صبرت علي أن تمارس الحب معه يوم واحد كل أسبوع طوال التسعه أعوام الأولي من زواجهما, لكن من الصعب عليها البقاء دون جنس لمدة ثمانية أعوام, عاشت في صراع بين الحب ورغبة الجسد, هي تحبه لكنه لا يقترب منها، جسدها يحتاج للغذاء حتي يتألق, و نظرات الجميع تتلهف لمنحها هذا الغذاء, وهي قبلت علي نفسها أن تتناول هذا الغذاء لكن من أشخاص ثقة, نعم خالد هو صديق سعيد المقرب لكنه يهتم بها أكثر من سعيد , لا يتأخر في إشباع جسدها في أي وقت , و أيضا لا يتردد في تقضية طلباتها, إنها لا تحب خالد لكنها تحب أن تتقاسم معه الفراش ومع علي ومصطفي أحياناً أثناء غياب خالد , عجيبة تلك المشاعر الأنثوية التي تجعل من قلب الانثي ملك لرجل و جسدها ملك للأخرين.
إتصلت ولاء بخالد وطلبت منه الحضور معاها للمدرسة , لأن سعيد لا يجيب علي هاتفة, وأنها محرجة من الذهاب لوحدها لعدم قدرتها علي التفاهم مع المعلمين في مثل هذة المسائل, لم يتردد خالد بل في غضون دقائق كان يصطحبها بسيارته و يتوجهان نحو المدرسة, بل أنه طلب منها بكل لباقة البقاء في السيارة وهو سيذهب لإحضار وليد من الداخل.
(…..)
لم يستطع سعيد أن يلاحق الدخان بنظراته أكثر من ثواني, حتي تذكر تلك المكالمة المشؤمة من زوجته, وهي تخبرة بأن هنالك مشكله حدثت في المدرسة و وليد طرف فيها و عندما سألها عن طبيعة تلك المشكلة , أخبرتة أن المعلم أخبرها بمشاهدتة و زميل له وهم يمارسون الشذوذ في الفصل أثناء إنشغال بقية الطلاب بحصة التربية الرياضية.
هنا لم يتمالك سعيد نفسة مره أخري, تمني من نفسه أن يجد طريقة ما لكي يمحو هذا العار, فكر مرة أخري بهدوء وقال ربما لم يكن الأمر برضاه, نعم ربما الطرف الثاني هو الذي أجبر وليد وأغتصبه, نعم وليد لا يمكن أن يفعل هذا برضاه, لكن هل سيفعلها مرة أخري , فسعيد كان يؤمن بالمثل الشعبي المتهكم المرادف لمثل هذة الحوادث, بأن قيادة الدراجه لا يمكن نسيانها أبداً .
سيأخذ أطفالة وسيسافر, سيطلق ولاء ويتركها مع وليد و سيأخذ بقية الأطفال وسيسافر, فهو لا يريد أن يصبح أطفاله مثل وليد, و سيكون عقاب ولاء حرمانها من البقية ويمكن ان تحتفظ بوليد لأنها هي السبب في شذوذه, طمئن قلبه بهذا القرار, وقرر أن يصفي أعماله من يوم غد و يباشر إجراءات السفر.
قطع حبل أفكاره صوت ترحيب الأصدقاء بخالد الذي وصل للتو , و ما أن ألقي التحية وجلس حتي إستفسر من سعيد عن عدم رده علي هاتفه, تعجب سعيد من خالد و قال أنه لم يتلقي مكالمة منه خلال هذا اليوم, هنا أخبره سعيد بأنه إلتقي بولاء صدفة جوار مدرسة وليد, وأنها هي من أخبرته بعدم تمكنها من الإتصال به, وقع هذا الخبر علي سعيد كالصاقعة تماماً, الأن هو تأكد من أن خالد يعرف التفاصيل كلها, هل يهرب الان قبل أن يلقي خالد بالقنبلة ويفضحه وسط الجالسين وحتي وإن هرب الأن سيخبرهم خالد لا محالة, لم يدري سعيد ماذا يفعل, لكنه أثر الإستسلام علي الهرب لأن الفضيحة أتية لاريب.
لأول مرة كانت ولاء تضرب وليد بهذة القسوة, حتي أنها جعلت تضربه بكل ما يقع في يدها, حتي أنها كادت أن تضربه بالمقلاه لولا انها تنبهت في اللحظه الأخيرة أنها ساخنة, و بعد أن تعبت من ضربه قامت بحبسه في غرفته و كانت تكرر عليه الأسئلة من علمك هذة الأفعال, و هو لا يجيب بل يكتفي بالبكاء و النظر للأرض, مسكين وليد لا يستطيع أن يخبرها أنه تعلم هذة الأفعال منها و خالد, لقد كان يعرف مواعيد تسلل خالد أثناء الإجازة الصيفية وكيف أنها كانت تطلب منهم اللعب بألعاب الفيديو وعدم الخروج من الغرفة لأنها سوف تنام قليلاً , لكنه كان يعلم بأنها ستنام مع خالد الذي يتسلل لحظة طلبها منهم هذا الطلب، بل انه أدمن مشاهتدهم بدلا عن ألعاب الفيديو .
(……)
بلا مقدمات ألقي خالد قنبلته, أخبر الجميع أن وليد تم ضبطته يمارس الجنس مع صبي أخر في المدرسة , و أردف قائلاً , يبدو أن وليد مصاب بسعار الجنس مثل والده, غرق الجميع في الضحك, بل أن أحدهم قال يبدو أن سعيد كان يعلمه فنون القتال منذ الصغر, لم يتمالك سعيد نفسه من الدهشة, كل همومه زالت عندما عرف أن أبنه هو الفاعل وليس المفعول به, شكر سعيد, خالد علي تواجده بدلاً منه في المدرسه, ضحك الجميع عندما أخبرهم خالد كيف أن أهل الصبي الأخر كانو لا يستطيعون سوي النظر في الأرض من أثر الفضيحة, وقال مردفاً ربما من الأفضل لهم السفر إلي مدينة اخري.
لم يكن بمقدور سعيد الطيران حتي يصل للمنزل, و ولاء التي كانت ترتعد من الخوف وتتصور لحظة دخول سعيد و توبيخه لها علي ماحدث, لكنها لم تتصور أبدا أن يدخل عليها وهو يحمل معه عشاء جلبه من أحد المطاعم الفاخرة, كما كان يحدث كل خميس, إعتذر لها عن عطل أصاب هاتفة فجاءة , وسأل عن وليد, ثم ذهب إليه في غرفته و أحتضنه بحنان أبوي و استلقى جوار البطل .
* للنشر *

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.