نعم، لقد فشل العصيان!!

منعم الجزولي:

نعم، لقد فشل العصيان!!
والدليل على ذلك أن الدولة قد خلعت ملابسها الرسمية وارتدت حُللاً مدنية، وأكتظت جحافلها فى شوارع الحرية والجمهورية، بعض على الأقدام وبعض بداخل الفارهات تطلق ابواقها بالضجيج، مفسحة المجال لكاميرات منسوبيها المحمولة على الأكتاف أو داخل طائرات الهليكوبتر لصنع صورة تقول إن الناس يسيرون فى الطرقات بشكل عادى. ولكنهم أغفلوا تماما ان يوجهوا كاميراتهم نحو الشوارع والزقاقات فى الأحياء السكنية!!!
قلنا من قبل إن الزقاقات لاتخون!!

نعم، لقد فشل العصيان!!
والدليل على ذلك أن منسوبى حزب الشيطان إزدحموا فى السوقين العربى والأفرنجى، للإيحاء بأن حركة الناس فى الأسواق عادية!!
ولكن، ولغبائهم المزمن، نسوا أن ابواب المحلات والدكاكين والمطاعم فى خلفية الصور التى بثوها كانت كلها مغلقة!! كما اختفى الباعة الجائلين وكافة طبالى الفرَّاشة!!

نعم، لقد فشل العصيان!!
والدليل على ذلك أنهم قد ركًّزوا جهودهم فى العاصمة، واستجلبوا منسوبيهم من كل انحاء البلاد وتركوا الأقاليم عارية. فكانت دلائل فشل العصيان فى زالنجى أن الناس اعتصموا فى بيوتهم وقد خلت شوارعهم من نفاخ النار!! وامعاناً فى اعلان فشل العصيان أطلقوا بالونات تحمل شعارات العصيان، فتصدت لها كتائب صناديد أمن النظام وأشبعوها جبخانة حية، وكان العصاة الفاشلين كلما أُسقطت مجموعة من البالونات يطلقون فى الهواء بالونات أخرى!! وهكذا أهدر جند الحكومة جبخانتهم فى محاربة الهواء!!

نعم، لقد فشل العصيان!!
وقد جاءت الصور الحقيقية تحكى عن شوارع بورتسودان ومدنى وربك والجزيرة ابا والجنينة ونيالا والفاشر والدويم و…. و…. و….
شوارع مكتظة بالفراغ!!

نعم، لقد فشل العصيان!!
والأدلة على فشله كثيرة. والصور لاتُحصى ولاتُعد!!

ايها الناس
قلنا ونقول ولا نمل من التذكير.
إن الغول لايسقط بضربة واحدة إلا فى الأحاجى!!
وسنظل نكيل له الضربات، ضربة بعد ضربة. ولطمة بعد لطمة.
ولقد حقق العصيان ماكان الناس ينتظروه!! أثبتنا أننا أمة واحدة متماسكة، من أقصى البلاد الى أدناها، داخل وخارج الوطن. شعب يعى جيداً ماهو فاعل، ومتحفز اكثر لما سيفعل!!
وخطوة بعد خطوة، وصولاً الى الإضراب السياسى العام.
وفى الوقت الذى نشاء.
وبالطريقة التى نشاء.

ايها العالم أشهد
نحن شعوب السودان قررنا أن نسقط هذه السلطة الفاسقة بالتقسيط المريح.
استعدوا للخطوة التالية.