كلمة الميدان *المخرج من الأزمة*

كلمة الميدان
*المخرج من الأزمة*

في ظل الصراع الحاد الدائر الآن حول التسوية السياسية المطروحة والتي ترمي إلى إعادة الأوضاع إلى ما قبل انقلاب 25 أكتوبر.. لا بد من الرجوع إلى جولات الصراع الذي تم عقب جريمة فض الاعتصام وتداعياته والرد الجماهيري الحاسم في مليونيات 30 يونيو 2019 والتي هزمت قرارات المجلس العسكري وفرضت عليه التراجع.
تباينت مواقف قوى الحرية ورفض البعض (قيادات حزب الأمة والمؤتمر السوداني) الدعوة والمشاركة في مواكب 30 يونيو. إلا أن الجماهير غيرت موازين القوة لصالح قوى الثورة.. ورغم ذلك استمرت غالبية قوى الحرية والتغيير في مفاوضات مع المجلس العسكري وتحت مظلة إقليمية ودولية قدموا تنازلات متعارضة مع هدف الدولة المدنية. وبالتالي عادت الأمور إلى مشاركة اللجنة الأمنية في السلطة وتكوين حكومة مدنية يسيطر عليها المكون العسكري في مجالات الأمن والدفاع والسياسة الخارجية.
ما تعرضه التسوية الآن من حكومة مدنية ومجلس أمن يسيطر عليه الجنرالات لا يختلف في مضمونه عن ما جربه شعبنا في الفترة الممتدة من 30 يونيو 2019 إلى 25 أكتوبر 2021م.
لذا وفي ظل الصراع الدائر الآن وما تطرحه التسوية السياسية المسنودة إقليميًا ودوليًا لا بد لقوى الثورة من الاستفادة من التجارب السابقة وسد جميع الثغرات التي أدت إلى التراجع في تنفيذ مهام الفترة الإنتقالية.
إن انقلاب 25 أكتوبر لا يواجه بالتوافق والتسويات، فهذا الطريق المجرب يعني الاستسلام والاعتراف الصريح بالانقلاب.. ويعكس حجم وأبعاد المؤامرة على الثورة والوطن التي تديرها قوى خارجية وقوى داخلية تدعي أنها من الكيانات الوطنية.
المطلوب الآن استمرار القوى الجذرية في شحذ أدواتها وتدعيم نشاطها وعملها المشترك في طريق الاتفاق على وثيقة “برنامجية” تمهد للجماهير الشعبية لعب دورها في اتخاذ القرارات والرقابة على تنفيذها.. وانتزاع السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة. سلطة جماهير الثورة ومنظماتها التي تعمل من أجل أهداف وتطلعات غالبية شعبنا.
في هذا الإطار يصبح الوصول إلى بناء المركز -الموحد المنسق والقائد- لحركة الجماهير مهمة أساسية وعاجلة أمام القوى الجذرية.. وأداة ضرورية وحاسمة لهزيمة قوى الهبوط الناعم واستكمال مهام الفترة الإنتقالية تحت حكم مدني ديمقراطي كامل.
ـــــــــــــــ
*_الميدان 3940،، الأحد 26 يونيو 2022_*