الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / النظام السياسي في السودان وإعادة مفاهيم البشير الخطيرة إلى الأذهان!!

النظام السياسي في السودان وإعادة مفاهيم البشير الخطيرة إلى الأذهان!!

النظام السياسي في السودان وإعادة مفاهيم البشير  الخطيرة إلى الأذهان!!

بقلم عثمان قسم السيد
في ممارساته وتفسيراته السياسية، يبدو ان النظام السياسي في السودان  يعيد إلى الأذهان من جديد: رأيان خطيران كان قد اثارهما المخلوع البشير  أبان حكمه أحدهما، قديم، يتعلق بمستقبل كيانه ووجوده كقوله: ((أن من يريد انتزاع الحكم في السودان من يد حزب المؤتمر الوطنى، عليه أن يأخذ بالحسبان من انه سيستلم أرضاً محروقة وبلدا مثقل بالديون ونظاما إقتصاديا منهارا وآلاف القتلى )).. أما الثاني فله دلالات فاصلة لتفعيل النمط الأول وكيفية تحقيق اهدافه ومستلزماته، حيث تردد على لسان المسؤولين قبل سقوط النظام بأيام ما أشار اليه البشير : ((من أن الثورة ان بدأت سوف لن تنتهي))، في إشارة إلى المواجهة الخفية الشاملة لبقايا نظامه من الكيزان، بمعنى استمرار الضغط وخلق الصراعات والانفلات الأمني على نحو عصابات «9 طويلة» أو ما يطلق عليها بالفوضى الخلاقة، والانتقال من ثم إلى خطوة تصفية السودانيين المناوئين لهم ، تحت شعارات شعبوية كما حدث في إنتهاكاتهم السابقة.. فما أوجه الشبه بين هذه المواقف الظلامية للنظام السابق وتهديدات الطبقة الحاكمة وفصائلها المسلحة منذ وصولها الى دفة الحكم بعد انقلاب أكتوبر 2021 وإسقاط حكومة الدكتور عبدالله حمدوك صدام ولغاية اليوم على النحو التالي: ( استلمناها ولن نسلمها لغيرنا مهما كلف الثمن .!)

كثيرا ما نشرت وتنشر معلومات ومغالطات سياسية وفكرية حول العديد من القضايا المصيرية التي تعني مستقبل المواطن بالأساس، بهدف اثارة الحساسيات والرعب السياسي عن قصد .  وقف الإعلام السودانى كحال بعض الأحزاب والنخب السياسية غير معنيين بتفكيك تلك التهديدات ومخاطرها على مستقبل الحياة العامة وعرضها امام الرأي العام السودانى والخارجي، كما يستوجب العرف المهني والاخلاقي ذلك.

وإذا ما ربطنا بالملموس بين الممارسات السلبية لفئات وصلت للسلطة على أنقاض نظام المخلوع البشير  وبمساعدة أزلامه المندسين، وبين النظري لمفهوم الموقفين السائدين لدى النظام آنذاك واصحاب السلطة الحالية، سنجد بان الطبقة السياسية منذ 2019 أي بعد الإطاحة بالبشير، هي الاخرى، تنتهج بعض جزئيات تلك الشعارات كوسيلة للحفاظ على مستقبلها السياسي ـ العسكرى الشمولي فما يجري في السودان  من انفلاتات امنيه و إنتهاكات  فى دارفور اليوم كمثال يذهب ضحيتها المئات من الأبرياء السودانيين، لا يشكل الا نهجا عسكريا ديكتاتوريا ـ شموليا، مكملا، أصاب السودان  بالصميم، مارسه النظام السابق، وتمارسه الطبقة السياسية الجديدة لحماية نفسها، خوفا من ضياع السلطة من يدها، والا ستجعل السودان مسرحا هاوياً لا للشعب أثرا فيه ولا مكان.
لقد مارست الطبقة السياسية لنظام ـ الانقلابين، منذ وصولهم للسلطة، لغة التهديد والادعاءات الكاذبة لما تقتضيه مصالحهم، ولجأت إلى ممارسات لا تختلف في محتواها النمطي من الناحية السياسية والفكرية عما اتجه إليه النظام السابق. أنها عمدت ولأول مرة في تاريخ المجتمع السودانى إلى ترسيخ ثقافة الجهل بما ينسجم ومظاهر التخلي تدريجياً عن معايير “الوعي المجتمعي” المدنية ـ والقانونية. بل انتهجت عوضا عنها اساليب الاستبداد والقمع على هذا الصعيد أو ذاك، مع نزعة صدامية لاقتلاع هذا البلد من أساسه، وتعريض مقوماته البنيوية والبشرية إلى الخطر .

إن مما يثير الإستغراب، عدم أدراك من يهرولون وراء  الانقلابين  ـ  لأسباب أغلبها نفعية، موقفها من مسألة: البقاء في السلطة وتأمين مصالحها الشخصية والحزبية الضيقة دون منازع. وفي الجانب الآخر، المسألة الوطنية التي تتطلب بالاساس مسألتين هامتين ـ “تحقيق مصالح المجتمع وتأمين الأمن القومي جيوديموغرافيا وثقافيا وأخلاقيا”. بدل تقييد المجتمع ونموه مع المبالغة لحصر الأمور في نطاقها الضيّق لصالحها. ايضا عدم قبول واحترام أهمية توسيع دائرة المشاركة السياسية وحلحلة عقدة الحكم والدفع بها باتجاه حل الأزمات المزمنة بعقلانية.. وما يدعو للقلق تعامل القسم الأكبر من السياسيين السودانيين مع أمور بلدهم المصيرية بشكل غير مسؤول، والتنكر لمفهوم “السيادة والدولة” على صعيد الدولة المستقلة ومصالح شعبها، لقبولهم الإملاءات والضغوط الخارجية وكأنها أمرا طبيعيا. ولمن الغرابة التحاق بعض أطياف المثقفين والنخب السودانية بركب المطبلين لأحزاب السلطة وما يسمى بالعملية السياسية مع إدراكهم زيفها عمليا ونظريا. الأمر الذي جعل الأزمة السياسية السودانية تتأرجح بين النهج القديم لنظام البشير  والانهيار الكامل الذي سيسببه الطرف الآخر في المعادلة السياسية الذي اتكلت عليه الإمبريالية الخليجية بعد أو قبل 2019. وكلاهما يشكل خطرا ماساويا لمستقبل السودان ومجتمعاته.

علينا اذن، ونحن نقف وسط هذه  الأزمات  التي تلوح مخاطرها على الجميع، أن نحذر وبشدة: بإن نظرية البشير، عدم إعطاء الفرصة لأي طرف أو حزب سودانى تحقيق أحلامه السياسية وحكم البلاد بالطريقة التي يراها مناسبة لخير البلاد والعباد، هي ذات النظرية التي يدور في فلكها اصحاب السلطة والنخب السياسية والعسكرية على مدى أكثر من ثلاثين عاما كما تؤكد الأحداث ذلك. على سبيل المثال لا الحصر، ما يرد على لسان منتسبي هذا الحزب أو تلك الحركة او ذاك، من تهديدات مسلحة “الحرب الاهلية” لمواجهة اي رياح سياسية تمنع بقاءه بالسلطة حتى وان كانت بالطرق الديمقراطية، السلمية والدستورية.

إن الأفراد والاحزاب المهيمنة على الدولة السودانية ومؤسساتها المختلفة منذ ثلاثين عاما في كافة أنحاء البلاد وولاياتها، لا يخطر ببالها سوى البقاء في دائرة الحكم العسكرى والتضييق على حلحلة العقدة السياسية لتشكيل الحكومة المرجوة المنتخبة ورئاسة الجمهورية. فأصبحت تشكل عاملا خطيرا يدفع بالحياة الإجتماعية والسياسية إلى مسرح العنف، ومن ثم الانتقال تدريجياً إلى صراع منظم وحاد، بين جميع الكيانات والأحزاب والتكتلات، مما يضع السودان أمام خطر، يجعله ممزقاً وضعيفاً بالشكل الذي أراد له النظام المباد والدول العدوة ويسعى لتحقيقه من لا يفهم فن السياسة ومهاراتها في صناعة التطور والبناء وسعادة المجتمع.
لننتظر ما سيتمخض عن الفترة الإنتقالية بين البرهان ـ وحميدتي، الذي لازال لا يبشر، ما اذا المساعي ستكون محمودة، وحكومة منتخبة ذات دور مركزي ستتشكل، تختلف عن الحكومات السابقة، بامكانها تدارك الازمات والمفاهيم بالاتجاه الذي يجعل من الوعي السياسي والإجتماعي مظهرا من مظاهر التحدي للحروب وصناعة الديكتاتورية، وتبني الثقافة الوطنية الحقيقية، بدل العنف والجهل والانفلات الأمنى، لتكون بداية عهد جديد في السودان  من مبادئه تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والفكري لجميع شرائح المجتمع السوداني دون تمييز، ومواجهة الأفكار الداعية للفتنة والشتات والترويج للتعصب القبلي والايديولوجيا الشمولية الداعية لحرق الأرض ومن عليها.

وللقصة بقية

بقلم عثمان قسم السيد

osmanalsaed145@gmail.com

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.