الخميس , أبريل 25 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *القيادي بالشيوعي صديق يوسف في حوار الخاص والعام: آباؤنا كانوا زعماء دينيين و تقبلوا نشاطنا السياسي*

*القيادي بالشيوعي صديق يوسف في حوار الخاص والعام: آباؤنا كانوا زعماء دينيين و تقبلوا نشاطنا السياسي*

*حوار ايام الطفولة*

حوارات

*القيادي بالشيوعي صديق يوسف في حوار الخاص والعام: آباؤنا كانوا زعماء دينيين و تقبلوا نشاطنا السياسي*

تجربيتي مع الاعتقالات منذ كنت طالباً في الثانوي

14 أبريل، 2022

حكم علينا بعشر جلدات لأننا قلنا نحن سودانيون!!
حينما دخلنا الثانوي طالبنا بتغيير داخلية كتشنر بعمر المختار
آباؤنا كانوا زعماء دينيين، لكن تقبلوا نشاطنا السياسي
الخلافات السياسية لا تعني اختلافات في العلاقات الاجتماعية
أول انقسام حصل في الحركة الوطنية نتاج لموقف الأحزاب الاتحادية
تجربيتي مع الاعتقالات منذ كنت طالباً في الثانوي
هذه (…) قصة نشأة العمل النقابي في السودان
أول تحالف بين الأمة والشيوعي كان الجبهة الاستقلالية ضد “الوحدة مع مصر”
مقدمة:
تنشيطاً لحركة التوثيق للزعماء السياسيين ابتدرت (اليوم التالي) حوارات مع القادة والرموز السياسيين تحت عنوان بين العام والخاص، والحوار يتناول المولد وبدايات النشأة وتفاصيل التجربة الأكاديمية والمهنية والسياسية، هذا الجزء أجريناه مع القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف قلبنا فيه أوراق الطفولة وسنوات الدراسة وكيفية مداخله لأبواب السياسة، وصديق حدثنا بصدق عن تلك الأيام الماضيات ونبرة جعلتنا نعيش معه هذه الأجواء، التي عاصر فيها وهو طفل بدايات تكوين الحركة الوطنية ومن ثم تفعيل نشاطها في الساحة والسودان حينها كان يخطو نحو الانعتاق من الاستعمار، وبحسب حديثه كانت هذه الأنشطة مدخلاً لانضمامه للحزب الشيوعي حتى يشارك في النضال ضد المستعمر، كما تحدث بحب عن خياراته وحزبه وزملائه بعد ما يقارب الـ70عاماً، والحوار الكثير المثير.. فالى مصابطه..
،،، هل درست في المدرسة الوسطى التابعة لمؤتمر الخريجين؟
أنا درست في المدرسة التابعة للحكومة، لكن كنا كلنا كطلبة نجمع الجلود، لذلك العلاقة استمرت بيننا كطلبة في المدرستين الوسطيين، من خلال  النشاط الرياضي والثقافي الذي ينظمه نظار المدارس حيث تقام الليالي الأدبية والعروض المسرحية.
،،، بماذا تحتفظ ذاكرتك الآن؟
أتذكر مسرحيات الشاعر شوقي، مثل عنترة ابن شداد، وتوفيق الحكيم كان لديه مسرحيات وتقدم الى المدرستين، وتتم دعوة الأعضاء في الأبيض  لحضور نشاط الطلبة، نحن عشنا فترة كان فيها المعلمون يهتمون بالطلبة  الآن هذا غير موجود.
،،، حدثنا عن الشخصيات التي كانت تقوم بمساعدتكم؟
ساعدنا شخص اسمه الفاتح النور، كان أول من عمل مطبعة في الأبيض وأصدر جريدة  اسمها “كردفان” ، وعمل مكتبة كان يقوم بإهداء نسخة من أي كتاب لمكتبة المدرستين.
،،، ما دور الأساتذة؟
الأساتذة كانوا حريصين على قراءتنا للكتب، هناك حصص توزع فيها  الكتب للاطلاع، بعدها يتم التناقش حولها وطرح الرأي، هذه الطريقة ساعدت  الطلاب على  كيفية التخاطب وتلخيص الموضوعات.
،، ما تأثير هذه الكتب عليكم؟
مؤتمر الخريجين وهذه الأنشطة أدت إلى تنامي الشعور عند الطلبة بشيء له علاقة بالوطن، وكانت بداية الحركة الوطنية في السودان.
،،، ما هي الطرائف العالقة بالذاكرة من تلك الفترة؟
أذكر من الأشياء اللطيفة، نحن ممتحنين للثانوي، في رابعة وسطى، كان يفترض أن نعطي معلوماتنا الشخصية للمعلم الذي يسألك عن مكان المولد  واسم القبيلة، اتفقنا، في المدرستين، (مؤتمر الخريجين والحكومة) أن نقول نحن سودانيون وأذكر الناظر حكم علينا بعشر جلدات، طبعاً المعلومات، في السجل موجودة لكن عاقبنا لأننا قلنا نحن سودانيون.
،،، كيف كانت الأجواء السياسية في تلك الفترة؟
هذه الفترة كانت بداية تكوين الأحزاب، تكون حزب الأمة في 1944م  وتكون الحزب الاتحادي وبدأت المناقشات، والوفد سافر لمصر، الحكم كان  ثنائياً والناس رافعين الشعار الأساسي، الكفاح المشترك بين الشعب المصري والسوداني ومصر كانت شبه مستعمرة، الحركة السياسية بدأت بذهاب وفود القادة السياسيين لمصر، في عام 1946 سافر الوفد لمصر وحصل  الانقسام في وحدة الحركة السياسية.
،،، ما أسبابه؟
الأحزاب الاتحادية كانت تنادي بالوحدة مع مصر، حزب الأمة كان ينادي بالسودان للسودانيين وهذا أول انقسام حصل في الحركة الوطنية ونحن كنا شهود عيان على هذا الحدث كطلبة في المرحلة الوسطى، وفي الأبيض الأغلبية كانوا اتحاديين، لكن كثافة الأنصار كانت ضخمة جداً، سياسياً  أنشط الناس في هذه الفترة هم التجار، الذين يمولون الأحزاب، وأغلبهم  كانوا (ناس الشمالية)، من الشايقية والكوارتة وهذه الأسر قديمة جداً مستوطنة هناك، (ناس الشمالية) أغلبهم ختمية، بحكم ارتباط الحزب الاتحادي، مع السيد علي الميرغني لذلك الصراع في الأبيض كان واضحاً أنه صراع سياسي والمجموعتان عندهما شعارات مختلفة.
نحن كطلبة لم يكن لدينا فهم لنبقى مع أيٍ منهم.
،،، وأنت حينها ما زلت في الوسطى؟
1947 أنا دخلت وادي سيدنا، في الفترة التي امتحنا فيها من المدرسة الوسطى للثانوي كان في السودان مدرستان ثانويتان حكوميتان فقط، وادي سيدنا وحنتوب.
،،، ألا توجد مدارس أهلية؟
توجد مدارس أهلية، مثل كلية فاروق التي أصبحت جامعة، في نفس المبنى، وكمبوني والمدرسة الأهلية في أمدرمان، ولو لاحظتي أن المدارس الأهلية كلها كانت في العاصمة، المدرسة الثانوية الوحيدة خارج العاصمة هي حنتوب.
،،، كيف كان شعوركم وأنتم في المرحلة الثانوية؟
كنا نشعر، بأن هذه خلاصة الثقافة في السودان، وأننا أصبحنا (حاجة كبيرة)، نتحدث الإنجليزية وندرس كل العلوم بالإنجليزي، ما عدا الدين واللغة العربية والأدب العربي، طبعاً التعريب حصل في أيام (ناس نميري)، وأعتقد حصل تراجع كبير، كان من الأفضل مواصلة الدراسة بالإنجليزي، لأن أغلب المراجع باللغة الإنجليزية.
،،، يبدو أن الثانوي زاد من مستوى وعيكم؟
حينما دخلنا الثانوي أصبحنا طلبة نعرف السياسة، أذكر أول محاضرة سنة 1947م في داخليتنا كتشنر، الداخليات نفسها كانت بأسماء الإنجليز، طالبنا فيها بتغيير كتشنر بعمر المختار، وكان هناك داخلية عمر المختار وأبو قرجة.
،،، عن ماذا كانت تتحدث المحاضرة؟
المحاضرة التي قدمها أستاذ الرياضيات من انجلترا، كانت تتحدث عن النقابات، وكنت لأول مرة أستمع بعمق لأستاذ يحكي عن تجربة الحركة النقابية في إنجلترا، فالحركة الموجودة آنذاك جعلتنا نقرأ الجرائد وكان هناك تحرك في عطبرة حيث بدأ عمال عطبرة في السكة حديد تكوين تنظيم اسموه هيئة شؤون العمال، وكانوا يطالبون بالاعتراف بالنقابات 1947م.
ماذا حدث بعد ذلك؟
في 1948 تطور العمل بدخول عمال السكة حديد في إضراب، لمدة ٣٣ يوماً، تخيلي أول إضراب عمال ويكون بالفترات الطويلة، والتجار والمزارعون كانوا يأتون بأشيائهم مجاناً، لأنه لا يمكن أن يصمد إضراب (33) يوماً من غير دعم، الدعم كان من المواطنين في كل مدن السودان، بعد (33) يوماً اضطرت الحكومة البريطانية لإصدار قانون النقابات في 1948م.
،،، من هم القادة الأساسيين لهذا العمل؟
القادة الأساسيون آنذاك كانوا سليمان موسى توفي قريباً كان أحد قادة الإضراب والشفيع أحمد الشيخ، وقاسم أمين وهؤلاء جميعهم، توفوا، لكن  كانوا قادة 1948 الذين جعلوا الإنجليز يعترفون بقانون النقابات.
،،، هل تواصل هذ العمل؟
بعد ذلك انتشرت الحركة النقابية والنشاط أصبح تأسيس نقابات، فقامت نقابات المعلمين والموظفين، وتوجت في ديسمبر1953 بنقابة مزارعي الجزيرة الذين جاءوا واعتكفوا، في ميدان الأسرة، زمان كان اسمه ميدان عبد المنعم، واحتفلوا بذكرى الاعتصام، مطالبين بحق تكوين نقابات المزارعين، واكتسبوا حق تأسيس اتحاد المزارعين.
،،، من كان وراء هذا العمل؟
شيخ الأمين محمد الأمين وبرقاوي ويوسف محمد المصطفى والدكتور محمد يوسف المصطفى كان أحد قادة المزارعين آنذاك، هؤلاء هم من أسسوا حركة المزارعين في الجزيرة، ومحمد يوسف كتب كتاباً أرخ فيه لوالده، وللحركة النقابية.
،،، حتى هذا الوقت لم تظهر تجربتك السياسية بصورة واضحة؟
تجربتنا الأكبر كانت في النشاط السياسي الأكبر سنة 1948م الإنجليز طرحوا مجلساً تشريعياً أسموه الجمعية التشريعية رئيسها الحاكم العام، كانت بمثابة ترياق مضاد لاتساع الحركة المطالبة بالجلاء وتقرير المصير، الأحزاب السياسية انقسمت حول هذا الطرح حزب الأمة وافق الدخول في الجمعية التأسيسية الأحزاب الاتحادية والحزب الشيوعي قاطعوا، خرجت المظاهرات في الشارع ضد الجمعية التشريعية.
،، ما دور الحزب الشيوعي تحديداً؟
الحزب الشيوعي لعب دوراً كبيراً في المظاهرات في مختلف مدن السودان، وأول شهيد في الحركة السياسية الحديثة كان عامل السكة حديد قرشي الطيب في عطبرة، عندما خرجت المظاهرة في عطبرة ضد الجمعية التأسيسية وأطلق فيها الرصاص.

،،، يس كان أحد أصدقائك أليس كذلك؟
يس عمر الإمام درس في أمدرمان الأهلية وكان عضواً في الحزب الشيوعي وفي الآخر صار أخاً مسلماً،  وهو من أسرة دينية أخوه الكبير عوض عمر كان إمام مسجد أمدرمان وأستاذاً في المعهد العلمي، وأبوه قاضي شرعي، وكنا نسكن في حلة واحدة، الفرق بين منزلنا ومنزله ليس أكثر من 100 متر تقريباً، وتربينا مع بعض، وكنا أعضاء في الحزب الشيوعي ونحن طلبة، آباؤنا كانوا زعماء دينيين، لكن تقبلوا نشاطنا السياسي.
،،، ما أشهر الصراعات الفكرية آنذك التي ما زلت تتذكرها؟
أكثر شئ مشهور كانت منشورات الإخوان المسلمين التي تتحدث عن أن، الشيوعيين كفرة، وأذكر أن هناك منشورات وزعت في أمدرمان، جعلت عدداً من المساجد تتناول هذا الموضوع.
،،، كيف كان موقف الأحزاب الأخرى؟
السيد عبد الرحمن جد الصادق المهدي زعيم الأنصار خطب في جامع، قال لهم من قال الشيوعية ضد الدين؟ هذا مذهب سياسي، وكانت حاجة عظيمة من زعيم لحزب الأمة.
،،، يبدو أن العلاقة بين الحزبين كانت متميزة؟
نحن اشتغلنا الانتخابات ضده، أيدنا الاتحاديين، لكن في هذه الفترة كونا ما يسمى بالجبهة الاستقلالية كان فيها الحزب الشيوعي وحزب الأمة وهذا كان أول تحالف بين الأمة والشيوعي، ضد طرح الاتحاديين الوحدة مع مصر، لذلك كانت هناك علاقة وثيقة.
،، هل كانت هناك أسباب أخرى لهذا الدعم؟
أغلب زعماء الحركة الوطنية في هذه الفترة كانوا من أمدرمان، مبارك زروق، الصديق والد الصادق، الأزهري، وعلاقات ناس أمدرمان معروفة،  بالحميمية لذلك لم يكن هناك عداء في العمل السياسي، مؤتمر الخريجين عندما تم تكوينه، عناصره كانت من الختمية والأنصار، وهم كانوا أكثر   عداء مع بعض، لكن كانوا شغالين في تنظيم واحد وبنوا الحركة الوطنية، وأسسوا للعلاقات الوطنية وأعتقد هذه ميزة لذلك، العلاقات الاجتماعية بين الكتل لم تدخل فيها الصراعات السياسية نخرج من اجتماع سياسي مختلفين، خارج الاجتماع تسود بيننا علاقات طيبة، هذه طبيعة العمل السياسي في السودان!
،،، هل هذه التقاليد موجودة؟
حتى الآن هذه التقاليد موجودة، الخلافات السياسية لا تعني اختلافات في العلاقات الاجتماعية، مثلاً نقد لما توفي صلى به زعيم الأدارسة لأن ناس نقد كل أسرتهم أدارسة.. وفاطمة أحمد إبراهيم صلى عليها الأدارسة كذلك.
هل تعرضت لاعتقالات وأنت طالب؟
وأذكر سنة 50 أنا كنت عضواً في الحزب وفي رابعة ثانوي، الطلاب  عملوا إضراب وتم فصل (119) طالباً، أنا كنت في وادي سيدنا خرجنا في مظاهرة مشياً على الأقدام وصلنا الخرطوم، وخطبنا في نادي الخارجين وحملنا الأزهري على الأكتاف، في مظاهرة سوق أمدرمان تم اعتقالنا ونحن طلبة.
،،، ماذا حدث بعد ذلك؟
في اليوم الثاني تمت محاكمتنا بغرامات دفعها التجار وهذه كانت أول مظاهرة يتم فيها اعتقالي وتقديمي لمحاكمة، وحكم على الزعيم الأزهري بثلاث سنوات سجن.
،،، أنتم شيوعيون والأزهري اتحادي ما طبيعة علاقته معكم؟

الأزهري كان رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي آنذاك ومن الزعماء السياسيين، ونادي الخرجين منبع الحركة الوطنية في السودان، لذلك نحن عملنا المخاطبة في نادي الخريجين، وحملنا الأزهري في أكتافنا على أساس أنه زعيم السودان، وكان زعيم السودان حقيقة، والحزب الاتحادي كان أول من كون حكومة وطنية بالانتخابات سنة 1953 برئاسة إسماعيل الأزهري وقبلها كان أستاذاً في حنتوب، لكن الإنجليز فصلوه واختار التفرغ للعمل السياسي.
=-=-
اليوم التالي

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.