الثلاثاء , أبريل 23 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *انعدام الامن والسواقة بالمزيكا*

*انعدام الامن والسواقة بالمزيكا*

*محمد امين ابوجديري*  يكتب عن

*انعدام الامن والسواقة بالمزيكا*

*مشهد اول*
قبل ايام خلت هاجمت مجموعة من ٩ طويلة ميدان المدرسة الاهلية بامدرمان بالليل حيث يتجمهر فيه بكثافة سماسرة السيارات مساهرين  ليالي رمضان وحسب الراوي الحصيف الذي انزل مع الفديو تعليقه *ملاحظته الكم الهائل من السلاح الناري* الذي خرج من رواد الميدان مندفعين في ملاحقة عصابة ٩ طويلة .!!

*مشهد ثاني*
بعد منتصف الليل صحونا على اصوات طلقات نارية ، و خرجنا الى الشارع و وجدنا الكل يحمل سلاحا ناريا ومن لا يحمله تجده ممسك بفاس او ساطور !!!..

*مشهد ثالث*
في ما مضى كنا نحن سكان المدن (الحضر) نسخر من منظر ذلكم القروي الذي يربط السكين او الخنجر في ذراعه !! لكن الان من الطبيعي ان ترى اي شخص وقد ربط *مسدسه* في وسطه اتقاء الهجوم عليه في منزله او عمله !!

*ماذا يريد الانسان؟*
اولا :  تحقيق الامن في رقعة الوطن التي يعيش فيها .
ثانيا: تحقيق العوامل التي يعتمد عليها في معيشته بشكل كافئ ، من غذاء و صحة و تعليم و تسلية الخ ..
والملاحظ انها تعتمد كلها على الامن ، انظر الى نموذج دولة اوكرانيا الحالي والتي تحولت في ايام قليلة من دولة مرفهة الى اطلال مهدمة بفعل فقدان الامن .

من درس *جذور الازمة في دارفور* يجد ان بداياتها نتاج انعدام الامن و فشل الدولة في تحقيقه ، حيث لجأ المواطن الدارفوري الى اقتناء السلاح الناري لحمايته الشخصية و مع تطور عصابات النهب المسلحة وفشل الدولة عبر منظومتها الامنية في حسمها ، جاء رد الفعل الطبيعي والغريزي في احتماء المواطن بعشيرته او قبيلته دفاعا عن نفسه و ماله وشرفه لذلك *تكونت المليشيات القبلية* .. وتعقدت المسالة الامنية و وصلت الى مانحن فيه الان …

*نفس السيناريو يتم سواقتنا اليه* الان في العاصمة والمدن الكبرى !! وذلك عبر الخطوات الاتية :
▪️سحب القوات النظامية من اداء مهامها الشرطية في حماية المواطن بادعاء انهاكها في مواجهة المسيرات المليونية …
▪️استخدام الامر ذريعة لاعادة هيئة العمليات المحلولة في جهاز الامن ..
▪️الضغط على المواطنين امنيا لايصالهم مرحلة المساومة مابين مواصلة الاحتجاج عبر المليونيات وبالتالي انعدام الامن وكلفة هذا الامر الغالية على المواطن او الانصياع للانقلاب و الجلوس عن مناهضته و توفير القوى اللازمة لحفظ الامن .
▪️وفي كلا الخيارين سوف تتاح المساحة الكافية لقوى الامن الأنقلابي تدبير الخطط لاجل زلق البلاد الى مستقبل مجهول ..
نحن الان نساق(بالمزيكا التصويرية) الى سيناريو انهاء الحراك الشعبي بفرض انعدام الامن اولا واستتباع ضغوط الحياة المعيشية ثانيا والتي اخرجت معظم الشرائح الضعيفة (ناس رزق اليوم باليوم ) من المشاركة في الحراك او الدعوات للاضراب عن العمل او العصيان …
يؤدي هذا الى الانحسار التدريجي للمواكب وهو شئ ملاحظ من ناحية الكثافة و ناحية انتشار المشاركة جغرافيا ..
وهنا لابد من الوقوف امام ما تمارسه القوى السياسية المنظمة في الاحزاب و المنظمات الفئوية والمدنية من انقسام وتشرذم و صراع علني و حملات اعلامية وهو ما *يؤدي الى تسارع وتيرة هزيمة الثورة وليس الانقلاب كما يدعون* ..  فالناظر الى اعلام هذه القوى التي تدعي في منشوراتها اليومية انها تعمل بجد لاجل انهاء الانقلاب !!!! ولكن الواقع العملي يقول اننا تراجعنا بشكل مريع وخطير عن ما احرزناه من مكاسب بعد سقوط النظام في ١١ ابريل ٢٠١٩ ،
▪️الان نحكم بواسطة حكومة انقلاب عسكرية ..
▪️تراجع مساحة الحرية الاعلامية وفقدنا السيطرة على اجهزة الاعلام بكلياتها ، بل انها اصبحت ابواق ضد الحرية والديمقراطية وتشويه سمعة الثورة السودانية ..
▪️فقدنا السيطرة على الجامعات والتي هي مراكز وقلاع النضال على مر العهود ..
▪️استعاد الكيزان اموالهم التي نهبوها والتي استردتها لجنة فك التمكين ناهيك عن نسيان موضوع الاموال المنهوبة المهربة خارجيا .
▪️اتلاف القضايا المرفوعة ضد كوادر نظام الكيزان واخراجهم من السجون .
▪️بالطبع نسيان موضوع تحقيق العدالة في جريمة فض الاعتصام و ماقبلها ومابعدها من جرائم قتل و اغتصاب و تسبيب الاذى و و و  الخ القائمة …
▪️عودة نفس ممارسات القمع والاعتقال والاخفاء القسري التي عانينا منها لثلاثة عقود …
▪️عودة الكيزان الى نفس مواقعهم في الخدمة العامة ..و طرد الثوار منها ..
▪️تمدد الدعم السريع بشكل مخيف و معه من حالفوه من حركات اتفاق جوبا ..

واحدة من خطايا حكومة الفترة الانتقالية برأسة حمدوك والتي لم نناهضها بشكل قوي هي فرضه لتعويم الجنيه السوداني فرضا لوصفة صندوق النقد الدولي .. والتي اودت بسعر رغيفة الخبز من واحد جنيه الى خمسين جنيه ، علما بان المظاهرات التي ابتدرت الثورة في الدمازين و عطبرة في ديسمبر ٢٠١٨ كانت بسبب زيادة النظام انذاك سعر الرغيفة الى جنيهين !! اي نعم !!؟؟
لقد كسرت فينا حكومة السيد حمدوك الحجة في مناهضة الزيادات اليومية في الاسعار والتي وجدها الانقلابيين فرصة في الزيادة في السلع والخدمات والضرائب والجمارك وكافة الجبايات وبدون الاستناد على قانون او نظام او لوائح ..

*لماذا يحدث هذا بنا ومن حولنا؟*
لاننا نفتقد الى القيادة السياسية المحنكة التي تنظر الى الامور بواقعية و بعد نظر و دراسة لكل سيناريوهات المستقبل استنادا على التجربة السابقة والتاريخ القريب .
لقد كانت تجربة حكومة السيد حمدوك فطيرة في نظرتها الاقتصادية ولم تستصحب اهم عامل لتنفيذ اي نموذج اقتصادي الا وهو عامل الامان ، لاهي ولا حاضنتها السياسية قحت لم تفكرا ابدا انه سوف ياتي انقلاب يطيح ويعطل الخطط الاسترتيجية للدولة والتي من اهمها التجربة الاقتصادية والتي هي مرتبطة تمام تنفيذها بانهاء الحالة الانقلابية .. بالرغم من انهم يعلمون تماما ان الانقلاب يدبر له في الغرفة المجاورة ..!!!
*ديك المسلمية*!   اتعرفون ماذا حدث له ،  يصرخ ويصيح ممارسا حياته العادية بينما يتم تجهيز (بصلته) في النار بهدؤ تمهيدا لذبحه !! .. وهو بالضبط ما يحدث الان لمنظماتنا السياسية المندمجة في اشعال الخلافات فيما بينها  ومحاولات الاقصاء و اصدار البيانات العنترية التي تتحدث عن معارك وهمية وتحقيق انتصارات في الخيال .. لقد كتبت في مقالي السابق بتاريخ ١ ابريل مناشدا الاصدقاء في احزاب البعث الاصل والمؤتمر السوداني والحزب الشيوعي وقصدت هؤلاء بالاسم لانهم مفاتيح الخلاف ومغاليقه ولا اريد تفصيل اكثر ، لكن الوضع ما يزال حرجا و النظرة العمومية يجسدها مثل ديك المسلمية الشهير ولا شئ غيره ، لذلك تجد الانقلابيين مرتاحين لدرجة انهم تراجعوا بعييييييدا عن اهداف ثورة ديسمبر بالانقلاب عليها ١٨٠ درجة والان يحتفلون باخراج فلول نظام الكيزان من السجون .
هذا الوضع المرتاح للانقلابيين وضعهم في موقف المدبر لانهاء اعظم ثورة واعظم جيل شاب مر في تاريخ السودان بالقتل والقمع و تدبير حيل انفراط الامن الي درجة انك لن تطمئن الى ذهاب احد افراد اسرتك الى البقالة بجوارك نهارا جهارا ..
*ان من فكر ودبر قتل زملائه الضباط في نهار رمضان* بعد اعطائهم الامان لن يفقد حيلة في فعل اي منكر بعدها ، ولكن متى يدرك اصدقاؤنا ذلك ؟ كنا نعتقد ان اصدقاؤنا في الحزب الشيوعي اكثر حلما و حكمة لانهم تذوقوا العلقم من قبل في يوليو ١٩٧١ ، و عاشوا التجربة الصعبة التي اودت بحياة قيادتهم انذاك .. قد نسوق العذر لاصدقائنا في حزب المؤتمر السوداني ذلك انهم لم يتعرضوا لتجربة التصفية التي مر بها الشيوعيين .. ولكن الاصدقاء في البعث الاصل يعرفون تماما طعم التصفية .

*محمد امين ابوجديري*
١٢ ابريل ٢٠٢٢م

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.