” حميدتي رجل بوتين القوي فى السودان  “

بقلم عثمان قسم السيد

مقدمة هذا المقال عزيزى القارئ أبداه بعدد من الأسئلة الاستفتاحية حتى اضعك فى صلب الموضوع فى الزيارة المفاجئة لرجل السودان الأقوى الفريق خلا “حميدتي” لروسيا فى وقت يشهد العالم أجمع الحرب الروسية الأوكرانية ألتي قوبلت بالشجب والإدانة من بعض الدول والممانعة عن الشجب  من دول أخرى من بينها السودان . وهنا يستدرك القارئ الفطن بعض الأسئلة ألتي تخطر على باله وهي   كيف أستفاد حميدتى من علاقته بروسيا؟ وما سر الذهب في علاقتهما؟ وهل القاعدة العسكرية الروسية في السودان لمصلحة الخرطوم؟

حميدتي هو رجل روسيا الأول بدون منازع بعد المخلوع البشير فى السودان . بتاريخ 23/ فبراير/ 2022 اى قبل ساعات من الهجوم الروسي على أوكرانيا هنآك مسؤول سودانى رفيع المستوى من القيادة السودانية يلتقى الوزراء الروس فى اجتماعات مغلقة بموسكو. هذا المسؤول هو الفريق خلا محمد حمدان دقلو ” حميدتي” نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع .
مكث فى روسيا ومعه وفده الميمون قرابة الأسبوع فى مشاورات واجتماعات مع الروس . هذه الإجتماعات لو أريد بها خدمة أهل السودان والبلد فنحن من الداعمين لها ولكن أن يخرج بعد هذه الإجتماعات ببيان شجب وإدانة للهجوم المفتعل من أمريكا والدول الأوربية على روسيا وامتناع السودان على التصويت ضد العقوبات المفروضة عليها.

ولم يكتفى بذلك بل عند عودته للخرطوم  أعلن وفى مؤتمر صحفى نقلته وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن نية روسيا بناء أكبر قاعدة بحرية عسكرية روسية فى السودان وعدم ممانعة السودان بالمقابل.

كيف استفاد حميدتي من علاقته بروسيا ؟ اولأ ” الذهب السودانى المنهوب ”
في العام 2017 وصف المخلوع البشير السودان _” بمفتاح روسيا إلى إفريقيا” أبرم معها. إتفاقيات عسكرية واقتصادية  من ضمنها إتفاقية مع شركة   M INVEST الروسية ألتي حصلت على أفضلية التنقيب عن السودان فى جبل عامر.  في ذلك الوقت كان حميدتي وقواته ” الدعم السريع” يسيطرون على مناجم الذهب لصالح شركة “الجنيد” المملوكة لاقرباء حميدتي والدعم السريع.

عبر سنوات فى الخفاء تعاونت شركات حميدتي مع شركات روسية لتهريب الذهب السودانى المنهوب إلى روسيا يقدر بنحو 30 طنا سنويا. أما علنا فشتكي عدد من المسؤلين فى الحكومة السودانية بسبب عمليات التهريب ولا توجد حتى كتابة هذا المقال أرقام رسمية عن كمية الذهب السودانى المهرب إلى روسيا. مسؤول سودانى بإحدى شركات الذهب أكد لصحيفة التلغراف البريطانية ” أن الذهب يهرب فى طائرات صغيرة من المطارات العسكرية فى السودان إلى روسيا ”
تأتي فى المرتبة الثانية لاستفاده حميدتي من علاقته بروسيا  ” مجموعة شركات فاغنر الأمنية الروسية” لم يكن الذهب الإمتياز الوحيد الذى حصلت عليه الشركات الروسية بل كان لها دورا هاما فى نشر قوات” فاغنر الخاصة” لحماية عمليات التنقيب والتعدين للذهب..
المعهد الأوربي للعلاقات الخارجية أكد بأن”  قوات فاغنر الروسية الخاصة دربت قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي. وبعد ذلك بدأت تقديم. المساعدات العسكرية والسياسية لنظام البشير “”. فى عام 2018 اتهت قوات فاغنر بنشر 500 عسكرى روسي فى السودان وتدريب الجيش والدعم السريع لإخماد الثورة ضد نظام المخلوع البشير ( المصدر صحيفة المونيتور).

“بعد سقوط نظام البشير اعتمدت قوات فاغنر الروسية الخاصة على علاقتها مع الدعم السريع للحصول على غطاء سياسي وتفرغت لإدارة حملات التضليل لصالح حميدتي ”  المصدر المعهد الأوربي.

أقولها بصراحة أن حميدتي بفضل بيزنس الذهب وفاغنر الروسيين أصبح يسيطر على أكبر ميزانية سياسية فى السودان.. أموال يمكن إنفاقها  علي الأمن  أو أي نشاط تجارى دون الحاجة إلى تقديم حساب وبعد الانقلاب المشؤوم للبرهان وحميدتي قطعت الدول الأوربية مساعداتها المالية للسودان فكانت روسيا البديل الأمثل للحصول على الدعم المالى والعسكري لنظام الانقلابين.

” تصريحات حميدتي الداعمة لروسيا هو ثمن ذهيد يدفعه مقابل كل الدعم الروسي الذى استفاد منه حتى الآن” المصدر صحيفة المونيتور…

ختاما
السودان أصبح الآن فى نظر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوربيين أكبر داعم لبوتين فى حربه ضد أوكرانيا وبذلك يكون قد فتحنا أبوابا نحن فى غنا عنها بفضل سياسية حميدتي العرجاء والأفضل لو ظللنا موقف المحايد وليس المؤيد

وللقصة بقية
بقلم عثمان قسم السيد

osmanalsaed145@gmail.com