أشياء قد تكتب

أشياء قد تكتب 
عزام محمد مرسي
الصباح …
و تحية الصباح المتبادلة بحميمية بين أهل البيت الواحد ، هي المقياس للحالة المزاجية للشخص ، فإذا إستيقظ ولم يبادر بتحية الصباح هذا يعني أن هنالك شئ ما يعكر صفو العلاقه الأسرية ويجب التعبير عنه بتلك العلامة المميزة المشتركة بين جميع أفراد الشعب و هي تقطيب الجبين ، و رسم ملامح الغضب بلا مبرر كافي .
و يحدث أحيانا أن نشتاق للصباح فليس كل فجر يتبعه صباح ، يحدث أن يكون صباحنا حالك السواد ، أن تستيقظ من النوم و لمدة طويله ربما تمتد لأيام لا تجد من تبادله تحية الصباح ، ليس لسبب ما سوي الوحدة القاتلة ، فما أصعب ان تجد نفسك محاط فقط ببعض الاثاث البالي . و نمط حياة كان بمثابة حلم لك ذات يوم ، فإذا به يتحول لكابوس مرعب تتمني أن تفيق منه بأقل ضرر ممكن .
و ملاين في الوطن يعيشون بلا صباح أو مساء ، يتوسدون كذب الساسه ليلا ، و يصبحون علي ايقاع الامر الواقع ، هم كمن يقفز بالزانة بلا تدريب ، كيف لا ولابد ان تصبح جيوبهم مطاطية حتي تستطيع ان تتوازى مع الاسعار الفلكية التي تنطلق بالسرعه القصوي في ظل حكم العسكر و اللصوص ، ذلك التردي الاقتصادي المخيف و الهوة الأخلاقية التي صارت تبتلع كل جميل كنا نتباهى به في يومٍ ما ، نظام راقص ، معارضة عتيقة ، اسفيرية ، لا تزال تمجد شخصيات قد حكمت ذات يوم فلم تزد الا الطين بلة .
يا صديقي لا تسألني كيف أمضيت صباحي ، فهذا السؤال تقتلني إجابته عندما أقول أني قضيت صباحي في التمني ، نعم في التمني بواقع أفضل مع الإحساس بالعجز التام عن فعل أي شئ ملموس في وسط عقول مغيبة ، و أصوات الغوغاء العالية ، و الجهويات و الجهل المستشري علي طبقه المثقفاتيه ، تلك الطبقة التي صارت تحترف النسخ واللصق بلاجديد يذكر و لا قديم يبكي عليه.
لقد تعبنا من الحوار و الخوار و التكرار ، لقد تعبنا من السباحه مع التيار ، لن نصل الي أي مكان اذا لم نكن رعاة تجديد في كل شئ ، توجهاتنا أفكارنا قبولنا للأخر إختلافنا ، إيماننا معتقداتنا توجهاتنا ، حروفنا التي تعبر عنا لا تلك الحروف المنسوخة و الملصوقة علي جدران أدمغتنا .
يمكن و بكل الود أن يصبح الصبح و نتحرر من القيود التي تكبلنا و لا نراها ، القيود التي احاطت بنا من كل جانب ، و نتجرعها في كل الأشياء المحيطة بنا .
الصباح سيأتي لا محالة لكن هل سنكون نحن في الموعد .