الثلاثاء , أبريل 23 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / بقلم /الطاهر إسحق الدومه تمدد الوعي الثوري في المجتمع السوداني ( 1)

بقلم /الطاهر إسحق الدومه تمدد الوعي الثوري في المجتمع السوداني ( 1)

الثورة تعني التغيير والاقلاع من سلوك سياسي فكري كان مسيطرا على وطن وشعب ما لصالح فئة احتكرت الحقيقه لوحدها بالقوة الماديه للدولة  واستثمار التعصب العرقي والديني وصناعة (جوقه) من الانتهازيين والسعي لجعله هو الأصل الذي ينبغي أن يسود بغية إطالة أمد الحكم ..

هذا بالضبط ما حدث بالسودان خاصة في عهد الإنقاذ  ورغم التواصل الثوري الساعي للتغيير منذ ثلاثه اعوام  حيث انتج نفاجا ولج من خلاله  الزخم الثوري للتغيير الذي نعيشه اليوم فليس ضروريا ان تخرج القيادة بهذه السرعه في هذا الزخم الثوري الذي يتمخض الآن لكن بالضرورة ان يتعمق الوعي بالتغيير الي المدنيه  في كل مكونات الشعب السوداني لانه مازالت هناك فئات تعتقد أن مايجري ليس الا شغل (وليدات) او شغل (شيوعيين) يتناسي هؤلاء التاريخ البعيد والقريب خاصة  في عهد الإنقاذ وماحدث من إجرام وفساد وكادت حتى القيم الاخلاقيه للانسان السوداني ان تندثر لولا ظهور هذه الثورة في الوقت الأنسب للسودانيين..

فالثورة التي اتخذت المدنيه شعارا لها دون وجود تنظيم محدد على قمتها حتى اليوم خاصة في نسختها الثانيه التي اعتمدت على لجان المقاومه وهي مكون مدني ليس له قيادة ملهمه حتى الآن فقط تعتمد على التنظيم الافقي وشعار الدولة المدنيه الكامله وذلك يبرهن على أن قوة الثورة نفسها نابعة من نتيجة التغيير الذي طرا على سلوك موروث او حدث تطور وحراك  تلقائي اجتماعي ثقافي على ضرورة الاحتكام للدولة المدنيه ومن ثم التضحيه للوصول إليها بكل السبل المتاحه طالما كانت تتغذي من القيم الكريمه  للشعب السوداني اولا ومن القيم الحديثة المتجسدة في الديموقراطيه الليبرالية وادواتها المجربه في الحكم كأفضل ما انتجته العقول البشريه في إدارة شؤون حياة الشعوب التي وصلت مرافئ التقدم والتحضر خاصة بعض  الدول الاسلاميه التي فارقت الحكم الشمولي وصارت قدوة حتى لبعض الدول غير الاسلاميه…
اذن التطلع نحو المدنيه مشواره سيكون شاقا ومعبدا بمزيدا من المحن  والدماء (والتسفيه) طالما انه سوف ينهي والي الأبد بعض الطفيليين من وراث الحق التقليدي في الحكم الذين  ينهبون خيرات الشعوب.؛
ليس غريبا ان تنتفض بعضا من  المجموعات القبليه وتجار الحروب والمثقفاتيه ووراث الحكم منذ زمن الاستعمار في أن تقف عائقا للتحول نحو الحكم المدني..
الفرز الذي يجري على الأرض في الحراك نحو الحكم المدني عميق لن تستطيع أن تستوعبه كثير من العقول  المتحجرة  والتقليديه  التي لاترى في الحراك الذي يمضي الا مجرد ظاهرة سوف تختفي
باستعمال القوة او شراء الناشطين فيها وهذا هو المتاح بالضبط من خلال قيادات جاسمه ببعض الاحزاب يتم ترويضها بالترهيب او بالترغيب
لكن ما يجعل الأمل مستمرا لاقامة الدولة المدنيه بالسودان هو أن التمسك بالمدنيه نفسه صار مبدأ فكري بتجزر في العقول والوجدان الجمعي وينتشر بصورة مدهشه ليس في الهامش الاجتماعي والجغرافي او الفئات من ضحايا الحكم ما بعد الاستقلال ولكن صار أكثر رسوخا في فئات اجتماعيه كانت ومازالت مستفيدة من واقع الحكم الموجود والموروث من بعد الاستقلال
نعم كانت اكثر الفئات نضالا ضد الحكم الشمولي الموصوف بالمركز هم أهل الهامش

ولكن اليوم الفئات الأكثر إنتفاعا في مجتمعات  المدن المخمليه بالمركز صاروا هم الوقود الأكثر حضورا في الزخم الثوري  الداعي للتغيير نحو الحكم المدني اي (ببساطة) حدث تحالف تلقائي مابين مجتمعات الظلم التاريخي الموروث ومابين مجتمعات كانت مستفيدة من هذا الظلم التاريخي لتترسخ او تنبعث قيم سياسيه جديده او تجددت لتقدم كل هذه التضحيات الكبيرة لصالح الحكم المدني الذي صار الأمل الاوحد لإنقاذ السودان من التمزق والأمل الاوحد لبلوغ التحام للوجدان الوطني قائما على أليات الحكم الراشد في تفصيل السلطات التي تحتكم على الدستور

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.