الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *محمد امين ابوجديري* يكتب .. *رؤية في المشهد السياسي السوداني*

*محمد امين ابوجديري* يكتب .. *رؤية في المشهد السياسي السوداني*

زاد انقلاب ٢٥ اكتوبر الماضي وما تلاه من اتفاق حمدوك – البرهان  تعقيد المشهد السياسي السوداني ، حيث نتج من هذا كله تعطيل شبه كامل لحركة الحكومة الانتقالية وبرامجها السياسية والاقتصادية الخ..اضف الى ذلك تجميد المساعدات التي وعد المجتمع الدولي بتقديمها للسودان ، كذلك نتج عن تلكم الاجراءات التصعيد الثوري في الشارع والذي له ثمنه الغالي في ارواح الشهداء التي تزهق والاصابات و الاعتداءات الجنسية وتعطيل دولاب العمل في دولة مصنفة بالفاشلة و فق معظم المقاييس الدولية ، اما مايحدث في اقليم دارفور من نزاعات مسلحة بالذات فهو دليل على فشل الدولة بامتياز .
هذا المشهد المضطرب يرجعنا الى البحث في جذور الازمة حيث ان السودان يواجه تحديات خطيرة تؤثر باستمرار في استقراره ونمائه .
*التحدي الاول* للسودان وثورته المستمرة هو القضاء على ثالوث الجهل والفقر والمرض وهي ذات ارتباط عضوي بعضها ببعض ، حيث لابد من تكريس هدف ثورة ديسمبر المجيدة في اشاعة الوعي في المجتمع السوداني … ان القضاء على حواضن الجهل الاجتماعية لهو واجب ثوري تقوم به نخب الثورة من خلال منظماتها المختلفة و هو ما يحتم عليها انتهاج سلوك قويم يكون قدوة حسنة لافراد المجتمع . لقد كان الجهل في فترة ما قبل  نظام الانقاذ بسبب افتقاد التربية والتعليم والوعي السياسي مما نتج عنه الانقياد الاعمى للطائفية والقبلية و غيرها من العصبيات ، لكن تطور الجهل في فترة ثلاثينية الانقاذ وتركب معه اشاعة ثقافة الفساد واختفاء قانون العيب الاجتماعي لذلك يوصف الموظف المرتشي بانه *شاطر مستفيد* ومن يبيع ضميره وصوته السياسي بالمال *بحباب النافع*، مثلما حدث في اعتصام الموز ، وهكذا دواليك …
اذن لابد من مواجهة ثورية لهذا التحدي تتفق فيها قوى الثورة لتتبع ودراسة هذه الظاهر الاجتماعية الفاسدة والتي تضر بليغا بمسيرة الوطن وتطور مساره الديمقراطي .
*التحدي الاخر* هو احلال الامن والسلام في ربوع بلادنا العزيزة . حيث تبدأ المعالجة الجذرية من *اعادة تعريف مفهوم العسكرية* في الواقع السوداني المتاثر بطول فترة الديكتاتوريات العسكرية منذ استقلال السودان والى اليوم .. لابد من الغاء مفهوم ان العسكرية هي مقابل المدنية و دوننا كل تجارب العالم المتمدن والذي يعتبر العسكرية مهنة احترافية شانها شان المهن الاخرى . كما ان الوصول لحلول مرضية للجميع عبر الحوار الشامل الذي لا يستثني احد تنهي مسالة التمرد وتكوين المليشيات العسكرية . ولان بنية الدولة السودانية هشة في مجالات عدة اضافة للتدخلات الاجنبية غير الحميدة كل هذا ادى الى استمرار الحرب الاهلية في دارفور وبما اكد عدم فاعلية اتفاق سلام جوبا غير الشامل مؤخراً. ان خروج قوات الامم المتحدة يوناميد لهو قرار غير حكيم ارجع الاحوال الى الاسوأ في الاقليم .خلال الايام الماضية سادت حركة نشطة وسط نخب الثورة السودانية في البحث عن حلول للازمة الوطنية ، وقد حظينا بالتعرف على العمل الهام *لمبادرة اساتذة جامعة الخرطوم ( خارطة طريق حل الازمة -ديسمبر ٢٠٢١)  والتقينا بهم نحن في  تحالف البديل الديمقراطي* حيث نقلنا لهم بعض ملاحظاتنا حول هذا السفر الهام ، والذي يمكن التوافق حوله ليصبح واقعا معاشا و مخرجا من الازمة الوطنية . ومنه استلهم هذه الخطوات التي اقترحها للحل ..
١/  سيرا على ما جاء بخارطة الطريق المذكورة اعلاه وجب تطوير *اعلان سياسي* متوافق عليه بين قوى الثورة وتاسيس جسم  *كيان* تمثل فيه قوى الثورة الموقعة على الاعلان السياسي .
٢/ في خطوة موازية لابد من تكوين لجنة مراجعة دستورية لتطوير *اعلان دستوري* جديد للفترة الانتقالية يكون بديلا للوثيقة الدستورية الحالية والتي من اهم سلبياتها اعتمادها لمبدأ *الشراكة* بين ما سمي بالمكون المدني والمكون العسكري وكانما المنظومة العسكرية قد اصبحت حزب سياسي له حظه من المحاصصات . اذن لابد من تطوير اجراءات تؤدي الى عودة العسكر الى ثكناتهم وانخراطهم في دورهم الاحترافي المعهود في الدفاع عن الوطن ،  و متابعة اجراءات توحيد الجيش السوداني وفق اسس الدولة المدنية .
٣/  وحتى نستعيد استقرار مثلث السلطات السيادية في الدولة لابد من تشكيل المجلس التشريعي القومي الانتقالي و ذلك عبر تكوين لجنة يكونها كيان الثورة المقترح تضع مسودة قانون تشكيل هذا المجلس وبقية المجالس التشريعية للولايات .
٤/ تتم الاجراءات اعلاه في فترة شهرين وخلالهما تشكل حكومة تصريف اعمال متفق عليها بين ممثلي كيان الثورة .
٥/ هذه خطوط عريضة من وحي كتيب خارطة الطريق وكذلك مساهمات هامة لمشاريع مواثيق مطروحة من جهات سياسية ومطلبية ولجان مقاومة عديدة .
٦/ هذه الخطوط العريضة تضمن في مذكرة ترفعها قوى الثورة الى سلطات الحكومة الانتقالية الحالية للتفاوض حول التسليم والتسلم .

*محمد امين ابوجديري*
٢٤ ديسمبر ٢٠٢١م

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.