الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / البرهان.. متاهة الجنرال! بقلم عثمان قسم السيد

البرهان.. متاهة الجنرال! بقلم عثمان قسم السيد

ظهور الجنرال عبد الفتاح البرهان في الساحة السياسية السودانية وإعلان انقلابه على الوثيقة الدستورية  كان نقطة تحول في تاريخ الثورة السودانية فالرجل برغم امكانياته الضعيفة ومقدراته المتواضعة وضعته القوي الإقليمية الدولية والمحلية التي تريد تغير مسار الحراك السوداني في مكانه أكبر من قوته الإدراكية..

لم يعي البرهان  الدور المرسوم له بدقه لجرف الحراك الشعبي المتصاعد في السودان، فهو لا يملك الكاريزما الكافية التي توهله لهذا الدور بالشكل الكافي، تدرج البرهان في سلم ترقيات المؤسسة العسكرية كان تدرجاً سياسيا ولما يتمتع به البرهان من شخصية مترددة، لا تستطيع اتخاذ القرارات، وتنتظر من الآخرين أن يقرروا عنها كل شيء كثيراً ما كانت قرارته في المرحلة الأخيرة مثار جدل كبير.

الملاحظة الكبيرة على شخصية البرهان هي العجلة والتسرع في تحقيق حلمه و التي وقعت على الرجل بعد ان جلس على رئاسة اللجنة الأمنية للبشير جعلته يستبق الخطي الى جمهورية مصر العربية لمقابلة الجنرال عبدالفتاح السيسي ولان شخصية البرهان ثقتها بنفسها قليلة ومهزوزة تمت زراعة فكرة القضاء على الإعتصام في ذهنه يومها مع تطمينات من الجانب الاماراتي الذي استقبل قائد مليشيا الجنجويد في نفس تلك الأيام قلنا ان الرجل يفتقد للصفات القيادية لذلك عندما خرج ببيان انقلابه الشهير على الشرعية الثورية بعد مجزرة القيادة العامة تواري هلعا من منظر الحشود التي خرجت واوكل مهمة متبعة الحراك لبقية أعضاء اللجنة الأمنية…

في كل خطاباته التي يتطاول فيها على الثورة والمدنيين يحاول البرهان تقليد قيادته السابقة ممثلة في المخلوع عمر البشير، لم يكلف البرهان نفسة في البحث عن  حقيقة وجوده وسط الشعب السوداني ومدي الكراهية  له وارتباط إسمه بمجزرة القيادة العامة قد لا نحتاج لتلك المقارنة بين البشير والبرهان لان الشخصيتان من نفس ( الطينة) جنرالات خدمت  حكم الجبهة الإسلامية وفى عهدهم اضمحلت المؤسسة العسكرية الى القاع ولكن قد نجد ما نشير اليه فالبشير المخلوع ظل طيلة الربع الأول من حكم الإسلاميين  رئيس صوري تعلم  بالاحتكاك العمل السياسي مع قادة الجبهة الإسلامية الذين نختلف معهم في  برنامجهم القمعي ولكن لديهم خبث ودهاء سياسي لا أحد ينكره وان أوصل هذا الخبث البلد الى ماهي عليه الآن أما البرهان فقد كان شخصية مطيعة مهزوزة لذلك نجد أنه وخلال مسيرته الخدمية في المؤسسة العسكرية كان تنفيذيا وترقي في الخدمة سياسياً لخنوعه التام وعدم تذمره من أي أوامر تلقي عليه.

البرهان وبعد ان اصبح في غفلة من الزمن رئيس للمجلس العسكري سعي بكل السبل لتمكين دوره السياسي ومحاولة اظهار نفسه كأنه القائد الفعلي للسودان لعبت الإمارات والمخابرات المصرية دوراً كبيرا في  ظهور إسم البرهان الطاغي على وسائل الإعلام كما قامت بتسهيل لقاء بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطوة أولى نحو تطبيع السودان التام مع دولة إسرائيل متجاهلة الشق المدني تماماً.

الجنرال عبدالفتاح البرهان ومن خلال تصريحاته الأخيرة يمكن ان نقول انه مضطرب نفسياً وجد نفسة بين ليلة وضحاها في موقع  رئاسة المجلس السيادي واوكلت اليه في وقت سابق مهمة قمع الثورة امام القيادة العامة فقتل الالف الثوار بدم بارد  لم يكن البرهان من الضباط الذين يعول عليهم  من جانب سياسي  حزب المؤتمر الوطني بشكل كبير برغم كل  ( الانبطاح ) الذي قام به البرهان فقد كان مجرد جنرال يؤدي التحية لمدني الحزب الحاكم يومها والرتب الوسيطة ولكنها تتمتع بموقع سياسي قوي  فانعدام الاهتمام به حتى بعد مشاركته في حرب دارفور العرقية واشرفه على حرب اليمن بالتنسيق مع قائد الدعم السريع  أصابه بعقدة نقص شديدة دفعته إلى حب الظهور و محاولة تصدير صورة له مخالفة للصورة  الحقيقة عنه.

على ما يبدو ان البرهان يعاني من عقد نقص عنيفة، ربما كانت هي السبب فى تلك الدعاية الغريبة التي رسمتها له قناة العربية واسكاي نيوز عقب توليه رئاسة اللجنة الأمنية وفيما بعد رئاسة المجلس السيادي و التي تحاول إقناع جمهورها بأنه الرئيس الفعلي للسودان  ومن الممكن أن تكون هذه الدعاية فرض  الامر الواقع  للسودانيين الذي رفضوا البرهان تماما.

ومن الملاحظات التي كانت على البرهان أثناء إلقاء خطاباته نستطيع ان أكد انفعاله الكاذب من خلال علامات وجهه وتحريك يده والتي دائماً ما يستخدمها مشوحا بها في الهواء وهو يكيل الشتم فقط للمدنيين الذين يشاركهم حكم الانتقالية محاولاً  إقناع المستمعين بما يقوله مع ارتعاش ملامح وجهه وزيغ نظراته أثناء حديثه.
السند الأقوى الذي يجده البرهان هو الجانب المصري وخصوصاً الجيش المصري الذي يعمل في الخفاء من اجل دعم البرهان من ان يصل الى سدة الحكم في السودان،  بالرغم من ان مهمة العمل الدبلوماسي تقع على عاتق حمدوك وحكومته، نجد ان البرهان يقوم بهذا الدور بشكل فاضح في الاتصالات متبادلة مع المسؤولين المصريين بل وصل الامر بان يشعل حرب بالوكالة مع الجارة الاثيوبية بدافع تحرير الأراضي السوداني وتناسي ان مصر نفسها تحتل جزء من الأراضي السودانية لم يكتفي البرهان بذلك بل فتح كل المطارات والمواقع العسكرية امام الجيش المصري لعمل مناورات حربية الغرض منها ارسال رساله لأثيوبيا في الخلاف الناشب بينها وبين مصر في ملف سد النهضة.

يقف خلف البرهان كامل الاستخبارات المصرية بكل قوتها وعتادها في السودان لجعله الرئيس القادم ولكن السؤال  هل تستدرك مصر مقدرات عبدالفتاح البرهان الذهنية  وهل تعي مكونات الشخصية السودانية في حكم أمثال البرهان؟

ظاهرة “حرب الجنرالات” والصدام بين الجهاز العسكري والقادة السياسيين ليست جديدة في السودان ، شهدناها بعد فشل الحملات العسكرية للجنرال النميري  وأبرزها انقلاب  يوليو 1971، الحكومة الديمقراطية الأولى 1958 وحكم المخلوع البشير 1989… ويبدو اننا أمام مشهد جديد قريبا!!

وللقصة بقية

بقلم عثمان قسم السيد

osmanalsaed145@gmail.com

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.