الجمعة , أبريل 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / جاء يوم الثالث عشر من نوفمبر ٢٠٢١م ، مؤكدا لرفض الشارع السوداني لانقلاب البرهان

جاء يوم الثالث عشر من نوفمبر ٢٠٢١م ، مؤكدا لرفض الشارع السوداني لانقلاب البرهان

الدكتور احمد عثمان عمر يكتب ؛
مزيدا من الوحدة ، مزيدا من الاستبسال !!
فجر الغنا المأمول مستني جياتناوطناً عظيم الشأن عمدانو قاماتنا

يا ظالماً فٍيْ الغيب أوحتى بيناتنا

لو فِيْ الحلم والنوم أحذر ملاقاتنا

ولو لسه ما ولدوك أحـــذر وليداتنا

نحن إنكسار العيب ما بحني هاماتنا

صاعين نرد الصاع و السلـم راياتنا
جاء يوم الثالث عشر من نوفمبر ٢٠٢١م ، مؤكدا لرفض الشارع السوداني لانقلاب البرهان الكاشف و المؤكد لانقلاب القصر الذي نفذته لجنة الإنقاذ الأمنية، و معززا لسيادة الجماهير على شوارعها التي لا تخون. خرجت المدن الثلاث في العاصمة الخرطوم ، و واكبتها بالخروج مدني و عطبرة و كوستي و بورتسودان و دنقلا و خشم القربة و مناطق و مدن إقليمية أخرى، رفعت شعاراتها عالية ” الثورة ثورة شعب  و السلطة سلطة شعب  و العسكر للثكنات” ، في تحد مباشر للانقلاب و لمحاولته مأسسة نفسه و فرض الأمر الواقع بتعيين مجلس سيادة انقلابي يؤطر سلطته.
قابل الانقلابيون هذه المواكب السلمية بالعنف المفرط، تنفيذا للخطة الموضوعة وفقا للاستراتيجية الأمنية الجديدة، القائمة على تقطيع أوصال العاصمة القومية و تقسيمها إلى مناطق، حتى تسهل السيطرة عليها و ضرب مواكبها المتفرقة لتفريقها مهما كان الثمن.فالعنف المفرط مقصود منه أمرين: منع التحام المواكب مع بعضها لتكوين كتل ضخمة و وازنة، و الردع و التخويف و كسر الإرادة بهدف تشكيل رقيب ذاتي يمنع الاحتجاج مستقبلاً. لذلك كان استمرار المواكب و كسرها للحصار أمر هام و مؤثر، يهزم مخطط تقطيع أوصال العاصمة القومية، بإعتباره جوهر الاستراتيجية الأمنية الجديدة.
و يلاحظ أن العنف المفرط شمل كرري و شارع الشهيد عبدالعظيم و امبدة في ام درمان، و المؤسسة في بحري ، و الصحافة في الخرطوم، و سبقه اغلاق تام للكباري و قطع تام للاتصالات، و هو لم يكتفى فيه بالغاز المسيل للدموع فقط، بل شمل حتى إطلاق الرصاص الحي.
لذلك كان استعادة ثوار كرري السيطرة على شوارعهم مهما، و كذلك استعادة السيطرة على شارع الشهيد عبدالعظيم و على محطة ٧ في الصحافة و شارع الستين و اجبار الجنجويد و عسكر الانقلاب على الهروب ، كان أمرا مفصليا لهزيمة هذه الخطة الأمنية حتى لا تصبح عقبة في سبيل مواكب قادمة.
امتلاك الشارع للمبادرة و تأكيده على رفض الانقلاب و تمسكه بالدولة المدنية، يضع مافيا الانقلاب في موقف لا تحسد عليه و يحشرها في الزاوية. فهي نفذت انقلابها دفاعاً عن مكتسبات التمكين الاقتصادية و دولة الفساد، بعد أن تأكدت من أن لجنة أزالة التمكين وضعت يدها على كم كاف من المعلومات حول فساد مؤسساتها الاقتصادية ، و أن المجتمع الدولي مصمم على تفكيك اقتصادها الموازي و وضعه تحت يد الحكومة المدنية، لأن صندوق النقد الدولي نفسه أوصي بذلك، برغم اختلاف أهدافه عن أهداف الشارع السوداني، و بعد أن تأكدت بأن الشارع السوداني الداعم للتفكيك، قد تجاوز التيار التسووي الشريك للجنة الأمنية و رفع سقفه، و هو مصمم على ضرب مصالحها الطفيلية في مقتل. جاء انقلابها لقطع الطريق مجدداً أمام الشارع كما فعلت في ابريل ٢٠١٩م عبر انقلاب القصر، و لوضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع. و لكنها بالحتم أخطأت الحسابات.
فالإنقلاب وضع هذه المافيا في مواجهة مباشرة مع الشارع الذي وصل مرحلة متقدمة من تنظيم نفسه لا تشبه واقعه عند تنفيذ انقلاب القصر، و كذلك وضعها في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي الذي لا يثق في قدرتها على الاستمرار في السلطة و إن كانت موافقة على تأمين مصالحه من مواقع التبعية، كما وضعها في مواجهة مع تناقضاتها الثانوية هي نفسها و صراع مجموعاتها و شرائحها المختلفة حول السلطة. فأصبحت و هي في السلطة في حالة دفاع بدلا من الهجوم. فإنقلابها نجح فنيا لأنها كانت بالفعل مسيطرة عسكريا و أمنيا و لم تحتاج حتى لتحريك اي قوات، حيث تم انقلابها بإعلان سياسي و تدابير مكملة لا بعمل عسكري امني، و لكنها اضطرت لتقديم خطاب سياسي دفاعي يتجمل بمزاعم استكمال الثورة و التصحيح. و هذا وحده يؤكد أن المبادرة ليست في يدها بل في يد الشارع الثائر الذي أجبرها على إصدار هذا الخطاب.
لكن هذا الأمر لا يجب أن يقود للاستهانة بها، فهي تقود معركة كسر عظم و حياة أو موت، و هي مدججة بالسلاح و المال الحرام الذي نهبته من الشعب، و بكل مقدرات جهاز الدولة، و بدعم المرتزقة الروس و حكومة روسيا من خلفهم، و بالموساد و حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي حدثنا البعض عن فوائد التطبيع معه، و يبدو أن بوادر هذه الفوائد المزعومة  هي دعم الاحتلال لانقلاب المافيا الماثل. و هناك أيضا دول داعمة للمافيا في جامعة الدول العربية، لا تستطيع الإفصاح عن هذا الدعم بعد أن منعتها الولايات المتحدة الأمريكية من ذلك.
ادراك هذه الحقائق، يوضح بأن هذا الانقلاب ليس في وارد الاستسلام للإرادة الشعبية أو التراجع. فهو يراهن على مرور الوقت لإضعاف المقاومة و تقسيم الشارع توطئة لاحتوائه و فرض الأمر الواقع، أعمالا لمقولة بن جوريون ” ليس مهما ما يقوله الجوييم ، المهم ما يفعله اليهود في أرض الواقع” . لذلك هو ماض في فرض حقائق جديدة على الارض و الدفاع عنها بقوة السلاح.
و لهزيمة هذا المخطط، لا بد من التمسك بوحدة الشارع، و رفع درجة تنظيم منظماته القاعدية التي تقود الثورة، و تنويع نشاطاته المواجهة للانقلاب و عدم الاكتفاء بشكل واحد، و تصعيد حالة العصيان المدني حتى نصل لحالة عصيان مدني شامل، و تكرار كسر حالة الطوارئ بشكل مستمر ، و تامين قيادة الحراك و تكوين لجان ظل بشكل مستمر لمواجهة حملة الاعتقالات و القمع التي ستتسع، و ذلك عبر عودة لجان المقاومة و تجمع المهنيين و لجان تسيير النقابات إلى قواعدها و تنظيمها في شكل لجان تحت لجان قادرة على أن تستبدل كل قيادة تقع في الأسر أو تتعرض للاعتقال. فالمعركة ليست قصيرة و لا سهلة، و تحتاج لنفس طويل و خزان من القوى شعبنا قادر على توفيره، في مواجهة ماكينة قمع هذه المافيا حتى هزيمتها.
سيادة الجماهير على شوارعها و رفضها للانقلاب و تمسكها بسلطتها المدنية، و خطاب الانقلابيين الدفاعي، يؤكدان أن هذا الانقلاب مهزوم سياسياً لانه امتداد لمشروع الإنقاذ الذي هزم سياسياً منذ سقوط المخلوع البشير و لن تقوم له قائمة مجددا، و لكن مازال هناك عمل كبير يستلزم وضع خطة واضحة لإسقاط الإنقلاب و إقامة حكومة مدنية انتقالية تقود إلى تحول ديمقراطي، و فقا لإعلان سياسي واضح و وثيقة دستورية جديدة، تضع كل السلطة في أيدي الجماهير و تستبعد اي شراكة مع العسكر.
يقيننا أن شعبنا سينتصر، و أن مافيا الانقلاب سوف تتجرع حنظل الهزيمة.
و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله.
١٣/١١/٢٠٢١

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.