الأربعاء , أبريل 24 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *تجميع البرهان وحميدتي  لتحالف قوى الردة.. مرحلة متوقعة ومتقدمة داخل حركة الفرز المستمر  بإتجاه الصعود الثوري*

*تجميع البرهان وحميدتي  لتحالف قوى الردة.. مرحلة متوقعة ومتقدمة داخل حركة الفرز المستمر  بإتجاه الصعود الثوري*

*د. احمد بابكر*

طرح تمرد البرهان وحميدتي لاعاقة مسيرة التغيير بهذا الشكل الفاضح، كثير من الأسئلة عند المواطن أهمها
1/لماذا يحدث مثل هذا الصراع؟
2/لماذا تم استيعابهَم في السلطة والجميع يعلم ارتباطاتهم الداخلية والخارجية؟
سوف نحاول بايجاز طرح وجهة نظرنا تجاه هذه الأسئلة لاهميتها.
*أما بخصوص لماذا يحدث هذا الصراع؟*
البعض كان يعتقد ان البرهان وحميدتي من الذكاء، بحيث أنهما سيستغلان هذه الوضعية التي املتها الظروف،  لصناعة تاريخ ومجد شخصي لهما في تاريخ تطور الحركة الوطنية، كونهما جزء أساسي من تغيير عظيم في حياة الشعب السوداني.
ولكن فات على هؤلاء، ان البرهان وحميدتي هما مجرد أدوات لقوى الردة وإعاقة التغيير الداخلية والخارجية.
وان مع تقدم حركة الثورة وتغير موازين القوى لمصلحة الثورة عبر تقدمها بالسيطرة على المؤسسات واضعاف قبضة الفلول عليها، وكذلك تقدم عمل لجنة إزالة التفكيك، كان لابد ان يحدث الصراع المؤجل مع قوى الثورة، وذلك لإعادة سيطرتهما على جوهر القرار السياسي والاقتصادي وبالتالي إفراغ الثورة من مضامينها الأساسية وعبر سلطة الثورة نفسها..
وهذا الصراع كان حتمي ومتوقعا وليس طارئا، ولكنه مثل تعبير حقيقي عن مفهوم الصراع داخل حقل التغيير، حيث يمر بمراحل حتى يصل ذروته عبر استدعاء طرفي الصراع لكامل قوتهما، وبعدها سيتم حسم الصراع حسب طريقة إدارته وتوازن القوى بين طرفيه.
والنتيجة اما انتكاس للثورة وعودة قوى الردة بثوب جديد وكممثلين ووكلاء لقوى إقليمية ودولية، او انتصار إرادة التغيير والبدء في إنتاج نظام وطني ديمقراطي، يعمل على معالجة تشوهات نظم ما بعد الظاهرة الاستعمارية، والتي تمثلت في إعاقة اكتمال بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة.
هذا جوهر ما يحدث الآن وهو امتداد للصراع الذي ابتدأ منذ 30 عاما، حيث شكلت فيه ثورة ديسمبر علامة فارقة بوضعه في إطاره الكاشف.
*أما عن لماذا تم استيعاب البرهان وحميدتي وبقية المجموعة في السلطة بحكم الوثيقة الدستورية ؟*
هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي يطرحها الناس، وفعلا يحتاج لإبانة وتوضيح حسب وجهة نظري.
البعض يعتقد ان وجود هذين (البرهان وحميدتي) هو قتل للثورة وإيقاف لعملية التغيير اي انها تسوية هدفها عرقلة الثورة، وقد شاهدنا وسمعنا الاتهامات ببيع دماء الشهداء والهرولة نحو الكراسي وكثير من الاتهامات التي طالت مناضلين وقوى سياسية دفعت اثمان باهظة من اجل عملية التغيير ولم تساوم طيلة ال30 عام.
لتوضيح هذا الأمر علينا الرجوع للأيام الأولى التي اندلع فيها الحراك بشكله اليومي والانفجاري، حيث كان من المتوقع طرح وتنفيذ الإضراب السياسي والعصيان المدني باعتباره السلاح السوداني المجرب الذي يسقط به الشعب الديكتاتوريات……
لكن للأسف بعض القوى السياسية اعترضت على ميقات طرح شعار الإضراب السياسي والعصيان المدني، والذي أردنا عبره قطع الطريق أمام النظام أو أحد أجنحته أو المتحالفين معه، من القيام بانقلاب قصر يغير المعادلة ويضع الثورة في توازن قوى جديد..
وبرفض هذه القوى، ومن ضمنها الحزب الشيوعي، لطرح الإضراب السياسي والعصيان المدني، تم عمل تغيير قادته اللجنة الأمنية للنظام، مما وضع الثورة، كما سبق ان ذكرت، ضمن توازن قوى جديد، فيه مجموعة من الفاعلين الجدد، المجتمع الدولي بكلياته، والمحاور الإقليمية، بالإضافة لتحالف المصالح في الداخل، والذي يريد تجيير اي تغيير لمصلحته، بالإضافة للعساكر وارتباطاتهم الداخلية والخارجية.
كان هذا هو المشهد في يوم 11/ابريل 2019م.
ضمن هذه الظروف كان لابد من اتخاذ خطوات عمل سياسي يضمن وحدة قوى الحرية والتغيير ، لأنه بدأت بالفعل حركة استقطابات قوية للقوى المكونة لقوى الحرية والتغيير، تدخلت فيها القوى الإقليمية والدولية بشدة، مما جعل اللجوء لخيار التفاوض هو الحل الوحيد المتاح ضمن هذه الظروف.
المفاوضات أنتجت وثيقة دستورية أقل من الطموح، وأنتجت شراكة في السلطة كنا نعلم أنها سوف تكون مليئة بالأزمات، ولكن حسب قراءتنا، فإن التغيير لن يتم إلا بانتزاع أسنان قوى الردة، وهذا لن يتم إلا عبر السلطة، ومن خلال العمل اليومي لتغيير توازن القوى لمصلحة التغيير وذلك عبر تحقيق السلام وإيقاف الحرب (اليوم مجموعة من قوى الكفاح المسلح تقف في صف قوى الردة)، وتغليب الخيار المدني وقبر لغة السلاح، والعمل على تفكيك بنية النظام القديم لصالح التغيير، تحييد قوى الأمن في الصراع اليومي مع الفلول وقوى الردة، الضغط لتغيير القوانين والتشريعات المنتجة للاستبداد واستبدالها بتشريعات تعمل على تسريع عملية التغيير، العمل على انشاء قوات الأمن الداخلي حتى يكون للثورة ذراع لتنفيذ قراراتها وحمايتها في نفس الوقت مع العمل على تأهيل المنظومة الأمنية والعسكرية والعدلية لتكون في صف عملية التغيير، كل هذه العناصر كان يتم العمل عليها بدرجة أو بأخرى، وأعتقد أنها وصلت لمراحل متقدمة مما حمل كل قوى الردة والإعاقة للاصطفاف الآن خلف برهان وحميدتي لايقافها..
كنا نعلم تماما ان هذه اللحظة سوف تأتي وتضع الصراع من أجل عملية التغيير في مراحل متقدمة عبر عملية فرز عميقة بين قوى الثورة وقوى الردة والإعاقة، مما يزيل كل أنواع التغبيش التي تدثرت بها كثير من القوى السياسية والاجتماعية..

*خاتمة:*
الآن دخلنا مرحلة جديدة من الصراع مع قوى الردة ونحن في وضع أفضل، لقد اكتسبنا مساحات جديدة في السلطة والمؤسسات والشارع،
مما سيجعل النصر حاسما.

*الشعب أقوى والردة مستحيلة*

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.