Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
أكثر من عامين مرو منذ خلع رئيس نظام الانقاذ وأعلان اللجنة الامنية للبشير تسلم السلطة بدعوي الانحياز للشعب الثائر واعلن حينها أنه بصدد تسليم السلطة للشعب عبر مرحلة إنتقالية وحددها بسنتين يكون فيها حاميا للسلطة المدنية الكاملة دون المشاركة فيها .
رفضت قوي الثورة ذلك وطالبت بحكومة مدنية كاملة ومجلس سيادة مدني بمشاركة شرفية للعسكر تكريما لدورهم في الإنحياز للثورة .
وكل ذلك كان سيتم بكل تأكيد اذا استمر الاعتصام قائما الي يوم ٣٠ يونيو. نهاية الفترة التي اقرها الاتحاد الافريقي لتسليم السلطة للمدنيين والا اعتبر المجلس العسكري انقلابا علي الثورة و فاقد للشرعية وينسحب ذلك علي موقف كل المنظمات الاقليمية والدولية .
فماذا حدث انتدبت قحت مجموعة للتواصل مع العسكر سيطرت عليها كتلة نداء السودان للتفاوض علي إجراءات تسليم السلطة للمدنيين وفق اتفاق كل مكونات الحرية والتغيير والتي انتخبت مجلسها المدني الكون من سبعة اعضاء برئاسة الشهيد علي محمود حسنين ومجلس وزراء برئاسة. الدكتور مضوي إبراهيم ووزارة تكنوقراط من الكفاءات المستقلة بعدد ١٧ وزارة .
بل وحدتت نسب مشاركة مكونات حقت في المجلس التشريعي بنسبة ٦٧٪ والباقي للمكونات الثورية التي لم توقع علي الميثاق .أي نظام ثوري كامل الدسم .
ولكن تماطل العسكر بدعوي انهم شركاء في التغيير وتغيرت لهجتهم الي النقيض تماما وكان ذلك بسبب اقتراب موعد تسليم السلطة في ٣٠ يونيو. .
والشاهد ان الوفد المنتدب تحول بقدرة قادر الي وفد تفاوض وهذا اول سقوط للثورة .
وعاد لنا بفكرة مشاركة العسكر في المرحلة الانتقالية كضامن وحامي لها .
وكان الرفض من معظم كتل الحرية والتغيير ما عدي كتل وفد التفاوض الذي سار عكس التيار وبدأ بممارسة التضليل حتي تيقنت كل مكونات الثورة ان هناك طبخة جاهزة وردت من الأمارات فاعلنت الكتل بضرورة تغيير الوفد الذي تشبث فما كان من بقية قوي الحرية والتغيير الا اعلان انها ستقوم باعلان حكومتها ومجلسها السيادي من داخل الاعتصام .
هنا جن جنون العسكر والوفد المفاوض الذي اصبح بوقًا للعسكر لا مفاوضا بل اسوأ من ذلك بكثير فقد مارس الخداع بخسة يحسد عليها .
وحينما تحدد موعد الاعلان للحكومة ومن داخل الأعتصام وجاءت اللحظة التي انتظرها كل الشعب السوداني الذي ضاقت به جنبات الاعتصام مسجلا اكبر حشد في تاريخ السودان .
وفي اللحظة التي تعلقت قلوبهم بمنصة اعلان نظامهم فاذا بالوفد المفاوض يخرج من القيادة مهرولا الي المنصة ليخبر محمد الامين المكلف باعلان الحكومة والتي كان يحملها في جيبه بأن العسكر وافقوا علي تسليم السلطة غدا فلا داعي لاحراجهم والدخول معهم في تحدي يحط من انحيازهم للثورة وهنا كانت اللحظة الفارقه في سرقة الثورة وضربها في مقتل .
واظن الكل يذكر تلك اللحظة دون ان يعلم تفاصيلها ولكنه رأي أثارها في الصدمة التي ألجمت محمدالامين الذي صعد المنصة وهو لا يدري مايقول فضاعت منه الحروف حتي لحق به البهلوان وجدي صالح عضو وفد التفاوض ليرقص كذبا ويعزف انشودة الضلال وليعود بعدها الحشد الذي اصابه الاحباط والحزن ولأول مرة منذ انطلاق الثورة ينفض الاعتصام إلا من بعض الثوار الذي تمسكوا بالأمل ومن صدقوا اكاذيب البهلوان .
هذا اللحظة كانت اللحظة الذي قرر فيها العسكر وشركائهم فض الإعتصام مهما كلفهم الأمر الذي يقف امام طموحاتهم في السلطة .
وعندها ادرك بعض مكونات قحت بخيانة الوفد واتفقت علي تمدد المتاريس لتصل الي القصر الجمهوري ونقل الاعتصام من القيادة العامة لسحب البساط من تحت اقدام العسكر الذي يستغله.
وفعلا تمددت التروس في شارع النيل وتجاوزت كبري الحديد في طريقها للقصر واصبح الاعتصام اكثر تامينا .
فما الذي حدث.
جاء وفد التفاوض بعد اجتماعه مع العسكر في بيت حجار ليقوموا بفك المتاريس واتهام الثوار انهم مخربين وفلول. وغيرها من الاتهامات الباطلة فتمكنوا من فك المتاريس التي كانت تحمي الاعتصام حتي آخر ترس بعد النفق وهذه المنطقة التي بدأ بها الهجوم علي الاعتصام وارتكاب اكبر وابشع مجزرة في تاريخ السودان .
فعندما نقول انها شراكة الدم فنحن نعني ذلك بدقة فالجريمة تمت بمشاركة كل النظام الحاكم اليوم .
أما ما حدث ويحدث الآن ما هو إلا تحصيل حاصل لمسيرة الخيانة والعمالة والهروب من العدالة والانتقال الي نظام الانقاذ٢ الأكثر قبحا وقهرا وبطشا وفساد وعمالة !!
يتواصل ….
